Thursday 28th July,200511991العددالخميس 22 ,جمادى الثانية 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "الاقتصادية"

تشعيع التمورتشعيع التمور
د. فهد يحيى الجهيمي

من المعروف أن المملكة العربية السعودية تعتبر من الدول المنتجة للتمور بإنتاج سنوي قد يفوق 600000 طن، ومعظم هذا الإنتاج يستهلك داخلياً بعد تعبئته منزلياً أو آلياً. ولكن في السنوات الأخيرة شاهدنا فائضاً في التمور وخصوصاً في الأصناف الأقل رغبة مما حدا بالجهات المختصة في الدولة إلى تشجيع الصناعات القائمة على التمور وإنتاج منتجات مختلفة، منها على سبيل المثال: العجينة والدبس والخل والكحول الإيثيلي وخلافها. وهذا أدى إلى الحاجة القصوى لتخزين التمور لمدد أطول حتى يتسنى تصنيعها؛ لأنه كما هو المعروف أن موسم التمور يستغرق فترة زمنية محددة مما يتطلب شراء الكميات اللازم تصنيعها دفعة واحدة وتخزينها في المخازن المختلفة. وكما هو معروف فإن التمور سواء كانت في طريقها للمصانع أو في المخازن تواجه خطر الإصابة الحشرية مما يستوجب إيجاد طرق فعالة لمكافحتها والحد منها. وكما هو ثابت أن الإصابة الحشرية للتمور هي من أهم أسباب تدني الجودة فيها، وليس ذلك راجعاً لتغذيتها على التمور فقط وإنما أيضاً لوضع مخلفاتها وما تحمله من ضرر للإنسان وكذلك العمل على تشجيع الإصابة بالميكروبات الأخرى. كانت الطريقة العامة - ولا تزال في بعض الأحيان - لمكافحة الحشرات ومنعها من أن تصيب التمور خلال التخزين هي باستخدام غازات التبخير أو التعفير المختلفة أمثال إيثيل داي بروميد (Ethly dibromide (EDB أو إيثيلين أو أكسيد Ethylene Oxide أو ميثيل برومية (Methyle bromide MB). ومن المعروف أن الأول (EDB) كان أكثر استخداماً ولكن تم منعه عام 1984م لأنه اتضح أنه مادة مسرطنة وكذلك الميثيل بروميد فقد قيد استخدامه بل وتم منعه في كثير من البلدان لضرره البيئي حيث إنه مادة مستنزفة لطبقة الأوزون، وكذلك لضرره الصحي حيث اتضح أنه مادة مسرطنة أيضاً.
وإجمالاً غازات التعفير تدور حولها الشكوك مما يتوجب معه البحث عن طرق أكثر أماناً وفاعلية في حفظ التمور ولعل الطريقة المثلى هي في التشعيع.
وقبل أن نسهب في فائدة هذه الطريقة في حفظ التمور يتوجب أن نوضح ما هو مصطلح تشعيع الأغذية؛ لأن هذا المصطلح قد يحدث بعض الارتباك للقارئ الكريم. فالمقصود بتشعيع الأغذية باختصار: هو تعريض الغذاء إلى جرعات مختلفة من أشعة جاما (المستخدمة غالباً في عملية التشعيع) حسب نوع الغذاء؛ لإحداث حالة من التأين تكون نتائجها قادرة على تحطيم الميكروبات والحشرات المختلفة. وعلى ذلك فإن كل ما يحدث هو تغيير كيميائي وليس تغيير نووي وذلك أن الطاقة المنبعثة في حدود الجرعات المعطاة غير قادرة على إحداث تغيير في تركيب النواة ولذلك الأغذية لن تصبح مشعة.
وتجدر الإشارة إلى أنه كلما كان الميكروب صغيراً وبسيطاً كانت الجرعة المطلوبة لتحطيمه أعلى فالفيروسات مقاومتها للتشعيع أكثر من غيرها بينما الحشرات والطفيليات - وهذا ما يهمنا في هذا المقال - تتطلب جرعة منخفضة من أشعة جاما للقضاء عليها.
وبعد معرفتنا بهذه التقنية نوضح لماذا هذه التقنية تعتبر البديل المناسب لعملية التبخير وهذا راجع لعدة عوامل منها:
1) هذه التقنية لا تبقي أي مخلفات ولا تسبب أي ضرر بيئي.
2) من المعروف أن الحشرات تكون مقاومة ضد المبيدات الحشرية باستمرارية استعمالها مما يتوجب معه زيادة في التراكيز لها مع الزمن ولكن لحد الآن لم تعرف هذه الظاهرة بالنسبة للتشعيع.
3) التغيرات التي تحدث للبروتينات والفيتامينات والسكريات والنكهة في التمور المشععة طفيفة أو لا تكاد تذكر مقارنة بالتمور التي لم تشعع.
4) كما قلنا سابقاً إن الحشرات تتطلب جرعات منخفضة من أشعة جاما لا تتعدى غالباً 10Kgy للقضاء عليها في جميع مراحل نموها. ولكن كما هو معروف أن الحد الأقصى المسموح به لاستعمال هذه الأشعة هو 10Kgy ومن هنا يتبين مقدار الأمان. وتأكيداً لذلك فقد أجريت دراسات عديدة لنبين هذا العامل منها القيام بتشعيع عينة من التمور بـ10 أضعاف الجرعة المسموح بها في حفظ التمور بهذه التقنية، وغذيت لنوع من الحشرات وقورنت

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved