رحم الله خادم الحرمين الشريفين
عبدالله بن محمد المعتاز

من قلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره ومملوءة بالحزن والألم والرجاء والأمل نرفع إلى مقام الأسرة الحاكمة الكريمة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ونائبه الأمير سلطان وأبناء الملك الراحل والشعب السعودي والشعوب الإسلامية تعازينا القلبية بوفاة الملك الغالي المحبوب فهد بن عبدالعزيز، ونسأل الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته ويلهم أهله وأولاده وإخوانه والشعب السعودي وجميع محبيه الصبر والسلوان ويخلف على المسلمين ولا نقول إلا ما قال الصابرون {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ }. فلقد حقق رحمه الله أعلى درجات السمو لهذه البلاد في جميع المجالات من الرخاء والعزة والخيرات وساس أمورها الداخلية والخارجية بحكمة ورويَّة في وقت تكالبت فيه القوى المعادية والفتن المظلمة المدلهمة، فقد كان رحمه الله قائداً فذاً نقل هذه المملكة الفتية إلى أوج التقدم والرقي، ونحمد الله تعالى أن كَبَتَ الأعداء بأن حقق التآلف والاجتماع على مبايعة أخيه وعضده الأمين عبد الله بن عبد العزيز خادماً للحرمين الشريفين وملكاً للبلاد وأخيه الأمير سلطان بن عبد العزيز ولياً للعهد.
وإذ نمدُّ يد المبايعة والطاعة نسأل الله تعالى أن يمد الجميع برحمته ورضوانه وأن يقي بلادنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن ويجمع كلمة المسلمين على الحق المبين ويعينهما على مهامهما الكبيرة ومسؤوليتهما العظيمة ويقيهما الشرور ويوفقهما في جميع الأمور للخير وللمسير بسفينة الحكم إلى شاطئ الأمان والعز والتمكين وبعز الإسلام والمسلمين إنه حميد مجيب الدعوات وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.