* حاوره : عماد بن عبد الرحمن العتيبي (*) : بيّن فضيلة الشيخ خالد بن عبد الله الشافي رئيس مركز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في حي النسيم حاجة المجتمع لنشاط الهيئة وقال: إن هذا النشاط يدرك من خلال الأعمال والمهام التي ينهض بها جهاز الهيئة، وهي أعمال كبيرة وجهود جبارة تحقق للمجتمع الأمن والطمأنينة. وأشار في حديثه ل(الجزيرة) إلى أن الواقع الذي يقر به كل عاقل أنه لا يوجد حرية مطلقة في المجتمع ليس لها حد وليس له قيد. وقال: هناك ما هو ممنوع وهناك ما هو مأذون، فالتشدق بذلك من قبل فئة من الناس هي دعوة لا يعضدها دليل. هذا جانب من نزر يسير لحوار شيق مع فضيلته نترككم معه في هذه العجالة: ******* من ضيفنا؟ * هل بالإمكان اطلاع قرائنا على السيرة الذاتية؟ - الاسم: خالد بن عبد الله بن فهد الشافي، من مواليد مدينة الرياض، العمل رئيس مركز هيئة النسيم، اعمل في الهيئة منذ عشرين عاماً تقريباً، أحمل البكالوريوس في السنّة وعلومها من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ودرجة الماجستير في العلوم الأمنية تخصص السياسة الجنائية من جامعة الأمير نايف العربية للعلوم الأمنية وكانت أطروحتى بعنوان (دور السياسة الجنائية في تحقيق الأمن الأخلاقي في ضوء الشريعة الإسلامية وأنظمة المملكة العربية السعودية). * الدورات والخبرات العملية (المناصب)؟ - عملت عضواً منذ 1407هـ ثم وكيلاً لمركز هيئة البطحاء في عام 1409هـ، ثم رئيساً لمركز هيئة البطحاء منذ عام 1411هـ حتى عام 1420هـ، حيث نقلت رئيساً لمركز هيئة النسيم حتى الآن. وعملت عضواً في اللجنة الاستشارية بفرع منطقة الرياض وعضواً في عدد من اللجان لدراسة الظواهر والمشكلات داخل الهيئة وخارجها مع المشاركة مندوباً عن الهيئة في العديد من اللجان. الحاجة لرجال الهيئة * ما حاجة المجتمع لنشاط رجال الهيئة؟ - حاجة المجتمع لنشاط الهيئة يدرك من خلال الأعمال والمهام التي ينهض بها جهاز الهيئة، وهي أعمال كبيرة وجهود جبارة تحقق للمجتمع الأمن والطمأنينة، فكم من البلاء والشرور التي صدها هذا الجهاز المبارك عن البلاد والعباد ومن فضل الله تعالى أن ذلك يدركه ولاة الأمر والعلماء من أهل العقد ونخب المجتمع وكل عقل غيور على دينه ومجتمعه. * هل من بعض المواقف التي ما زالت عالقة بالذاكرة؟ - من المواقف التي تظل عالقة بالذاكرة تلك القضايا المروعة والجرائم البشعة التي تتصل بجانب العرض والمحارم، فمن تلك القضايا التي نلحظها ما يحل بالفتاة وأهلها من البلاء والكرب نتيجة تسلطّ فئام من الناس ضعف الخوف من الله وخشية في نفوسهم فتجرد من كل خلق كريم فظلم نفسه وظلم غيره عند الوقوع في محارم الناس وتدنيسها وإلحاق الأذى والفساد بها. منطلق الشعيرة * ما هو المنطلق الذي تنطلق منه شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ - تنطلق شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من حكم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فهي شعيرة عظيمة وركناً ركيناً ودعامة كبيرة من دعائم الإسلام ورتب الله عليها خيرية الأمة فجعله عنوان فلاحها وجعلها الله تعالى شرطاً للتمكين في الأرض والخلافة فيها. ومع طي بساط هذه الشعيرة وإهمال علمها وعملها وتضيق دائرتها والحد منها يحل كل بلاء وفتنة ويكون استجلاب غضب الله وعقابه ونصوص الكتاب المبين والسنَّة الغراء كثيرة مشهورة في هذا الجانب. * ما مقياس الحرية في الإسلام؟ - مفهوم الحرية يعرف في واقعنا المعاصر على أنه الأنموذج الذي تعيشه الحضارة الغربية، والواقع الذي يقر به كل عاقل أنه لا توجد حرية مطلقة لا حد لها ولا قيد حتى في الدول الغربية، فهناك ما هو ممنوع وهناك ما هو مأذون به. وإن التشدق بذلك من قبل فئة من الناس هي دعوة لا يعضدها دليل ومن المسلم به أنه لا معنى ولا وجود لحرية مطلقة لأنها تعني الفوضى والتعدي، لذا نجد أجهزة ودوائر وسلطات تنظم حياة الناس في الغرب فتقر ما تراه مناسباً وتمنع ما تراه غير مناسب وفقاً لما تدين به وما تقوم عليه من فكر فلسفي ينظم حياتها والإسلام حينما جاء بتشريعاته ونظمه وقيمه جاء شاملاً حتى يكون منهجاً لحياة الناس حتى في أدق تفاصيلها بالأسلوب الذي يرفع الحرج ويقدم اليسر ويرفع قيمة الإنسان وكرامته، فجعل له الحرية في جوانب بشكل لا يخل ولا يتعدى على حريات الآخرين ومنع منه ذلك لعموم الضرر وانتفاء المصلحة، فالحرية في الإسلام منوطة بالمصلحة الخاصة والعامة وضوابط الشريعة الإسلامية. أناس وأناس * ما نصيحتك لمستخدمي الإنترنت في مجال الدردشة والتعارف وتبادل المواد المخلة؟ - تعيش المجتمعات في وقتنا الحاضر ثورة كبرى في مجال الاتصالات وتبادل المعلومات وكل يوم نصبح ونمسي على جديد في مجال التقنية والمخترعات الحديثة ومن ذلك مجال الإنترنت وهو مجال أحسن أقواماً التعامل معه فوظفوه في تحقيق المصالح الكبرى للأمة من نشر الإسلام والدفاع عنه ونشر العلم النافع والمعرفة وكل مفيد في مجال الدين والدنيا وهؤلاء ممن تسامت نفوسهم وعلت همتهم نحو مدرج الخير والبر والمعروف ونفع الأمة في معاشها وميعادها، بينما أقوام ضلوا الطريق فأقعدتهم سفاسف الأمور وبنيات الطريق فلم يرم الخير لنفسه ولا لمجتمعه فتعلق بالسيىء من القول والعمل ونصيحتى لهؤلاء تقوى الله، فإن تلك الأمور المخلة سخط من الله وضياع للأوقات وفوات العمر وانقضاء في ضرر محض ولتمثل قول القائل:
إذا كانت النفوس كبار ا تعبت في مرادها الأجسام |
الشباب المراهق * كيف نتعامل مع الشباب المراهق بشكل عام؟ ومع المخالفين منهم؟ - التعامل مع الشباب المراهق يحتاج إلى نوع من التعامل، فما كان من المخالفات منهم ويمكن علاجها فيتم ذلك من خلال إسداء النصح والتوجيه بأسلوب مناسب يقصد الترغيب في الخير والكف عن المخالفة وأما التعامل معهم في القضايا الموجبة للإحالة فيتم إحالتهم لجهات الاختصاص حسب ما تقتضيه الحال مع حفظ كرامتهم وحسن التعامل مع الجميع. الستر والزلة * الستر والزلة الأولى.. ما هي مفاهيمك عنها؟ وكيف تستثمرها في مجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ - يعد الستر مقصداً شرعياً نبيلاً يتشوف له الشرع الحنيف والواقع أن الناس في هذه المسألة بين طرفي نقيض، فطرف يغلق الباب بالكلية وليس في مفهومه أي معنى للستر، وطرف يفتح باب الستر على مصراعيه دون اعتبار للضوابط الشرعية فيكون ضرره أعظم من نفعه. والحق أن الستر يتعين أن يكون وفقاً للضوابط الشرعية دون اعتبار لمنافع القبلية أو العنصرية أو الفئوية أو الإقليمية، بل لا بد أن يوافق الشرع والقواعد المقررة في هذا الباب وهي تدور مع قاعدة ترجيح المصالح والمفاسد وأيهما غلب. 0الأمر والأسرة * كيف لنا أن نفعل دور الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الأسرة؟ - تفعيل دور الأمر والنهي في واقع الأسرة يكون من خلال القدوة والتربية ومن أعظم ذلك التطبيق العملي، فما كان من المعروف فهو محل تطبيق والعمل به في الأسرة، وما خالف الشرع فيكون محل الكف والإعراض عنه فإذا تمثل رب الأسرة ذلك كان أثره كبيراً ونفع بإذن الله تعالى * ما مدى تعاونكم مع الأجهزة الحكومية العاملة معكم في منطقة عمل المركز؟ - التعاون والتكامل بين أجهزة الدولة أمر متعين ولا يمكن تحقيق أهداف أي جهاز إذا عمل بمعزل عن بقية الأجهزة، فهي أجهزة تحت راية واحدة وتسعى لتحقيق هدف واحد وهي إقامة الشرع الحنيف وحفظ الأمن وبسط الطمأنينة على الأرواح والممتلكات والتعاون بيننا وبين كافة الأجهزة الرسمية قائم على خير وجه. التعاون مع الخطباء * ما مدى تعاون المركز مع الأئمة والخطباء بالحي؟ - يوجد تعاون طيب مع الأئمة والخطباء ولكن يحتاج إلى أن يكون هناك آلية تنظم هذا التعاون بشكل يضمن نتائج مناسبة وفاعلة يستفيد منها الحي ونعاني من تراجع دور الأئمة بشكل يضمن التواصل مع المركز بشكل يحقق المصالح العامة. * ما كلمتك لكل من: - لرجال الحسبة: أقول: إن العمل الذي تنهضون به هو من أعظم المهام وأشرفها، حيث إنها مهمة الرسل ورسالة الأنبياء وعمل الصالحين، فإذا شرف العمل شرف القائم به فليكن محل العمل والتطبيق وضرورة أن يكون العمل وفق شرع الله ومرضاته ثم ما صدر من نظم وتعليمات تنظم العمل وتبينه. - للمخالف: الرجوع إلى الحق فضيلة ودليل خير وعنوان فلاح فكن كذلك. - المتأثر بالأفكار الغربية: فعل ذلك دليل على الانهزامية وفقد الهوية وضعف الشخصية والمسلم المعتز بدينة وقيمة وأخلاقه لا يكون مقلداً ذليلاً، بل يأنف ويسمو بنفسه ثم تذكر قول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله التشبه في الظاهر دليل على المحبة في الباطن وأقول من حب قوماً حشر معهم فانزع عمّا أنت فيه. - الحملة الأمنية في بعض الأحياء: خطوة موفقة وعمل مشكور يضاف لرصيد إنجازات صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز وتأتي امتداداً لحزمه المعروف تجاه مثل هذه الظواهر والجرائم. كلمة أخيرة * كلمة أخيرة توجهها لمن؟ - أوجهها لكل غيور على دينه ومجتمعه من أجل تضافر الجهود وتكامل المساعي في رفع البلاء عن البلاد والعباد حتى يبقى لمجتمعنا طهره وعفافه وسمو أخلاقه وحتى يحافظ على هذا الكيان المبارك الذي هو عز المسلمين ومحط آمالهم.
(*) إدارة العلاقات العامة والإعلام بالرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر |