Thursday 4th August,200511998العددالخميس 29 ,جمادى الثانية 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "متابعة "

إلى رحمة اللهإلى رحمة الله

الموت حق، فكلُّ مَن على وجه هذه البسيطة سيموت، {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} (الرحمن: 26-27).
وإنما يعظم المصاب بعظم المصيبة، ولقد كانت المصيبة عظيمة، والمصاب جللاً، لكننا نستعصم بالصبر والرضا؛ فإن لله ما أخذ، وله ما أبقى، وكل شيء عنده بأجل مسمًّى.
إن مصيبتنا بوالدنا وإمامنا وولي أمرنا عظيمة؛ لأنه جمع من الخير أطرافه، وحقَّق لهذه البلاد وسائر بلاد المسلمين ما عجز عنه الآخرون، فهو الوفي القوي صاحب القرار والإرادة، شرَّق نفعه وغرَّب، وأشمل وأجنب، فكان لكل بلد من خيره نصيب، ولذا تبوَّأت بلادنا مكانة مرموقة في سائر بلاد العالم.
وإننا بهذه المناسبة نعزِّي أنفسنا ونعزِّي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وسمو ولي العهد الأمير سلطان بن عبد العزيز وأسرة الفقيد بخاصة، والأسرة المالكة الكريمة، ونعزِّي كل المواطنين والمقيمين على ثرى هذه البلاد، وكل مسلم على وجه الأرض، ونذكِّرهم بقول الله تعالى: {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ} (البقرة: 156).
ونذكِّرهم بأن الرجال الذين تتذكَّرهم الأمة، ويكتب عنهم التاريخ، هم أقل القليل، هؤلاء هم الذين تبقى ذكراهم على كل لسان، وتبقى أعمالهم شاهدة حية على أنهم ما زالوا في القلوب وسويداء العين، ودائماً تكون الذكرى بحجم العطاء في مختلف دروب الحياة خدمةً للدين والبلاد والمجتمع، وتكون الذكرى أعمق وأرسخ وأثبت وأرسى عندما يكون الفقيد رجلاً تميَّز بالعطاء وعاش حياة كلها جهاد وتضحية وبذل وعطاء وتوفير كل سبل الراحة لبلاده.
إننا نذكر خادم الحرمين الشريفين فنذكر معه الأمن ورغد العيش، ونذكر معه نهضة البلاد الشاملة في مختلف ميادين الحياة، ونذكر معه توسعة الحرمين الشريفين، ونذكر معه مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، ونذكر معه المواقف البطولية في حرب الخليج، ونذكر معه صلح الطائف، وغيرها من المواقف الخالدة التي سطَّرها التاريخ. ولو قلتُ: إن كل يوم من حياته لم يخلُ من موقف أو أكثر يُسجَّل له في قائمة العطاء له ولبلاده لما كنتُ مبالغاً.
رحم الله خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود، وأسبغ عليه شآبيب الرحمة، وخلفه في أهله وبلده خيراً.
وعوَّض الله الأمة في خلفه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود وولي عهده الأمير سلطان بن عبد العزيز، ووفقهما لإكمال مسيرة الخير والبناء والنماء، وجزاهما الله عنا وعن المسلمين خير الجزاء، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
اللهم أجرْنا في مصيبتنا، واخلف علينا خيراً، وثبِّتنا في الحياة وعند الممات، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

أ. د. عبد الله بن محمد بن أحمد الطيار
الزلفي - ص. ب: 188

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved