Thursday 4th August,200511998العددالخميس 29 ,جمادى الثانية 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "متابعة "

فاجعة الفواجع وأم المواجعفاجعة الفواجع وأم المواجع

يصعب على المرء الذي عاش على أرض هذا الوطن الكريم وأكل من خيراته الشيء الكثير في ظل حكومة مولاي الراحل، فقيد الأمتين الإسلامية والعربية الملك فهد بن عبدالعزيز الذي كان بحق خادماً للحرمين الشريفين وللأمتين الإسلامية والعربية؛ يصعب عليه أن يستوعب عظم الجلل ووقع المصاب في نبأ وفاة المغفور له - بإذن الله - جلالة الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله.
في ذلك اليوم ارتاعت الأمة العربية والإسلامية لفقد هذا القائد، وتوقفت الإذاعات العربية والإسلامية معلنة هذا الخبر الحزين.. إنه والله لصدع كبير ألم بقلوب أبناء الشعب السعودي، وشرخ عميق في صف الأمة العربية وجسد الأمة الإسلامية، في هذا اليوم حبس إخوته دموعهم داخل المحاجر أمام الناس، وضغطوا على أحزانهم، وتجاوزوا المحنة بإعلان بيعتهم للملك عبدالله عاهلاً للمملكة العربية السعودية، وبيعة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان ولياً للعهد.
نهض الفقيد بمسؤولياته المزدوجة بعزم الشباب وحكمة الشيوخ، وجد في تحمل المسؤولية رغم ثقلها، فأثبت جدارة في الإدارة، وحصافة وحكمة في معالجة الأمور، وكان يقفز فوق مستجدات الأحداث، ويتعامل معها بأناة وروية، لم يعرف عنه أنه تعجل ذات يوم في اتخاذ قرار؛ نهض بالتعليم وتقلد مسؤولية وزارة الداخلية، فنائباً ثانيا لرئيس مجلس الوزراء ثم ولياً للعهد ونائباً لرئيس مجلس الوزراء، فملكاً للمملكة العربية السعودية.
قام بتوسعة الحرمين الشريفين وإعمارها، وافتتح مجمعاً لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة، ومشروعاً للإفادة من لحوم الهدي والأضاحي، وصدر في عهده النظام الأساسي للحكم، ونظام مجلس الشورى، ونظام المناطق، ونظام مجلس الوزراء، واصدر أوامره الملكية بإنشاء وزارة جديدة للشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد.
فهو المحنك ابن المحنك الذي استطاع أن يحكم البلاد اكثر من عقدين بكل حكمة ودراية، وفي تقدم مطرد، فلم يلحق بالبلاد ما لحق بدول كثيرة معاصرة ولله الحمد، استطاع أن يجنبها كثيرا من المخاطر التي تأثر بها كثير من الدول، مثل نكبات الحروب وويلاتها، وهزات اقتصادية، وعصابات تخريبية وعزاؤنا الوحيد في ذلك هو تولي مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مقاليد الأمور.
فرحم الله خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وأسكنه فسيح جناته، والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين.

نايف بن علي السنيد
الباحث في دارة الملك عبدالعزيز

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved