Thursday 4th August,200511998العددالخميس 29 ,جمادى الثانية 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "متابعة "

مولاي في قلوبنامولاي في قلوبنا
نادر بن سالم الكلباني

هو.. هنا معنا في كل شوارع الرياض.. وفي كل نسمات تهب على الرياض.. لم يغب ولن يغيب فقد حفظته قلوبنا وأرواحنا قبل أن تحفظه الرياض.. هذه الرياض التي لم تعد كما ألفتها وعشقتها فقد أصبحت والحزن يملؤها.. في حلقها غصة.. وفي عينها عبرة تعاند كبرياءها وتتمنى لو أنها أطلقت لنفسها العنان فبكت وانتحبت وأوصلت صوت أنينها لكل العالم لتحكي عمق الألم ولتقول عن كبر المصاب.. لكنها كأهلها مؤمنة قد أسلمت لله وسلمت أمرها له والمؤمن ينتصر ايمانه دائماً على كل ما يعترض أحواله فلقيت عزاؤها في أنها ضمته بين حناياها وسيبقى محضوناً بشوقها له وحبها له وخوفها عليه ما دامت الرياض.
هو هنا معنا.. وإن غاب عنا جسده.. هذه آثاره تملأ المكان وتلك أفعاله تحكي للزمان قصة إنسان.. خلق ليعبد الله وليحب الناس ويحبوه ولتقول للأجيال القادمة انه مر من هنا سحابة أمطرت وأنبتت في كل أرجاء هذا الوطن الغالي الإيمان بالله والحب والأمن والأمان والرخاء والازدهار.. ونغم أنشدت ألحانه ملحمة الترابط بين القائد وشعبه وبين القائد وأمته.. هو هنا معنا نراه في كل فرح وفي كل ترح وفي كل بدر يظهر في السماء وفي كل عشب ينبت في الصحراء.
اليوم ما كانت الدموع إلا لتبكيه.. وما كان الألم إلا ليرثيه.. لكنني أجزم أنه لا يريد هذا فقد علمنا الإيمان وحرص أن نتربى عليه فغرس في كل أفعاله فينا شيمة الكبار والمسلمين الموحدين المؤمنين بالله وبما يقضيه على عباده وحرص أن يكون في النائبات الجبل الشامخ الذي لا يضعف والهدوء الواعي بأن الله هو اللطيف الخبير وأخاله غاضباً لضعفنا على فراقه وربما ينهرنا عن أن ننتحب كما يفعل الذين لم ينهلوا من سمو صفاته.. لكننا يا مولاي رغم ما نحن عليه وما نحن فيه في بلادنا قد فرت من أعيننا الدموع رغم مجاهدتنا لها وقد أن القلب ببوح ما يكنه لكم لعلك تعذرنا فقد كانت مصيبتنا في فراقك جسداً أقوى من كل ما تعلمناه منك.
مولاي.. ومليكي.. ما اصعب أن يشعر الإنسان باليتم على كبر وما أصعب أن نصحوا وأنت في قلب الرياض التي غلبتها أنانية لم تكن فيها لتستأثر بك.. عزاؤنا فيك أنك إن شاء الله قد وجدت صحبة أفضل من صحبتنا وارتاحت نفسك من عناء السهر علينا ودرء المخاطر التي تحيط بنا دعواتنا أن يجمعنا ربنا بك في جنات النعيم مع الأحبة محمد صلى الله عليه وسلم وصحبه في مكان لا لغو فيه ولا تأثيم.. لا نسمع فيه الا سلاماً سلاماً، إلى ظل ممدود وطلح منضود.. إلى جنات الخلد يا أبا فيصل..

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved