* الرياض - واس: حققت المملكة العربية السعودية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله (عندما كان ولياً للعهد) منجزات ضخمة وتحولات كبرى في مختلف الجوانب التعليمية والاقتصادية والزراعية والصناعية والثقافية والاجتماعية والعمرانية. وكان للملك المفدى عبدالله بن عبدالعزيز دور بارز أسهم في إرساء دعائم العمل السياسي الخليجي والعربي والإسلامي المعاصر وصياغة تصوراته والتخطيط لمستقبله. وتمكن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز عندما كان وليا للعهد بحنكته ومهارته في القيادة من تعزيز دور المملكة في الشأن الاقليمي والعالمي سياسيا واقتصاديا وتجاريا وصار للمملكة وجود أعمق في المحافل الدولية وفي صناعة القرار العالمي وشكلت عنصر دفع قوي للصوت العربي والاسلامي في دوائر الحوار العالمي على اختلاف منظماته وهيئاته ومؤسساته. وحافظت المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله والملك عبدالله بن عبدالعزيز أمد الله بعمره على الثوابت واستمرت على نهج جلالة الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله - فصاغت نهضتها الحضارية ووازنت بين تطورها التنموي والتمسك بقيمها الدينية والاخلاقية. وكان من أول اهتمامات الملك عبدالله بن عبدالعزيز عندما كان وليا للعهد تلمس احتياجات المواطنين ودراسة أحوالهم عن كثب. فكانت زياراته المتواصلة حفظه الله لعدد من مناطق ومدن ومحافظات ومراكز المملكة حيث استقبل من قبل أبنائه المواطنين استقبالا يفوق الوصف والتعبير ويبرز مدى ما يكنه أبناء هذا الوطن له حفظه الله من حب ومودة. وفي كل مرة يزور فيها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز احدى المدن يحرص أيده الله على أن يشارك أبناءه المواطنين مناسباتهم العلمية والشعبية والرياضية ويقضي بينهم رغم مشاغله وارتباطاته أوقاتا طويلة يستمع إلى مطالبهم ويجيب على أسئلتهم واستفساراتهم بصدر رحب وحكمة وروية بالغتين. ويأتي استقبال الملك عبدالله بن عبدالعزيز للعلماء والمشايخ وجموع المواطنين كل أسبوع في مجلسه وكلماته السامية لهم في كل مناسبة ليضيف رافدا آخر في ينبوع التلاحم والعطاء في هذا البلد المعطاء. وفي هذا الاطار قام الملك عبدالله بن عبدالعزيز في رمضان عام 1423هـ عندما كان وليا للعهد بزيارة تفقدية لبعض الأحياء القديمة في مدينة الرياض وذلك في اطار حرصه حفظه الله على الالتقاء باخوانه وأبنائه المواطنين والاطمئنان عليهم وتفقد أحوالهم والاطلاع على حاجاتهم. وقد قام - حفظه الله - بزيارة لعدد من المنازل حيث اطمأن على ساكنيها وتبادل معهم الحديث في أبوة حانية وشاهد على الواقع الحال الذي يعيشونه في هذه المنازل الصغيرة واستمع إلى مطالبهم معبرين عن اعتزازهم بهذه الزيارة التفقدية الكريمة. وعلى ضوء هذه الزيارة تم وضع استراتيجية وطنية لمعالجة الفقر وتم بعد ذلك انشاء الصندوق الخيري الوطني لهده الغاية النبيلة. أما استتباب الأمن في البلاد فهو من الامور التي أولاها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز جل اهتمامه ورعايته منذ وقت طويل وكان تركيزه الدائم - حفظه الله - على أن الاحتكام إلى الشريعة الإسلامية من أهم المرتكزات التي يجب أن يقوم عليها البناء الامني للمملكة العربية السعودية. وفي اطار الاعمال الخيرية للمملكة العربية السعودية يحرص خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رعاه الله على أن تكون المملكة سباقة في مد يد العون لنجدة أشقائها في كل القارات في أوقات الكوارث التي تلم بهم. وفي اطار تصدي المملكة العربية السعودية لظاهرة الارهاب ومواجهة خطاب التطرف بخطاب الاعتدال والتسامح رعى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز (عندما كان وليا للعهد) وقائع افتتاح المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب الذي نظمته المملكة العربية السعودية ممثلة بوزارة الخارجية في مركز الملك عبدالعزيز الدولي للمؤتمرات في مدينة الرياض خلال المدة من 25 إلى 28 من شهر ذي الحجة 1425هـ الموافق من 5 إلى 8 فبراير 2005 وقد دعا حفظه الله في المؤتمر إلى إقامة مركز دولي لمكافحة الإرهاب يكون العاملون فيه من المتخصصين في هذا المجال والهدف من ذلك تبادل وتمرير المعلومات بشكل فوري يتفق مع سرعة الاحداث وتجنبها - إن شاء الله - قبل وقوعها. وعلى صعيد