|
|
انت في
|
الأُسرة هي الوحدة الاجتماعية التي تزوِّد المجتمع بالأفراد الذين يساهمون في بناء المجتمع، وتحقيق التنمية المستدامة لمجتمعاتهم، ولذلك عملت الكثير من الدول على الاهتمام بالأُسرة من جميع الجوانب، وهو ما جعل ظهور جمعيات في بعض الدول الأوروبية للحفاظ على التماسك الأُسري، خصوصا عندما بدأت الثورة الصناعية، مما أجبر - الواقع الصناعي - المرأة على الخروج إلى العمل لتوفير معيشة أفضل، في ظل تزاحم البشرية وراء المادة، وهذا ما جعل الكثير من الأُسر تفتقد العناية الأُسرية وساهمت من خلال ذلك في انحراف الأبناء نتيجة لعدم وجود التربية الأُسرية، ومن المتفق عليه أنّ التصنيع أوجد خطأ كبيراً في تحويل الأُسرة من أُسرة ممتدة إلى أُسرة نواة، وأصبح هناك نوع من الاعتمادية داخل الأُسرة النواة وانقطاع أواصر العلاقات الاجتماعية داخل الأُسرة الواحدة، وأنه من المتفحص اليوم لوضع كثير من الأُسر أنّها أصبحت تفتقد إلى التنشئة الاجتماعية لأبنائها، وأصبحت الأُسرة تعتمد في التنشئة الاجتماعية على دور الحضانة وعلى المربيات التي نتفق جميعا أنها تؤثر على سلوك الأطفال .. ولذلك أصبح كثير من الأفراد اليوم يركزون على التعليم المادي مخلفين وراء ظهورهم التعليم المعنوي وما يرتبط به من قيم وأخلاقيات، تسير سلوك الفرد نحو الاتجاه الصحيح والمقبول اجتماعيا،ً وهذا هو ما غرسه التصنيع في نفوس الأفراد وأثار عندهم الكثير من الغرائز وخصوصاً غريزة التملُّك، وهو ما جعل التصنيع يركز على القوى العاملة في امتصاص هذه القوى، دون توفير حد أدنى للرعاية الاجتماعية والأُسرية لكلِّ عضو من أعضاء المجتمع الصناعي، وهو ما فُرض في كثير من الدول الأوروبية في توفير هذه الرعاية الاجتماعية، من خلال برامج الخدمة الاجتماعية العمالية، وتسخير هذه البرامج لكي يستفيد منها العمال وأُسرهم، سواء كان اقتصادياً أو صحياً أو ترفيهياً، وهذا ما يدفع العامل للعمل ويزيد من إنتاجية المصنع .. فمتى نجد هذا الواقع المفقود في الاهتمام بالأُسرة من خلال برامج الخدمة العمالية الاجتماعية في المجتمع الصناعي السعودي. |
![]()
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |