نحن معلمات الصفوف الأولية نشتكي عدم إنصاف نظام التميز الذي وضعته وزارتنا الموقرة، وسبب كثيراً من المشاكل في كثير من المدارس، حيث أصبح هذا التميز محبطا لهمم الكثيرات عندما ميز بعض المعلمات عن بعض، وولد في نفوسهن الغيرة فصار الكل ينظر للمعلمة المتميزة على أنها المجدة والمثابرة التي لا يعلى عليها، أما الأخرى غير المتميزة فلم تسلم من نظرات الكل على أنها مستهترة غير مبالية أو غير صالحة للتدريس، وفوق هذا تعاقب فتحرم من قوانين التميز، حتى ان أغلب أهالي الطالبات بدأن ينقلن بناتهن من عند المعلمة غير المتميزة إلى الأخرى المتميزة، وكأنها غير جديرة بالتدريس (فأين الإنصاف يا من تسعون لرقي التعليم).. كما أنها لا تسلم من أسئلة الفضوليين سواء بالمدرسة أو خارجها. إن وزارتنا الموقرة عندما وضعت هذا التميز نسيت العواقب المترتبة عليه بين المعلمات. أليس الكل يتعب ويبذل الجهد طوال العام ويقضي ما يقارب (6 أو 7 ساعات) بين أطفال صغار يحتاجون لطول بال وسعة صدر؟!.. فمن الظلم إنكار جهد أي معلمة تدرس الصفوف الأولية فالجميع يبذل جهدا نفسيا وجسديا وذهنيا بحكم صغر سنهن وكثرة انشغالهن، ومن الظلم تميز أخرى عن غيرها ربما تتميز واحدة في شيء والأخرى في شيء آخر لم يحسب له حساب.. وهكذا. فمثلاً: هناك معلمة تميزت في الفصل الدراسي الأول لأن نسبتها كانت 97% ولم تتميز في الفصل الثاني لأن نسبتها أقل بعشر درجات، بسبب ظروف قاهرة ألمت بها، هل معنى هذا أنها صارت مقصرة ومهملة ومعاقبة على ظروفها وتزاد على إحباطها إحباطا. مع العلم ان أدائها مازال جيدا، إنما الذي تأثر فيها نفسيتها فقط وهناك أخرى وضعها مختلف لأنها حامل وتعاني من متاعب الحمل والوحم وغيرها. هل يحرمها ذلك من التميز عندما تأخذ اجازة أمومة، وهناك أخرى لديها طفل مريض يحتاج متابعة مستمرة ومراجعات من المستشفيات، هل تحرم بسبب كثرة استئذانها لشيء قدره الله لها. وهناك من اضطرتها الظروف إلى طلب إجازة استثنائية بسبب ظروف قاهرة ألمت بها. هل أيضاً ننكر استحقاقها للتميز بسبب ظروفها. هل ظروف الإنسان هو الذي يضعها بنفسه أو يختارها بإرادته ؟ تميزكم لم يضع في الحسبان (مراعاة الظروف) إنما وضع في النفوس الإحساس بالغبن، فهناك معلمات قمة في الإبداع والعطاء في تدريسهن لكنهن يحرمن بسبب أمور بسيطة قد تحدث لهن لفترة وجيزة مثل (غياب أو تأخر) لظروف طارئة.. وهناك بعض المديرات من تدقق على كل صغيرة وكبيرة وتنسى أهم شيء العطاء في الفصل الذي هو أساس التعليم. ومن الظلم أيضاً معاقبتنا نحن غير المتميزات، فبعد انتهاء أعمالنا والقيام بأعمال الملاحظة وغيرها مع المراحل الأخرى ان تجعل عودتنا مع معلمات المراحل الأخرى لاختبارات الدور الثاني هل حكم علينا بالعمل إلى آخر قطرة ؟.. إن كثرة الطرق يفل الحديد ان هذا جعل في نفوسنا الإحباط ودفع هممنا إلى الوراء وسيجعلنا نبدأ عامنا القادم بكراهية للعطاء غير المثمر فمن يرحمنا.. ويعيد لنا الإحساس بالعدل والانصاف مع غيرنا.. فوالله ان فينا من هي متميزة فعلا لكنها حُرمت ظلما أو سوء حظ. وكل ما نرجوه من وزارتنا الموقرة إعادة النظر في هذا النظام وجعله شاملاً للكل أو مقتصرا على معلمات الصف الأول وتدرس مدى آثاره وعواقبه على نفوسنا.
|