Friday 14th October,200512069العددالجمعة 11 ,رمضان 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "عزيزتـي الجزيرة"

آن الآوان لتوسعة وتحسين طريق متنزه القصيم الوطنيآن الآوان لتوسعة وتحسين طريق متنزه القصيم الوطني

سعادة رئيس تحرير جريدة (الجزيرة)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرأت ما كتبه الأخ عبدالرحمن التويجري في العدد (12037) بعنوان (طريق الطرفية بحاجة إلى توسعته وتحسين حاله)، وقد عدد في هذا المقال ما آل إليه طريق (عريق الطرفية) الذي هو متنزه لأهالي بريدة في أيام الربيع الخضراء، وفي ليالي الصيف الجميلة، وحديثه عن متنزه القصيم الوطني. إن (المنتزهات) أو (المتنزهات) تعتبر من أهم الضروريات بالنسبة للمدينة فهي رئتها التي تتنفس بها، ومدينة بدون متنزه هي مدينة بلا رئة، ويجب أن يتم ايلاء هذه المتنزهات أكبر عناية واهتمام، ومتنزه القصيم الوطني الواقع إلى الشرق من مدينة الطرفية يعتبر من أكبر المتنزهات مساحة حيث يحتل مساحة كبيرة تتخللها رمال (نفود الصريف) البيضاء اللون..
كنت في إحدى المرات في رحلة إلى هذا المتنزه لأستطلع مساحته وأقرب الطرق المؤدية إليه، سلكت الطريق المؤدي إليه بالقرب من (مصنع الأسمنت) وهو الطريق المؤدي إلى كل من الأسياح وبلدة (الطريفة الشرقية) فإذا بانحناء خطر جدا قبل مصنع الاسمنت وبالقرب من (الوطاة) شمال بريدة هذا المنحنى شهد عددا هائلا من الحوادث المهلكة التي أكلت الأخضر واليابس، ومع ذلك فلا يزال الانحناء هو هو.. بدون حتى الاشارات التحذيرية، وعمل له حل بسيط جداً تمثل في توسعته، ولكن ما لم يتم إلغاء هذا المنحنى فسيستمر مسلسل المجازر فيه، وبعد هذا المنحنى سلكت طريق الطرفية، الذي تم ازدواجه، ولكن هذا الطريق ضيق جداً بحيث لا يمكن أن تسير فيه سيارتان بجانب بعضهما إلا بصعوبة شديدة، ومن يسر فيه يكاد يرتطم بالجزيرة الوسطية، نظراً لضيق هذا الطريق ومنحنياته وارتفاع منسوبه عن مستوى سطح الأرض، ثم نصل إلى بلدة الطرفية الشرقية التي تمثل مركزاً تموينياً رئيسياً للمتنزهين في (عريق الطرفية)، هذه البلدة الصغيرة يوجد فيها 3 بقالات صغيرة تقريبا ومحطتي بنزين يشهدان ازدحاماً هائلا من المتنزهين الذين يقصدونها للتموين منها مع العلم بإقامة بقالات متنقلة صغيرة في المتنزه لكنها لا تفي بالغرض، ويمكن أن أجمل هنا بعض الشجون والشؤون حول متنزه القصيم الوطني (عريق الطرفية) التي هي شجون أهالي بريدة كلهم الذين يقصدون هذا المنتزه في ليالي الربيع الحالمة وأيامه الصافية وفي الليالي الشتوية الدافئة يقضون أياما وأوقاتا ماتعة بين أحضان الطبيعة الخلابة، والرمال الفضية البيضاء اللامعة:
أولا : يقصد هذا المتنزه يوميا ما يزيد على 5000 سيارة، كلها تصله عبر طريق الطرفية الخطر جداً والضيق جداً والذي تمت الاشارة إليه آنفاً، عندما يحل المساء وتميل الشمس إلى الأفق بأشعتها الحمراء وتغطي الكون بشعاعها العسجدي، وتسلك هذا الطريق ترى أرتال السيارات المتجهة نحو هذا المتنزه مارة بجوار مصنع الاسمنت الذي هو قريب من المنتزه أيضا، وعندما يحل المساء بهدأته وتغيب الشمس خلف أفق ذهبي، تحل هذه الأرتال من السيارات إلى الشرق من الطرفية على بعد حوالي 15كم فوق هذا النفود الفضي الذي يقضون على سفوحه وفوق رماله أياما فضية رائعة، هذا المنتزه الرائع هو المتنزه الوحيد القريب من مدينة بريدة ويمكن الوصول إليه خلال ربع ساعة على الأكثر من قلب مدينة بريدة.
