* الرياض - سعد العجيبان: قال محمد بن أحمد الشدي رئيس مجلس إدارة الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بأن المملكة والعالمين العربي والإسلامي قد فقدت أحد أبرز الرموز العربية والإسلامية.. برحيل الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود - رحمه الله - الذي يعد خسارة كبرى.. خاصة وقد عرف عن الزعيم الراحل حنكته السياسية وقدرته على التعامل مع المتغيرات العالمية، والعمل على إيصال المملكة إلى دولة مؤثرة دولياً، وأصبحت لها التقدير في الموازنات العالمية.. كما عمل - رحمه الله - لصالح القضية الفلسطينية، وجعلها محور الاهتمام على كافة الأصعدة، وظل على الدوام يدعم حقوقها ويجاهد في سبيل تحقيق آمال شعبها بكل الإمكانات لتصبح دولة مستقلة.. كما عمل أيضاً بكل قوة من أجل القضايا المصيرية للأمتين العربية والإسلامية. وعلى الصعيد المحلي في عهد المغفور له بإذن الله تعالى شهدت المملكة طفرة تنموية لا مثيل لها في العالم بتحقيق منجزات حضارية كبرى أوصل المملكة إلى مصاف الدول الحديثة التي أذهلت العالم بسرعة تطورها، مما جعل شعب المملكة يعيش في رخاء وأمن وسلام، وكان من أهم منجزاته أيضاً التوسعة الكبرى والتاريخية التي أقامها بالحرمين الشريفين بكل من مكة المكرمة والمدينة المنورة والأماكن المقدسة التي أصبحت من العلامات البارزة في عهدنا الزاهر، وكانت تلك من معجزات القرن التي نتفاخر بها. فالمنجزات التي تحققت كثيرة ومبهرة لا يسع المجال لذكرها.. لكن لو أخذنا الجانب الثقافي باعتباري أحد الشهود لتلك المرحلة فأستطيع القول: إن الملك فهد -رحمه الله- ومنذ أن تولى وزارة المعارف أخذ على عاتقه تنمية الإنسان السعودي. فقد شهدت تلك المرحلة نهضة تعليمية متفردة أفرزت العديد من المعطيات التي ساهمت في نهضة بلادنا بشكل شامل مع إعطاء صورة انعكست على تراث وثقافة هذه البلاد حيث كان الشباب هم الملحمة الحقيقية في تحقيق طموحاته الكبيرة التي نتعايش معها في يومنا الحاضر .. فالثقافة السعودية التي قامت مؤسساتها منذ أكثر من ثلاثين عاماً كانت تجد الدعم والرعاية والاهتمام حتى استطاعت أن تواكب البناء والتنمية وهي متجسدة في عالم اليوم وظاهرة لا يمكن أن تخطأها العين .. وقد أصبحت الثقافة السعودية مؤثرة بمعطياتها وإفرازاتها لأن هناك جيلا كاملا قد حمل لواءها.. وتفاعلاً مع تطلعات المثقفين والأدباء والمفكرين والمبدعين وتتويجاً لكل الجهود المخلصة التي بذلت في هذا المجال شهد العهد الميمون قيام أول وزارة للثقافة بالمملكة ضمت إليها كل المؤسسات الثقافية المبعثرة في عدد من مؤسسات الدولة لتكون تحت إدارة واحدة هي وزارة الثقافة والإعلام حالياً التي بدأت في خطوات مهمة من أجل تقنين العمل الثقافي بالطريقة التي تحقق طموحات جميع المبدعين في بلادنا. وأرجو من الله العلي القدير أن يوفق خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود إلى ما فيه خير بلادنا والأمتين العربية والإسلامية، وأن يمدهم بعونه وسنده إنه سميع مجيب. وفي الختام أتقدم بخالص العزاء والمواساة لمولاي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - وسمو ولي عهده الأمين وللأسرة المالكة الكريمة وأبناء المغفور له بإذن الله وإلى الشعب السعودي الكريم.. راجياً من الله العلي القدير أن يتغمد فقيد البلاد بواسع رحمته وأن يلهم الجميع الصبر والسلوان. { إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ }
|