إن وفاة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله وتغمده بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته - مصاب جلل وخطب عظيم تعجز الكلمات والعبارات عن الوصف والتعبير عن مدى الحزن وعمقه خصوصاً لشعب المملكة العربية السعودية. لقد حققت المملكة العربية السعودية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله - إنجازات ضخمة على كافة الأصعدة بداية من تطور التعليم في كافة مراحله وتخصصاته مروراً بمختلف مجالات البناء والتنمية الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والحضارية والسياسية وغيرها من المجالات ليعيش الإنسان السعودي في ظل دولة عصرية حديثة تتوفر فيها كل ما يحتاجه من خدمات ويساهم في تنمية وتقدم بلاده في جو يسوده الأمن والطمأنينة والسلام. وقبل ذلك جعل - رحمه الله - جل اهتمامه ورعايته للعناية بالحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة وتحققت أكبر توسعة لهما وخدمة كتاب الله عز وجل إضافة إلى الاهتمام والعناية بالمشاعر المقدسة وخدمة ضيوف الرحمن والمعتمرين والزوار. وعلى الصعيد الخارجي في المجالات الخليجية والإقليمية والعربية والإسلامية والدولية كان لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله - دور حيوي يسجله التاريخ بأحرف من نور عبر نصرة القضايا الخليجية والعربية والإسلامية والدفاع عن الحقوق المشروعة للمسلمين في أنحاء العالم وخدمة الإسلام بإنشاء المساجد والمراكز الإسلامية ونشر كتاب الله في كل أنحاء العالم ودعم السلام والأمن في كل مكان وتقديم العون والمساعدة لكل محتاج خصوصاً في أوقات الأزمات والكوارث والمحن. وشهدت الساحة العربية والإقليمية والدولية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله - قضايا عظيمة وأزمات جسيمة أثبتت حكمته وسياسته وثباته على الحق ونصرته بكل صدق ووضوح لكل القضايا العادلة والحقوق المشروعة، وفي مثل هذه الظروف يبرز أصحاب الفكر النير والموقف الثابت والمنهج الواضح والقادة العظماء الذين يسجل لهم التاريخ ذلك بكل فخر واعتزاز. والمملكة العربية السعودية ستواصل بمشيئة الله نهجها في تحقيق التقدم والرقي للمواطن السعودي وتقديم كل ما تستطيع من خدمات للإسلام والمسلمين وتواصل ثوابتها في نصرة ودعم القضايا العربية والإسلامية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز - حفظهما الله -. وأرفع بهذه المناسبة خالص العزاء وصادق المواساة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز - حفظهما الله - وللأسرة المالكة الكريمة وللشعب السعودي وللأمتين العربية والإسلامية في فقيد الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله -.
م. عبد الكريم بن سالم الحنيني / وكيل إمارة منطقة المدينة المنورة |