السياسة الخارجية حرص خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إبان توليه ولاية العهد على اتخاذ المواقف الايجابية التي تستهدف دعم السلام العالمي ورخاء العالم أجمع ورفاهية الانسان في جميع أنحاء العالم.. وحرص كل الحرص على ما يدعم التعاون بين الاشقاء العرب والدول الصديقة في العالم. وجاءت زيارات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز العديدة للدول العربية والاسلامية والصديقة لتشكل رافدا آخر من روافد اتزان السياسة الخارجية للمملكة وحرصها على السلام والامن الدوليين. لقد قام حفظه الله بزيارة عدد من الدول الشقيقة والصديقة وأجرى محادثات مطولة مع القادة والمسؤولين في هذه الدول استهدفت وحدة الأمة العربية وحل الخلافات اضافة إلى دعم علاقات المملكة مع الدول الشقيقة. وكانت بفضل الله زيارات ناجحة انعكست نتائجها بشكل ايجابي على مسيرة التضامن العربي والامن والسلام الدوليين. وتصدرت قضايا الاقتصاد والتعاون التنموي موضوعات زياراته - حفظه الله - وفتحت آفاقا جديدة ورحبة من التعاون بين المملكة وتلك الدول. وقد أثمرت جهود خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز انجازات سريعة بدأت تشق طريقها في مجال الاستثمار في المملكة وتوسيع جوانبه ليشمل مختلف القطاعات الاستثمارية سواء صناعية وبترولية أو غير بترولية في المجالات التي تخدم المواطن في المملكة وتعود على البلاد بمزيد من النمو والازدهار. واقترح الملك عبدالله بن عبدالعزيز خلال المنتدى الدولي السابع للطاقة الذي عقد في الرياض خلال عام 2000 م إنشاء أمانة عامة للمنتدى الدولي للطاقة يكون مقرها مدينة الرياض وقد قرر المجتمعون في منتدى الطاقة الدولي الثامن المنعقد في أوساكا اليابانية بالاجماع انشاء هذه الامانة ومقرها الرياض. وفي الوقت نفسه فإن المملكة العربية السعودية دولة حرص على زيارتها عدد من قادة ورؤساء الدول العربية والصديقة حيث التقوا بخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز عندما كان وليا للعهد وجرى تبادل وجهات النظر ومن ثم الخروج بقرارات ونتائج فاعلة كان لها الاثر الكبير في التوصل إلى حلول لما يشغل الرأي العام من قضايا ومشكلات. وامتدت مشاركات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزبز الخارجية إلى أبعد من ذلك حيث يحرص - رعاه الله - دائما على المشاركة وحضور المؤتمرات الدولية والعربية والاقليمية ويشارك مع اخوانه في وضع الأسس الثابتة القوية لمجتمع دولي يسوده السلام والأمن والاخاء. ومن ذلك مشاركته حفظه الله في قمة الألفية لدول العالم التي نظمتها الأمانة العامة للأمم المتحدة بمقرها في نيويورك وألقى - حفظه الله - كلمة المملكة العربية السعودية وأعلن خلالها عن تبرع المملكة العربية السعودية بما يعادل ثلاثين في المائة في الميزانية المقترحة لصندوق العمل الوقائي. ولخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أياد بيضاء ومواقف عربية وإسلامية نبيلة تجاه القضايا العربية والإسلامية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية حيث استمر على نهج والده الملك عبدالعزيز - رحمه الله - في دعم القضية سياسيا وماديا ومعنويا بالسعي الجاد والمتواصل لتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في العودة إلى أرضه واقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وتبني قضية القدس ومناصرتها بكل الوسائل. وفي هذا الاطار قدم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز (عندما كان ولياً للعهد) تصورا للتسوية الشاملة العادلة للقضية الفلسطينية من ثمانية مبادئ عرف باسم (مشروع الأمير عبدالله بن عبدالعزيز) قدم لمؤتمر القمة العربية في بيروت عام 2002م وقد لاقت هذه المقترحات قبولا عربيا ودوليا وتبنتها تلك القمة. كما اقترح - حفظه الله - في المؤتمر العربي الذي عقد في القاهرة في أكتوبر من عام 2000م إنشاء صندوق يحمل اسم انتفاضة القدس برأس مال قدره مئتا مليون دولار ويخصص للإنفاق على أسر الشهداء الفلسطينيين الذين سقطوا في الانتفاضة. وإنشاء صندوق آخر يحمل اسم صندوق الأقصى يخصص له ثمانمائة مليون دولار لتمويل مشاريع تحافظ على الهوية العربية والإسلامية للقدس والحيلولة دون طمسها وأعلن - حفظه الله - عن إسهام المملكة العربية السعودية بربع المبلغ المخصص لهذين الصندوقين.
|