* بيروت - (أ.ف.ب): شكَّك قسم من الصحف اللبنانية أمس الخميس وفي مقدِّمها صحيفة (المستقبل) التي تملكها عائلة الحريري في الرواية الرسمية السورية لانتحار وزير الداخلية السوري غازي كنعان الذي كان لفترة طويل رجل سوريا القوي في لبنان. وعنونت (المستقبل): (غازي كنعان نحروه أم انتحر؟). وأكَّدت الصحيفة أن موت كنعان يأتي قبل أيام من نشر نتائج لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري المرتقب قبل نهاية الشهر الحالي. وقالت صحيفة المستقبل إن اللواء كنعان الذي شغل مواقع رئيسية في النظام ويعرف الكثير عن آلياته، هو شاهد على الحقيقة في جريمة اغتيال الرئيس الحريري، إما أنه قالها للمحقق الدولي ديتليف ميليس وإما أنه كان يمكن أن يقولها في أي لحظة. وأضافت في هذا الإطار، تصبح حادثة وفاة غازي كنعان، عملية قتل متعمّدة من قبل النظام بهدف إزالة حلقة رئيسية في الحقيقة. وتابعت: إن الوفاة انتحاراً أو قتلاً تعني أن دمشق وخلافاً لما كانت روّجته خلال الأيام الماضية من أن ملف تحقيقات ديتليف ميليس فارغ، تعلم علم اليقين أنه ليس كذلك وأن النظام متورط في (مكان ما) بالجريمة. وكنعان الذي كان المسؤول عن الاستخبارات العسكرية السورية في لبنان لمدة 20 عاماً كان يقيم علاقات جيدة مع رفيق الحريري الذي اغتيل في 14 شباط - فبراير في بيروت. وقد استمعت إليه لجنة التحقيق الدولية في قضية اغتيال الحريري بصفة شاهد. وتساءلت صحيفة (لوريان لو جور) الناطقة باللغة الفرنسية هل انتحر أو أرغم على الانتحار؟ معتبرة أن الرواية الرسمية السورية غير مقنعة. وكتبت الصحيفة هل كان مرسوماً له أن يكون كبش محرقة نظام يواجه محنة؟ مشيرة إلى أن بعض الأوساط السياسية اللبنانية لا تتردد في الحديث عن فرضية (القتل). من جهتها كتبت صحيفة (النهار) الواسعة الانتشار: جاء إعلان الانتحار في مرحلة خطرة تمر بها سوريا، إذ تتعرض لضغوط أميركية قوية لتغيير سلوكها حيال العراق ولبنان. وأضافت ومن المؤكد أن رحيل كنعان يأخذ معه كثيراً من الأسرار والألغاز والملفات. وشددت وسائل الإعلام اللبنانية المقرّبة من سوريا على فرضية إصابة كنعان باكتئاب لا سيما بسبب الحملة التي تعرض لها وخصوصاً الاتهامات بالفساد. من جهته روى رئيس تحرير صحيفة الديار ومالكها شارل أيوب أن كنعان قال له في الآونة الأخيرة في دمشق أنه حضر قبره في قريته وأنه يذهب في غالب الأحيان إلى هناك للاستراحة في ظل الأشجار التي غرسها.
|