فجع الشعب السعودي بانتقال خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز إلى رحمة الله.. وحمداً لله كاتب الآجال وواعد الصابرين حسن المثوبة وعظيم الأجر على خير الأعمال.
ووسط مشاعر من الحزن والأسى ودعنا بالأمس والعالم معنا خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز القائد الحكيم الذي كان ذا بصيرة وشجاعة في اتخاذ القرارات وحافظ على استقرار المملكة وعمل على ازدهارها وتحديثها بنجاح في فترة اتسمت بتقلبات وأزمات دولية وإقليمية، لقد كان صاحب رؤية ثاقبة في السياسة واهتمام بالتعليم ودعم الاستقرار وبناء الدولة الحديثة، وستبقى أعماله وسيرته ومنجزاته تتحدث عنه، كان رائداً من رواد السلام والمحبة والتوازن والاعتدال في العالم كله، اهتم برعاية الإسلام والمسلمين الذي شرف الله هذه البلاد بحمل لوائه فشيَّد الحرمين الشريفين وسهَّل أمور الحج والحجاج والمعتمرين وأرسى دعائم الصناعة والتنمية والاقتصاد وحرص على توازن السوق النفطية العالمية بحكمة وبُعد نظر، وكان يتطلع للمستقبل بثبات وتفاؤل وبناء هذا الكيان الكبير الذي سيظل بإذن الله قوياً راسخاً شامخاً، لقد دفع مسيرة المملكة إلى صفوف متقدمة، وكرَّس حياته لخدمة أمته وبناء مجدها وصناعة تاريخها.
لقد فقدت المملكة قائدها وبهذا الفقد خسرنا قائداً أعطى لوطنه الكثير حيث رسخ البناء والنهضة وأكد دورها الريادي في قضايا الأمة العربية والإسلامية كما أعطى من حكمته وبُعد نظره وإخلاصه الجهد الكبير لخدمة قضايا الأمة وسدد الله خطى خلفه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده الأمير سلطان بن عبد العزيز لمواصلة النهج السديد والبرنامج الطموح الذي رسمه المؤسس الملك عبد العزيز - رحمه الله - وستبقى هذه البلاد قوية راسخة شامخة ويداً واحدة في البناء والعمل والعطاء في مختلف الميادين وشتى المجالات.. وأسأل الله أن يعينهما ويسدد خطاهما على إكمال مسيرة نهضة هذه البلاد وقوتها وازدهارها ورقيها وخدمة هذا الوطن الغالي والمحافظة على ثوابته وموروثاته الثقافية التي انطلقت منها سياسة المملكة التي رسمها وحدد أهدافها المؤسس الملك عبد العزيز - طيَّب الله ثراه -.. هذا وبالله التوفيق.
* أمين عام دارة الملك عبد العزيز الأسبق | 
"متابعة "