ودع والدنا الملك فهد بن عبدالعزيز الحياة الفانية إلى دار البقاء، بعد رحلة شاقة ومضنية في تسييس أمور البلاد وتحديد الأطر العامة لنظام الحكم وتحقيق العدل والأمن ورفاهية المواطن ونشر السلام وخدمة الإسلام والمسلمين. إن من يريد أن يسجل مناقبه وأعماله - رحمه الله - لا يستطيع أن يفيه حقه، فهو كالطود الشامخ المليء بالحب والخير، وكالجبل الزاخر بالعطاء والوفاء، وكالنهر الرقراق في الشفافية والصفاء، وكان كتلة من الشفقة والرحمة يحمل هموم الناس، ويجبر عثرات الكرام. ولو تتبع أي منصف ما يقال ويكتب عن فقيد الأمتين العربية والإسلامية لكفاه ذلك؛ لأن ألسنة الخلق شواهد الحق. عزاؤنا الكبير في أن يسكنه الله فسيح جناته، ويلهمنا الصبر والسلوة على فراقه، ويجعل البركة في خلفه الملك عبدالله بن عبدالعزيز والأسرة المالكة، أعانه الله وسدد على طريق الخير خطاه.
|