في السنوات الأخيرة ازدادت سخونة الجو واشتدت حرارة الكرة الأرضية ويعزو العلماء هذه الظاهرة إلى زيادة كمية ثاني أكسيد الكربون التي تعلق بطبقة الأوزون فتزيد من ارتفاع درجات الحرارة، وهناك عدة أسباب لذلك منها فلور الكربون الصادر عن أجهزة تكييف الهواء، ولك أن تتصور كم عندنا من مكيف يصعد ثاني أكسيد الكربون في السماء؟! وأيضا ما يصدر عن المستحضرات البخاخة، وكذلك اجتثاث وإحراق أشجار الغابات الاسترالية والمدارية في وسط وجنوب أمريكا التي تشكل 80% من النباتات الموجودة على سطح الكرة الأرضية، لكن ما علاقة إحراق الغابات بحرارة الجو وطبقة الأوزون؟ العلاقة تكمن في أن الأشجار مصدر من مصادر الحياة الرئيسية فهي التي توازن الحياة على الأرض وتزيد من حيويتنا ونشاطنا وقوتنا، وبدونها لا يمكننا استنشاق الهواء المفلتر النقي لأن الأشجار تمتص الغازات السامة للفائض من ثاني أكسيد الكربون الذي تطلقه في الجو وتحولها إلى أكسجين قابل للاستنشاق، لكن أنت أخي المتلقي ما (دخلك) في هذا الموضوع، وما الدور الذي تستطيع القيام به لحل هذا الأشكال والمساهمة ولو بشيء بسيط للتقليل من سخونة الجو طبعا أنا لن أطالبك بشيء صعب عليك، وقد يعيدك إلى الوراء، فلن أطلب منك إغلاق المكيف مثلا والاستعاضة عنه بالمكيف الصحراوي، أو بالوسائل البدائية الأخرى أو أن تحول مجلسك إلى (حضار) سقفة من سعف النخل وأرضيته من الرمل ترشها بالماء البارد كلما ازداد الحر.. هذه الوسائل صحية وتقلل من نسبة الدهون في جسمك وتزيدك نشاطا ورشاقة وحيوية لا نريد شيئا من ذلك. أنا أطالبك بشيء أسهل وهو أن تحرص على تناول الخضار والفاكهة التي تحبها، وتقلل من تناول اللحوم، فالغابات تحرق من أجل إنشاء مشاريع تربية الماشية على أرضها، فأمريكا الوسطى والجنوبية تصدر إلى الولايات المتحدة كفايتها من لحم البقر فإذا قللنا من أكل اللحوم المستوردة معنى ذلك أننا نرفض قطع تلك الأشجار التي أحرقت من أجل إنتاج هذه اللحوم، وأيضا تشارك الجمعيات الأخرى مثل جمعية (السلام الأخضر) التي تدافع عن البيئة وغيرها من الجمعيات، هذا العمل قد يبدو صغيراً وبسيطاً لكنه شرارة في تكوين شعلة. المقاطعة نجحت في أمريكا مع لحم سمك التونة لأن الشركة المصدرة كانت عند اصطيادها لسمك التونة تقتل (الدولفين)، وترمي جثتها في البحر لأن سمك التونة يسبح في الغالب تحت حيوانات (الدولفين) اللعوبة فيرمي الصيادون الشباك على (الدولفين) ويصطادونها فيستخلصون من أجسادها سمك التونة ويرمون بحيوانات الدولفين في البحر بعد أن ماتت، فلما انتشر خبر عمل هذه الشركة في وسائل الإعلام وعلم الناس أن سمك التونة لا يُعلب حتى تقتل حيوانات الدولفين وهي ما تسمى ب(ناس البحر) ثار الناس وأعلنوا مقاطعتهم لهذه الشركات فتوقفت الشركة عن ممارستها الخاطئة وراجعت نفسها وأعلنت أنها لن تُعلِّب أسماك التونة التي يتم صيدها عن طريق الشباك الكبيرة، وأنا وأنت الأمر بسيط بالنسبة لنا علينا فقط أن نستغنى بقدر الامكان عن اللحوم المستوردة حتى لا ندعم محرقي الغابات من أجل تربية عجول البقر ونساهم في تخريب البيئة وزيادة الحر.
|