فيما تواصل قوات الأمن محاصرتهم
تطويق محكم لفيلا المطلوبين بالدمام.. وتبادل كثيف لإطلاق النار

* الرياض - سعود الشيباني - الدمام - متابعة - حسين بالحارث - طارق الغامدي - خالد المرشود:
تواصل قوات الأمن لليوم الثاني على التوالي محاصرة الفيلا التي يتحصَّن فيها عدد من المطلوبين أمنياً بحي الحمراء بالدمام؛ حيث شهدت المنطقة تبادلاً متواصلاً لإطلاق النار استخدمت فيه قوات الأمن قاذفات (آر. بي. جي.) ومدافع عيار 50 بهدف فتح ثغرات في المبنى تمكنهم من اقتحامه.
وأشارت مصادر إلى أن الإصابات وسط رجال الأمن قد وصلت إلى 25 إصابة، معظمها خفيفة، فيما استشهد جندي متأثراً من إصابة مباشرة في الرأس.
إلى ذلك، وصلت إلى المنطقة المحاصَرة تعزيزات أمنية من المنطقة الجنوبية والحرس الوطني. وكان سلاح الحدود قد أغلق المنطقة المحيطة بالحي لضمان عدم وصول إمدادات للإرهابيين ومنع أي محاولة لفرارهم.
وأفادت معلومات حصلت عليها (الجزيرة) أن رجل الأمن الذي استشهد أمس الأول في بداية المواجهة هو العريف جابر وحيش من قوات الطوارئ الخاصة، وكان قد تمت ترقيته من جندي إلى عريف إثر مشاركته الفاعلة في أحداث مركز السعيرة التابع لمحافظة حفر الباطن. وأضافت المعلومات أن المطلوبَيْن اللذَيْن قتلتهما أجهزة الأمن أمس الأول هما من ضمن لائحة المطلوبين الـ36 التي أُعلن عنها في 28 يونيو الماضي.
وكانت الأجهزة الأمنية قد رصدت أمس الأول اثنين من المشتبه بهم في أسواق بندة بحي الربيع (العمارة) فطاردتهما. وأطلق المشبوهان النار عندما شعرا بمتابعة الأمن لهما، فردَّت قوى الأمن؛ مما أدى إلى (مقتل أحد المشتبه بهما، وإصابة الثاني بجروح وإلقاء القبض عليه، ثم توفِّي متأثراً بجراحه فيما بعد). وأفاد شهود عيان أن (اشتباكاً وقع عند الساعة الثانية ظهراً في شارع الأمير محمد بن فهد في الدمام). وأضافوا: إن (إحدى سيارات الهلال الأحمر شُوهدت تنقل مصاباً). وقال شهود: (ما تزال عملية حي الحمراء بمدينة الدمام التي بدأت بعد ظهر أمس الأول مستمرة حتى الآن).
إلى ذلك وصلت تعزيزات أمنية من قوات الطوارئ إلى المربع السكني الذي يتحصَّن فيه المطلوبون أمنياً داخل المبنى السكني (الفيلا) الذين يتبادلون إطلاق النار بكثافة مع رجال الأمن. وسُمعت أصوات إطلاق نار متفرقة، بينما شوهدت قوات الأمن وهي تدخل منطقة العمليات بسيارات الدفاع المدني. وقال رجل الأمن: (نحن نتعامل مع هذه المهمة بشكل يضمن سلامة أفرادنا وسلامة المواطنين حول الموقع. وقامت قوات الأمن بإخلاء السكان كلياً من المربع السكني الذي يوجد فيه المطلوبون تحسُّباً لما سيقع من مواجهات). وأضافت المصادر ذاتها أن إطلاق نار حول المبنى سُمع، بينما شوهدت مروحيات تحلق في سماء المنطقة، كما تمت التعزيزات الأمنية بأربعين سيارة من قوات الأمن الخاصة وثماني مدرعات.
وترجِّح معلومات غير مؤكَّدة أن اثنين على الأقل من المتحصنين في الفيلا من قائمة الـ36 المطلوبين أمنياً. فيما أشارت معلومات أخرى إلى أن المتحصنين فيها يبلغ عددهم 10 أشخاص.
إلى ذلك نفت مصادر أمنية هروب أي مطلوب من الفيلا المحاصرة، مؤكِّدة أن قوات الأمن قد فرضت حصاراً محكماً على الموقع يستحيل معه مغادرة الموقع، عدا الجهات المصرَّح لها.
من جانبه، قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية اللواء منصور التركي: (كانت هناك متابعة أمنية لمشتبه بهم تعرَّض خلالها رجال الأمن لإطلاق النار منهم، وتم الرد عليها بالمثل)، مؤكداً أن (العملية تحت السيطرة التامة لرجال الأمن).
وتشير آخر إحصائية إلى أن المواجهات مع الفئة الضالة منذ بدء العمليات الأمنية قد أدت إلى مقتل 249 شخصاً، بينهم تسعون مدنياً، و43 من رجال الأمن، و116 مطلوباً، حسب أرقام رسمية. ويذكر أن قوات الأمن كانت قد قامت بقتل أحد كبار رؤوس الفتنة والضلال صالح العوفي أثناء مواجهات في المدينة المنورة غرب المملكة. وكان العوفي وارداً على لائحة المتطرفين المطلوبين. وفي اليوم نفسه أعلنت السلطات الأمنية مقتل ناشط آخر مطلوب، هو ماجد بن حمد عبد الله الحصري في اشتباك مع قوات الأمن في الرياض، وكان ضمن لائحة الـ(36). وكان الرجل الوارد على رأس هذه اللائحة الجديدة الذي قدَّمته السلطات على أنه الزعيم الجديد للفئة الضالة، وهو المغربي يونس محمد إبراهيم الحياري قد قُتل في الرياض في الثالث من يوليو الماضي.