أما الكثبان الأخرى فقد ملكت عن آخرها، وأحيطت بالعقوم والشبوك، لا تسير في شبر من الأرض عبر الكثبان الرملية والصحاري التي كانت (مكاشت) ومتنزهات إلا وترى عقماً أو شبكاً، تسير وتسير ساعات وساعات، من العصر حتى المساء تبحث عن موقع تجلس فيه جلسة (مكشات) فلا تجد إلا أرضا قد أحيطت بالشبوك والعقوم من كل جانب، ما عدا هذا المتنفس الوحيد (منتزه القصيم) الذي يجب أن يسمى (منتزه بريدة) فلا منتزه لبريدة غيره، على الرغم من أن التعديات قد طالته. هذا المنتزه تقارب مساحته 80كم2 هذه المساحة يجب حمايتها من التعديات كخطوة أولى بدءاً من عسيلان الواقع إلى الشمال الشرقي من بريدة وبالقرب من الطرفية، وأن يتم تشكيل لجنة من كل من وزارة الزراعة وإمارة منطقة القصيم لإزالة التعديات التي طالت هذا المنتزه الذي هو المتنفس الوحيد المتبقي، فإذا أكلت التعديات هذا المنتزه فإن على أهالي بريدة أن تكون منتزهاتهم الشوارع والأرصفة والأسطح المسفلتة ولم يتبق لهم شيء لم يتعدى عليه، يجب أن تقوم هذه اللجنة بإزالة هذه التعديات فوراً ووضع مراسيم كبيرة وواضحة يكتب عليها (منتزه بريدة الوطني) وأن تقوم الدوريات ولجنة التعديات بالمرور يوميا لمراقبة أي تعد عليه.
ثانياً: يجب إيصال الخدمات الضرورية لهذا المنتزه والتي يمكن ايجازها فيما يلي:
أ - الطريق المسفلت الذي يخترق المنتزه بطول حوالي 12كم بدءاً من بلدة الطرفية الشرقية طريق قديم جداً أسس من الاسفلت (المكشوط) على البارد وقد تطايرت هذه الطبقة وتكسرت تدريجيا مما سبب عدداً كبيراً من الحوادث نظراً للضغط الكبير من السيارات عليه صباحا ومساء، كما توجد عليه تعرجات ومنحنيات خطرة، إنني أهيب بوزارة النقل ممثلة في إدارة الطرق بالقصيم الالتفات إلى هذا الطريق وتوسعته بحيث يستوعب الذاهب والآيب وإزالة المنحنيات الخطرة عليه، إن توسعة هذا الطريق لن تكلف شيئا يذكر بالاشارة إلى المبالغ الضخمة التي ترصد سنويا لمثل هذه الطرق، قد يقول البعض بأن هذا طريق مؤقت، ولكن الواقع يقول إنه مشغول بمرور حوالي 5000 سيارة يوميا عبره لمدة تزيد عن 3 أشهر في السنة، وهذا يوازي طريقا يمر عبره حوالي 1000 سيارة يوميا لمدة سنة، كما أن الحوادث التي تحدث فيه وفي طريق الطرفية الضيق ذي المنحنيات والهوات السحيقة يوازي حوادث طريق رئيسي ذي حركة مستمرة لسنة كاملة، إن الالتفات لهذا الطريق أصبح من الضروريات وإنني أهيب بمعالي وزير النقل الدكتور جبارة بن عيد الصريصري الالتفات إلى هذا الكم الهائل من المتنزهين الذين يسلكونه يوميا وتحقيق مطلبهم بتوسعة هذا الطريق، ومعاليه معروف بمواقفه الوطنية المخلصة والأمينة من كل طريق يصل إلى علم معاليه ما يعانيه من ضيق وحوادث خاصة إذا كانت تكلفته قليلة ولا توازي الأرواح التي تزهق فيه، كما أناشد سعادة مدير عام الطرق والنقل بالقصيم المهندس أحمد بن عمر العبداللطيف الالتفات لهذا الطلب أيضا فقد عرفناه رجلا حريصا على المصلحة العامة.
ب - ايصال خدمة الهاتف الجوال لكل أجزواء المنتزه الواسعة، وذلك بنصب برج آخر للهاتف الجوال عبر كثبان المنتزه وهذا لا شك خدمة جلى لعملاء شركة الاتصالات السعودية حيث إن كثيرا من آجزاء هذا المنتزه لا تصلها خدمة الارسال عبر الهاتف الجوال نظراً لعدم وجود برج للجوال فيه، كما أهيب بأهالي الطريفة بفتح محلات كبيرة ومتطورة في بلدتهم.
ج - حفر بئر مياه يوضع عليه (شيب) للسقيا والتوزيع على المخيمات من قبل فرع وزارة المياه بالقصيم على المواطنين مجانا، حيث إن خدمة المتنزهين والسياح واجب وطني، يعاني كثير من المنزهين من شح المياه التي لا يمكن جلبها من بريدة إلا بصعوبة بالغة، والماء هو أهم عنصر من عناصر الحياة وهو الشيء الأول الذي يجب توفره في أي رحلة برية، إن حفر هذا البئر لن يكلف شيئا يذكر، ويمكن أن تقوم به وزارة الزراعة.
د - يجب أن تقوم كل من الهيئة العليا للسياحة ووزارة الزراعة بتوفير الخدمات في هذا المتنزه كالماء الذي يمكن أن يكون على شكل خط ماء بجانب الطريق يبرز منه صنابير كل 50م على سبيل المثال بجانب دورات مياه جانبية على امتداد الطريق الذي يخترق المنتزه، مع عدم المبالغة في البناء وأن تكون هذه الصنابير ودورات المياه على شكل صخري بلون صحراوي حتى يا فقد المنتزه طبيعته الحصراويةن كما أنه من المملكن ايجاد جلسات على شكل سعف نخل أو أشجار متجاورة بجانب بعضها على كل مرتفع من المرتفعات لتكون مآلا للمتنزهين، وبالامكان زراعة المنتزه بالاشجار الصحراوية وخصوصا مجرى الماء الذي يخترقه وان تكون هذه الأشجار ذات طبيعة صحراوية كاللبخ أو اللوز أو الطلح، إنني أتمنى أن أرى لجنة تقوم بدراسة تطوير هذا المنتزه تطويرا لا يخل بطبيعته الخلابة والصحراوية وأن تتكون هذه اللجنة من كل من وزارة الزراعة ووزارة المياه ووزارة النقل وإمارة منطقة القصيم برئاسة سمو أميرها المقدام والشهم صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز الذي يعرف له قصب السبق في كثير من الأمور التطويرية بهذه المنطقة بحنكته ودرايته وإدارته من خلال مجلس منطقة القصيم الموقر.
إن دعم هذا المنتزه هو دعم للسياحة الوطنية الربيعية، وحتى في ليالي الصيف الحالمة فإن أهالي بريدة لا يجدون لهم متنفسا إلا هذا المنتزه.
ثالثاً: بدلاً من الطريق الحالي وهو الطريق الخطر المتعرج ذو الحوادث المهلكة والتي راح ضحيتها الكثير من الأرواح بسبب ضيق الطريق وتعرجه هنا طريق آخر مصمم من قبل وزارة النقل وهو طريق (الأسياح) الذي ينطلق من الضلع الشمالي الشرقي لدائري بريدة متجها إلى الاسياح ماراً بجنوب بلدة الطرفية الشرقية وبالقرب منها، وبدلا من ذلك الطريق الذي يصل إلى الأسياح بطول حوالي 70كم فإن هذا الطريق يختصر المسافة إلى حوالي 40كم، وسيخدم هذا الطريق لاشك منتزه القصيم الوطني ويمر به حتما ويخدم أيضا سكان بلدة الطرفية بدلا من هذا الطريق البعبع بالنسبة لهم حتى وإن مر جنوب البلدة فإه بلاشك سيريح أهالي هذه البلدة من هذا العناء المتمثل في المنحنيات الخطرة شمال شرق بريدة بالقرب من (الوطاة) هذه المحنيات التي هي مثل مثلث برمودا بالنسبة لأهالي الطرفية والأسياح، في الطريق الجديد خدمة لأهالي الطرفية، وأهالي الأسياح، والمنتزهين في عريق الطرفية أو متنزه القصيم الوطني، إنني أتعشم في معالي وزير النقل الدكتور جبارة بن عيد الصريصري الأمل الكبير في الالتفات لهذا الطريق، إنه طريق سيخدم كل شمال شرق القصيم ويوجد متنفسا سياحيا لأهالي القصيم كلهم، ويمكن أن تكون كذلك (عروق الأسياح) الذهبية أيضا قريبة لأهالي بريدة عبر هذا الطريق المختصر وتكون (مكشاتا) قريبا لهم مما يخفف الضغط على (عريق الطرفية)، إن رمال (عروق الاسياح) رمال ذهبية حمراء تزدان في فصل الربيع بألوان الزهور الحمراء والبيضاء والصفراء، وكذلك الخزامى الذي تفوح روائحه من خلال هذه العروق.
ومما لاشك فيه أن بلدية الاسياح بقيادة رئيسها النشط والفذ الأستاذ فهد البليهي قد بذلت جهداً خارقاً في ازدواج الطريق المار بقرى ومدن الاسياح مؤدياً إلى عروق الاسياح بطول يزيد عن 50كم وهذا الجهد الجبار شكل خدمة لأهالي القصيم كلهم الذين يعبرون إلى (عروق الاسياح)، وأخيراً فإنه أمل ورجاء أسوقه لمعالي وزير النقل بالالتفات لهذا الطريق وقد عهدنا معاليه رجلاً جائلاً في كل صقع من أنحاء المملكة يتلمس احتياجات كل مواطن وكل مدينة وقرية، والأمل معقود على الجهات المعنية التي اقترح تشكيل لجنة منها وهي وزارة الزراعة ووزارة النقل والهيئة العليا للسياحة لتطوير وحماية منتزه القصيم الوطني، وذلك باشراف إمارة منطقة القصيم.

المهندس/ عبدالعزيز بن محمد السحيباني
البدائع

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved