|
|
انت في
|
|
عندما يتجرد ملك بحجم الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود- رحمه الله- عن جميع الألقاب التي ترتبط بالملوك والزعماء والرؤساء، ويختار لنفسه لقبا يسبق اسمه كخادم الحرمين الشريفين، يعتبر هذا بحد ذاته مدخلا لتأليف مؤلفات عدة عن شخصية الملك الراحل من الناحية الإنسانية التي تحمل الكثير من المعاني السامية والقيم العالية والأخلاق الرفيعة والتواضع الفطري، وهذا اللقب الذي يفتخر به في حياته ترجمت عملاً على الأرض حيث لم تشهد مكة المكرمة والمدينة المنورة توسعة للحرمين في تاريخهما مثلما شهدته في عصر الملك الراحل- طيب الله ثراه - مما جعل الحاج والزائر لهما يشعران بالراحة والطمأنينة والسكون، وجاهزية جميع الخدمات التي يحتاجها المسلمون في هذه الأماكن المقدسة، وكذلك إنشاء مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف الذي يبلغ متوسط إنتاجه السنوي عشرة ملايين مصحف، ويترجم بحوالي أربعين لغة، ويوزع على أنحاء العالم، هذه المشاريع الرائدة والجبارة سهر عليها -رحمه الله- وأنفق عليها مليارات الدولارات أصبحت واقعا معاشا، وترجمت بشكل حقيقي هذا اللقب الذي يفخر ويعتز به كخادم للحرمين الشريفين ناهيك عن مواقفه الثابتة للقضايا الإسلامية والعربية والثقل الدوري الذي وضعه للمملكة العربية السعودية بحكمته ونظرته الثاقبة وسياسته الحكيمة وأياديه السخية لجميع الدول والشعوب المنكوبة والمتضررة- وبحكم أنني أحد أبناء هذا الجيل حيث نعتبره - رحمه الله- والداً ربانياً للنهضة الحديثة التي تشهدها بلادنا الحبيبة، حيث اتخذ قرارات تاريخية ومهمة على الصعيد الداخلي كان لها أثر كبير في التنمية البشرية والصناعية والتعليمية ومن أبرزها نظام مجلس الشورى ونظام تقسيم المناطق إلى ثلاث عشرة منطقة، والنظام الأساسي للحكم الذي نشهد اليوم نتائجه المثمرة بانتقال السلطة بشكل سلس وفعال لخلفه الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود- حفظه الله-وكذلك توسيع المشاركة الشعبية في صنع القرار السياسي بانتخاب نصف أعضاء المجالس البلدية، وبالتالي تأهيل الكوادر البشرية الوطنية لتكون جزءا لا يتجزأ في صنع القرار. |
![]()
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |