ما دام لدينا عقيدة إسلامية صحيحة.. والعقيدة هي كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله، فلماذا لا توظّف هذه العقيدة في أمورنا الدنيوية في مجال المعاملات تطبيقاً لمبدأ الدين المعاملة، بدلاً من أن تدخل في أمور لا تخدم الدين الإسلامي أولاً وأخيراً، ونحاول أن نبني جيلاً صالحاً قوياً في مواجهة أعدائنا بدلاً من المهاترات التي لا تُغني ولا تُسمن من جوع، نحاول أن نبني اقتصادنا من خلال زيادة الإنتاج والانتاجية بدلاً من الدخول في قضايا ومناقشات لا تخدم قضيتنا كمسلمين، وأن ننمي في الشباب فكرة العمل، حرث الأرض، ويأتي ذلك عن طريق العلم والرجوع إلى الدين الصحيح وما قامت به الحضارات السابقة من دور مشرف، لنكمل البناء والتعمير بدلاً من البكاء على الأطلال. فالأمم التي سبقتنا الآن في مجال العلم والتكنولوجيا، إنما نهضت على العلم والعمل معاً، ولم تنهض على أطلال الماضي وتضييع الوقت فيما لا طائل ولا فائدة من ورائه، فالنظرة إلى الأمام هي نظرة للمستقبل تتطلَّب مزيداً من الجهد والبذل والعطاء المسلَّح بالعلم، والمؤمنة بوجود الله مع رسوخ العقيدة في قدرته والإيمان المطلق بوحدانيته. وإليك يا أخي القارئ مثلاً على ذلك (فقد خرجت ألمانيا بعد الحرب العالمية الأولى (1914-1918) فقيرة، مكسورة الجناح، ولكن بالعمل والمثابرة على العمل، استعادت قوتها، واستطاعت أن تحارب العالم كله في الحرب العالمية الثانية (1939- 1945).. وكان العامل الألماني إذ قيل له: إن بلادك في حاجة إلى أن تشتغل عشر ساعات بأجر كذا أطاع، وعمل بإخلاص ونفس راضية لينهض بأمته ويعيد إليها مجدها). واليابان أيضاً تُعتبر مثلاً رائعاً يُضرب.. فقد حطّمتها قنبلتا هيروشيما ونجازاكي، ولكن الشعب الياباني استطاع أن ينهض ويعمِّر وينتج إلى أن صارت اليابان في مصاف الدول المتقدّمة.
خالد عبدالله الملحم مدير مكتب الخدمة المدنية بالأحساء |