Sunday 23rd October,200512078العددالأحد 20 ,رمضان 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "وَرّاق الجزيرة"

هذي عنيزة ما نبيعه بالزهيدهذي عنيزة ما نبيعه بالزهيد

أعلام ومشاهير(الحلقة الأولى)


هذي عنيزة ما نبيعه بالزهيد
لا فرعن البيض نحمي جالها
هي ديرتي هي ديرة العز التليد
الله رفع قدره وعز رجالها

مطلع ملحمة شعرية طويلة لشاعر عنيزة المقدام علي بن رشيد الخياط (راعي البندق) احتوت هذه الملحمة على العديد من معاني الحماس والوفاء والإخلاص والانتماء اللا محدود لعنيزة.. وكانت هذه الأبيات بمثابة الفتيل الذي أشعلته كلمات الملحمة الرائعة في قلوب أهل عنيزة فازدادوا عشقاً لها وتمسكاً بها.. واستمر الحب في القلوب وأثمر عن أمجاد غير محدودة من أبناء عنيزة.. رفعوا بمجدهم اسم عنيزة عالياً حتى تجاوز الآفاق.. ففي كل علم لها قائد وفي كل فن لها مبدع وذلك ما دفع الباحثين الأجانب والمؤرخين أن يضعوا لعنيزة صفحات مطرزة بالمجد في دراستهم التاريخية لشعوب العالم كما فعل (شارلز داوتي وفلبي وشكسبير وسادلور وأمين الريحاني) جميعهم وضعوا عنيزة في سطور رحلاتهم التاريخية.. ولأن أرض عنيزة خصبة لتفريخ الأعلام لذا كان أول حاصل على الدكتوراه في المملكة من الرجال هو الدكتور عبد العزيز الخويطر وزير المعارف سابقاً أحد أبناء عنيزة البررة.. وكذلك الحال بالنسبة للنساء فقد حصلت الدكتورة ثريا التركي وابتسام البسام على أول شهادة دكتوراه في المملكة.. ويستمر ضخ المبدعين وهذه المرة في مجال الطب حيث حصل الدكتور حمد بن عبد الله البسام على إجازة أول طبيب في المملكة.. وتتوسَّع دائرة الإعلام لأبناء عنيزة وتأتي هذه المرة على حساب علوم الفضاء حيث شارك الدكتور محمد بن إبراهيم السويل ضمن الفريق العلمي الذي شكّل لتنظيم رحلة الفضاء دسكفري التي أقلّت أول رائد فضاء عربي الأمير سلطان بن سلمان وعمل الدكتور السويل نائباً لرئيس الفريق العلمي.. كما شارك الأمير سلطان بن سلمان المهندس عبد المحسن البسام في التدريبات للرحلة الفضائية.. ومن الفضاء نعود إلى الأرض لنستعرض من عملوا مساندين للدولة في مواقع قيادية سابقة ومنهم على سبيل المثال (محمد المرشد الزغيبي وزيراً للمواصلات وصالح العباد رئيس الديوان الملكي وعبد الرحمن أبا الخيل وزير العمل، وإبراهيم السويل وزير الزراعة ومحمد الحمد الشبيلي سفير المملكة في ماليزيا والمهندس عبد العزيز الزامل وزير الصناعة والكهرباء والأستاذ مساعد السناني وزير العمل والشؤون الاجتماعية والأستاذ عبد الله العلي النعيم أمين مدينة الرياض وعضو مجلس الشوري).
هكذا هو الحب في عنيزة يفجر الطاقات فيولد الإبداع.. وبعنيزة فخر لا يُضاهى في علوم الدين والشريعة والإفتاء والمتمثّل في الشيخ العلاّمة محمد بن صالح العثيمين (رحمه الله) حيث كان خلال العقود السبعة التي قضاها في حياته داعية للإسلام ولكل الشعوب الإسلامية على وجه الكرة الأرضية وجامعه في عنيزة ملتقى لأهل الدين والعلم يعالج فيه كل القضايا الدينية التي لا يلتبس فيها الأمر على أصحابها.. والحديث عن الشيخ العلاّمة لا يختصر في أسطر، لكن هذا غيض من فيض.. كما سبق الشيخ ابن عثيمين شيخ آخر له نفس المزايا من العلوم الدينية هو الشيخ عبد الرحمن بن سعدي - رحمه الله - أستاذ الشيخ ابن عثيمين وعُرف عنه التسامح والبشاشة والحرص على تثقيف الناس بأمور دينهم بطريقة تتناسب مع عاداتهم وتقاليدهم دون أن يثير فيها التشدد الذي يسبب التنفير.. وللشعر في عنيزة رواده الكبار أمثال محمد العبد الله القاضي ومحمد الصالح القاضي وعلي بن رشيد الخياط وزامل السليم وعبد العزيز السليم وابن جابر وعلي أبو ماجد وعلي القري وحمد المغيولي وعبد العزيز البادي جميعهم كان لهم إبداعات في الشعر لا تُضاهى في قوة الكلمة وجودة المعنى وحسن التعبير وضعوا هؤلاء العمالقة غرس الشعر في الأجيال الجديدة فاستمر الشعر الشعبي في عنيزة ينساب عذوبة وطرباً.. ومن رواد الشعر العربي الذي يعتلي قمته الشاعر أحمد الصالح (مسافر) والشاعر الدكتور عبد الله بن صالح العثيمين عضو مجلس الشورى وأمين عام جائزة الملك فيصل.
وكما كان للرجال دور في ارتقاء سلم المجد في عنيزة فإن للمرأة أيضاً دوراً هاماً في رسم لوحة الإبداع والتميُّز في مجتمع يبحث عن القيادة في كل مجال ومن هؤلاء النسوة ما ذكرته الدكتورة دلال الحربي في كتابها نساء شهيرات من نجد حيث ذكرت من عنيزة الشاعرة نورة محمد الهطلاني واشتهرت في شعر الرثاء والفخر والحماسة.. وكذلك الفاضلة موضي البسام تميَّزت بالسماحة وأعمال البر والخير وقوة الإرادة والصلابة حيث لقبوها بأم الخير والأعمال الجليلة ولِما كانت تتمتع به من ذكر حسن وأعمال جليلة فقد كان يقول الناس: (إذا جاك ولد سمه موضي) تأسياً بموضي البسام.. ومن النساء أيضاً تظهر معلمة عنيزة الأولى نورة بنت سليمان الرهيط والملقبة (بالمطوعة رهيطة).. ومن المعلمات أيضاً حصة بنت محمد الجبر وتُعرف ب (المطوعة جبرة) والمعلمة عائشة بنت ناصر السويل وهي معلمة أجيال أيام كان التعليم على الألواح الخشبية.. وفي الشجاعة والإقدام والفروسية لا ينسى تاريخ عنيزة ذكر الفارسة مزنة بنت منصور المطرودي وقصتها الشهيرة حينما ذهب رجال أهلها من بلدة العوشزية لأداء صلاة الجمعة في عنيزة وذلك لعدم وجود جوامع في البلدة.. وقتها كان هناك بعض اللصوص الذين يرقبون ذهاب الرجال عن البلدة حتى أغاروا عليها بقصد سرقة الأغنام والإبل.. ولما أحسَّ أهل البلدة بغارة اللصوص استنجدوا بفارستهم مزنة عندها لبست الثوب والشماغ وامتطت صهوة الجواد ومعها السيف وخرجت على اللصوص متلثّمة فلما رأوا الرجل على الجواد انتابهم الخوف وفروا هاربين، لكنها لحقت بهم واقتادتهم للبلدة وأقفلت عليهم إحدى الغرف لحين عودة الرجال.. هكذا هي سمة أبطال عنيزة لا تفرق بين الرجل والمرأة.
(يتبع)
عبد العزيز الوكيل - عنيزة

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved