Friday 14th October,200512069العددالجمعة 11 ,رمضان 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "زمان الجزيرة"

الأربعاء 16 رمضان 1392هـ الموافق 23 أكتوبر 1972م العدد 438الأربعاء 16 رمضان 1392هـ الموافق 23 أكتوبر 1972م العدد 438
ولد على هذه الطبائع

كان الرضيع (جون) ذو الأربعة أشهر يصرخ حين تبدأ أمه في تنظيفه، وعندما أصبح في الشهر السادس كان يولول عندما يرى الملعقة تقترب من فمه، ولما صار في السنة الثانية كان يزعق إذا بدأت أمه تلبسه، وفي سن السابعة كان يصرخ ملء فمه إذا لم تبتعد الكرة التي يركلها لنفس المسافة التي يريدها.
ومع ذلك لم يكن هذا الطفل مريضاً ولا متأخراً عقلياً ولا مريضاً نفسياً، ولا حتى ضحية سوء معاملة من أبويه. إنه بكل بساطة ممن كنا ولا نزال ندعوهم بأنهم (أشقياء) والاحتمال كبير جداً بأنه ولد على هذه الطباع، أو هكذا يدعي أحد أطباء علم النفس في نيويورك بعد بحث دام 15 سنة، ويقول الطبيب: نستطيع أن نصنف الأطفال في ثلاثة أنواع كانت أمهاتنا يستعملنها قبل وجود علم النفس: طفل شقي وطفل بطيء الانفعال وثالث سهل.
ومثل (جون) فإن الأطفال الأشقياء (ويقدرون بواحد لكل عشرة) يكون رد فعلهم لكل شيء شديداً فبدلاً من البكاء الهادئ يصرخون بعنف، وبدلاً من البسمة اللطيفة - يضحكون باندفاع مما يسبب لهم غالباً نوبة حادة من الفواق (الشهاق) ومواعيد نومهم وأكلهم فوضوية وكل شيء جديد بالنسبة لهم يحتاج وقتاً طويلاً من التكيف الصعب.
أما الأطفال السهلون (ويشكلون الأغلبية) فعادتهم منتظمة، وأمزجتهم منشرحة، كما أنهم سريعو التكيف، بينما الأطفال بطيئو الانفعال (وهم كذلك فعلا) - لا يميزهم نشاط زائد - سلبي المزاج وغالباً ما يتراجعون عن الأشياء الجديدة.
ولم يجد هذا الطبيب ولا زملاؤه السبب الذي يجعل أي طفل بإحدى هذه الصفات، ولكنهم يعتقدون أن القرائن تشير إلى أنها صفات تولد مع الطفل: ويؤكدون ذلك بقولهم إن الطبع يظهر بسرعة قبل أن يكون للبيئة فرصة للتأثير - المهم في نظرهم هو أن يتعرف الوالدان على (نوعية) طباع طفلهم حتى لا يلوموا أنفسهم لتصرفاته، وحتى يتبينوا الطرق المناسبة لمعاملته.
فالصلابة مثلاً قد تحمي الطفل الشقي ألا يكون مراهقاً لا يطاق، وهذه المعرفة من قِبل الآباء - في عصر مليء بالمشاكل النفسية - قد لا تجعلهم يعتقدون بأن ابنهم مريض نفسي، ولكي يضرب الطبيب مثالاً فهو يروي لنا قصة الطفلة (آن) ذات السبع سنوات، وكانت من الأطفال بطيئ الانفعال، وكان مستواها في البداية ضعيفاً في مادة الرياضيات.
وكانت هادئة، وكانت لها أخطاء كثيرة، ولكن أمها كانت تفهم حالتها. وحينما أرادت مديرة المدرسة أن تعيدها إلى الفصل الأول لتأخرها وضعف مستواها احتجت الأم، وأصرت أن ابنتها ليست متخلفة عقلياً، ولابد من مراعاتها ومعاملتها باللين، وأكدت للمديرة أنها ستكون عند حسن ظنهم وفعلا - أصبحت آن من الطالبات النابغات.
إن معاملة الأطفال علم غزير يكتسبه الأطباء عن طريق القراءة وبعض التمرين ولكن يجري في عروق الكثير من الأمهات اللاتي يبذلن جهداً أكبر مع أطفالهن.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved