|
|
انت في
|
بدءا والله العظيم إنّنا نكره الاستعمار بمختلف أشكاله وقد قاومناه أكثر من 35 عاماً بأقلامنا وإبداعنا (وفعلنا أيضاً). وولله إنّنا نحب أن تكون أُمّتنا العربية هي بالفعل خير أُمّة أُخرجت للناس وأنّنا نتمنى من القلب كلِّه أن تأكل مما تزرع وتلبس مما تصنع، وكذلك نحب لبلادنا الإسلامية وسكانها أن يكونوا هم الأعلون وأن يملكوا الوحدة والسلاح بوجه الأعداء صفّاً واحداً كالبنيان المرصوص .. ولكن هيئات إنّ الأماني هي غبار الفقر لأنّ واقعنا يقول غير ذلك، فالاستعمار الذي رحل عن بلادنا العربية منذ أكثر من أربعين سنة قد عاد إلينا بأشكال متعدِّدة وبقوات متعدِّدة الجنسيات هذه المرة، فإذا كانت إسرائيل تُعتبر أغرب استعمار واحتلال، فإنّ دولنا العربية لم تحرِّك منها (طوبة) واحدة، بل كلّما أعلنّا عليها الحرب احتلت جزءاً من بلادنا، وكلّما زادت (فشخرتنا) نزعت أجزاءً أخرى، وكلّما قال أحد قادتنا كلمة، ردّت عليه بالدبابات والصواريخ، فلا نحن (أكلناهم بأسناننا وأضافرنا) كما قال زعيم راحل، ولا نحن (ألقيناها في البحر) كما قال زعيم آخر، بل هي التي ألقتنا على تخوم الصحراء لتأكل من جيفنا الكلاب والسلاحف وبغاث الطير. |
![]()
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |