مع اقتراب موعد القمة العالمية التي ستُعقد على هامش اجتماعات الأمم المتحدة في نيويورك نهاية الأسبوع القادم..
ومع توجه الأنظار إلى حيث يعقد زعماء العالم اجتماعهم هذا بأمل أنْ يدلفوا بدولهم نحو بوابة ذلك الأمل المستعصي إلى عالم جديد يسوده الحب ويظله الخير والسلام..
* * *
ومع كل هذه التحضيرات والاستعدادات لقمة عالمية يتزامن انعقادها مع تكالب المشاكل وكثرة الصراعات، وما يسود حياة الناس من ظلم وعدوان على مستوى الدول والجماعات والأفراد..
وحيث غابت منذ بعض الوقت المعالجة الصحيحة واختفت من قواميس الدول والقادة والشعوب، لغةُ الحوارِ القادرةُ على تصحيح المسار وبناء جسور من الحب والود والتعاون بين الجميع..
* * *
تأتي هذه القمة العالمية في وقتها المناسب ممهورة - ربما!! - بكل دلالات وعلامات الاتفاق المبكر للوصول إلى قواسم مشتركة بين قادة العالم بشأن الكثير من القضايا العالقة..
وتأتي هذه القمة وفي وشمها - كما نتمنى!! - قد نرى ملامحَ جميلةً لعالم جديد نريده أنْ يكون أكثر أمناً واستقراراً، وألا تسود حياته ظاهرة الإرهاب بمثل ما هو سائد الآن..
* * *
ومع هذا الاجتماع..
بما هو منتظر منه..
وبما نتمناه له..
بكل هذه الآمال المعقودة على قادة وممثلي دول العالم..
ومن خلال استقرائنا للتاريخ..
وعودتنا إلى ما لا يمكن أن يغيبه موقف أو تتجاهله أهداف أو يهمشه قصور في الفهم والإدراك..
مما هو محل اهتمام المؤرخين والباحثين..
يأتي الحديث عن دور المملكة الفاعل في بناء المؤسسات والمنظمات الدولية..
ضمن إسهامها في تأسيس هيئة الأمم المتحدة في عهد الملك عبدالعزيز رحمه الله..
* * *
فالتاريخ يتحدث عنْ أنَّ اهتمام المملكة بالمنظمات الدولية بدأ مبكراً، وهذا الاهتمام يعود إلى عهد الملك عبدالعزيز، عندما استجاب - رحمه الله - للدعوة بالمساهمة في تأسيس هيئة الأمم المتحدة، وبالتوقيع على وثيقة إنشاء الهيئة الدولية في مدينة سان فرانسيسكو..
وما قاله جلالته بعد انضمام المملكة إلى الأمم المتحدة من أنَّ مبادئ السلم والعدالة والحق يجب أنْ تسود أنحاء العالم، وأنَّ العلاقات الدولية يجب أنْ تقوم على هذه المبادىء، إنَّما يوضح بجلاء حدود هذا الاهتمام وصفاء ذهن الملك عبدالعزيز وبُعد نظره.
يتبع غداً | 
"الاولــى"