كلُ نفسٍ ذائقةُ الموت
محمد بن إبراهيم المسعري الدوسري

الحمد لله وحده القائل: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ} وأصلي على من أرسله الله رحمة للعالمين وحجة على الخلق أجمعين، القائل عنه ربه سبحانه معزياً أمته: {وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ}إذا تفكرنا في مصيبة الأمة في فقد نبيها - عليه الصلاة والسلام - هان علينا كل مصاب، فكم من الناس مَنْ فقد الحبيب وفقد الأم الحنون والأب العطوف، ومع ذلك صبر واحتسب عندما تذكر فقد الرسول - عليه الصلاة والسلام - إن الإنسان في هذه الحياة مربوط بمدة حددها الله - سبحانه وتعالى - فالسعيد من قضاها في طاعة الله - سبحانه وتعالى - وخلف ذكرى حسنة بين العباد، فبالأمس القريب فقدنا قائد هذه الأمة الملك فهد بن عبدالعزيز - طيب الله ثراه - الذي أمضى جل عمره في خدمة هذا البلد المعطاء، فسيرته العطرة شاهدة له، فهذه المنجزات العظيمة ستبقى تسطر أجمل ذكرى لهذا القائد الفذ، فالمسلمون في شتى بقاع الأرض يذكرونه ويدعون له عندما يمسكون كتاب الله يتلونه بينهم، فهذه المطبعة التي شيدها ستبقى شاهدة له - بإذن الله - على فعل الخير الذي كان من أعظمه خدمة كتاب الله وترجمة معانيه إلى شتى لغات العالم، لقد رحل من هذه الدنيا ولكن لم يرحل من قلوب الملايين التي أحبته في هذه البلاد الطيبة وغيرها من بلاد المسلمين، لقد رحل من هذه الدنيا ولكن تبقى الأعمال والمنجزات التي سعى حثيثا إلى إنجازها في أوقات قياسية من عمر الزمن، فتوسعة الحرمين خير شاهد على هذه الأعمال الطيبة التي أراحت المقيمين والوافدين إلى الحرمين الشريفين فكلما هبت نسمات التكييف في الحرمين دعونا ودعا غيرنا له بالرحمة والمغرفة، وأن يجعل قبره روضة من رياض الجنة، نسأل الله أن يجعل في خلفه البركة، وأن يسدده هو وإخوانه وأن يديم علينا وعليهم نعمة الأمن والأمان، وأن يكفينا شر الأشرار، وكيد الفجار، وان يحفظ هذه البلاد وولاتها وأهلها من شر الفتن ما ظهر منها وما بطن، وتعازينا نرفعها إلى مقام مولاي الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز، وجميع الأسرة المالكة، والشعب السعودي، وألا يري الجميع مكروها ونحن معهم دائماً على طريق الخير.