Saturday 3rd September,200512028العددالسبت 29 ,رجب 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "مقـالات"

من جديد.. عودة إلى موضوع الرواتبمن جديد.. عودة إلى موضوع الرواتب
مقارنات خليجية تعكس ضعف سلم رواتب الجامعات السعودية
د.علي بن شويل القرني*

لا شك أن الزيادة الشاملة التي أمر بها الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - جاءت في وقتها، لا سيما بعد حوالي عقدين من الزيادات الشاملة التي حظي بها المدنيون والعسكريون في الدولة.. وزيادة 15% على مستوى عام جيدة وتخدم أغراضاً محددة.. وهو قرار حكيم وعطف أبوي كريم يُشكر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله على مبادرته في إصداره في الوقت المناسب، ومن كان يتابع الصحافة السعودية خلال السنوات والأشهر الماضية، كان يعلم أن قضية زيادة رواتب أعضاء هيئة التدريس في الجامعات السعودية تمثِّل قضية ساخنة، تمَّت مناقشتها في مجلس الشورى أكثر من مرة، وأوصى المجلس بزيادة كادر التدريس بالجامعات السعودية.. لكن هل الزيادة الأخيرة (15%) من سلم رواتب أعضاء هيئة التدريس كافية وتغطي الاحتياج المطلوب..؟ طبعاً الجواب واضح هو أن هذه الزيادة غير كافية ولم تصل إلى المستوى الذي كان يتطلَّع له أساتذة الجامعات السعوديون.. وذلك لسبب واحد فقط، هو أن هذه الرواتب - حتى بعد الزيادة - لا تصل إلى الحد الأدنى من سلم رواتب الجامعات الخليجية.. ولن تقدم الزيادة أي تغيُّر ملموس في حياة وظروف الأستاذ الجامعي في المملكة.
وقد كفاني الزميل الدكتور محمد الخازم بنشر مقال قبل فترة يعبِّر عن دراسة مقارنة بين كادر رواتب أعضاء هيئة التدريس في الجامعات الخليجية.. حيث وجد أن أول مربوط في مرتبة الأستاذ المساعد في المملكة - أسوقها هنا بعد الزيادة الأخيرة -، هو أقل من نفس المربوط والمرتبة في دولة خليجية مثل سلطنة عمان.. حيث إن الدرجة الأولى للأستاذ المساعد لدينا - بعد الزيادة - وصلت إلى 11698 ريالاً.. ومرتب نفس الدرجة والمرتبة في عمان هو 12263 ريالاً.. ومقارنة أخرى مع جامعة خليجية (مثل الكويت)، فإن الدرجة الأولى للأستاذ المساعد هناك تصل إلى 28137 ريالاً أي بزيادة أكثر من الضعفين.. وباقي الجامعات الأخرى هي بطبيعة الحال أكثر بكثير من كادر تدريس السعوديين.. والجدول التالي يوضح الفروقات بين الدول الخليجية:
-*-*-*-*-
الدرجة الأولى من سلم
رواتب الأساتذة المساعدين
-*-*-*-*-
الكويت 28137
قطر 22992
الإمارات 18108
سلطنة عمان 12263
السعودية (بعد الزيادة) 11698
أما بخصوص البدلات التي يستحقها عضو هيئة التدريس في الدول الخليجية، فهي متنوعة، بدل أثاث، بدل تعليم أبناء، بدل علاوة اجتماعية، بدل سكن، وغيرها من البدلات الأخرى التي يفتقر إليها كادر أعضاء هيئة التدريس في الجامعات السعودية.. وبمقارنة دول غير نفطية مثل الأردن ومصر، نجد أن رواتب الأساتذة هناك توازي رواتب الوزراء تقديراً للدور الاجتماعي الذي يقوم به الأساتذة في قيادة الفكر والثقافة والعلوم.
ويبقى توضيح أن بعض أعضاء هيئة التدريس في بعض الجامعات السعودية يتقاضون بدل حاسب، يوازي 25% من راتب الدرجة الأولى من المرتبة التي يقع عليها الأستاذ.. وعلى الرغم من عدم شمولية هذه الزيادة لكل أعضاء هيئة التدريس في الجامعات السعودية، واقتصارها فقط على أعضاء هيئة التدريس ويُستثنى منها المحاضرون والمعيدون، إلا أنها لا تشكِّل نقلة كبيرة أو زيادة ملحوظة في سلم الرواتب، إضافة إلى تذبذب صرفها في الجامعات.
ومن هنا، فإنني أعكس تطلعات ورغبات الزملاء والزميلات أعضاء هيئة التدريس في الجامعات السعودية من القيادة الحكيمة للملك عبدالله - حفظه الله - أن يأخذ بعين الرعاية هذه المتطلبات الأساسية لأعضاء هيئة التدريس في الجامعات السعودية، بإعادة النظر في الكادر التدريسي بما يحقق تطلعاتهم واحتياجاتهم.

*رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية للإعلام والاتصال، أستاذ الإعلام المشارك بجامعة الملك سعود

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved