حققت دور النشر السعودية نجاحاً كبيراً خلال المعرض الجزائري العاشر واستطاعت جذب الزوار لأجنحتها التي قاربت الـ20 جناحاً نتيجة تعدد المشاركات وتنوع الأعمال وكثرة دور النشر الكبرى. المعرض أُقيم مؤخراً تحت رعاية فخامة الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة وشاركت فيه 23 دولة عربية وأجنبية هي السعودية والإمارات ومصر ولبنان والأردن وسلطنة عمان والعراق والكويت وسوريا وتونس وفرنسا وبلجيكا وسويسرا وإيران وكندا وألمانيا وبريطانيا وإسبانيا والهند والولايات المتحدة الأمريكية واستمر لمدة 10 أيام تحت شعار (رحلة في الذاكرة). يقول الأستاذ أحمد فهد الحمدان رئيس جمعية الناشرين السعوديين وأحد الحضور لفعاليات المعرض إن المعرض شاركت فيه 667 دار نشر عربية وأجنبية أُقيم على مساحة 8553 متراً مربعاً إضافة لمساحة قدرت بـ 647 للأنشطة المختلفة. أشار الحمدان إلى أن الفعاليات المتعددة سواء كانت ثقافية أو اجتماعية أو تاريخية جذبت الحضور وجعلت أشبه بتظاهرة ثقافية للثقافة العربية والإسلامية التي كانت مثار اهتمام الحضور في العديد من الندوات. وعن طبيعة الندوات والمحاضرات يقول أحمد الحمدان إنها كانت متعددة وغنية وثرية لتطرقها إلى العديد من الموضوعات والقضايا التي تهم القارئ العربي في كل زمان ومكان ومن أبرزها ندوة ادوار سعيد - شرح الاستشراق وادوار يعرف بأسلوبه الجاد في التعامل مع الأخطاء إذ لا يتعامل بقفازات من حرير بل ينتج منهجاً لسانياً وفسيولوجياً في تحليل ظاهرة الاستشراق، فهو يمثل الرأي الفلسطيني الذي لا يستطيع البقاء صامتاً ولا يقدر على إخفاء مواقفه والتزاماته مما جعل منه مناضلاً ومفكراً بارزاً. ويشير الحمدان إلى ندوة أثارت الكثير من الجدل بعنوان كتابة التاريخ طرحت الكثير من التاريخ المجهول إما نتيجة الصمت الطويل الذي فضله البعض أو رحيل البعض الآخر دون أن يطرح للأجيال الصاعدة التوضيحات الشافية والكافية حول مراحل معينة من التاريخ. أضاف الحمدان أنه تم طرح العديد من النصوص الشعرية للعديد من كبار الشعراء في العديد من الدول العربية من بينهم أبو القاسم سعد الله ورومان حسان وعمار طالبي ورضا مالك ومصطفى حداب وإبراهيم صالحي ومحفوظ قداش ومليكة رحال ومحمد الميلي ليمثل قفزة شعرية ثرية وغنية تعكس الكثير من إبداعات شعراء تركوا إرثاً أدبياً ثرياً. ويتطرق رئيس جمعية الناشرين السعوديين إلى ندوة بعنوان الأمير عبدالقادر والإمام شميل - المصير المشترك، قائلاً إنها من الثوار الحقيقيين وفرسان ورجال الأدب والمصادفة وحدها جعلتهما يلتقيان ويتحدثان عن مصيرهما المشترك في هذه الندوة التي كان لها حضور مكثف استطاع خلالها المحاضر بو علام بسايح أن يطرح فيها الكثير من الدراسات التي تسعى للمقارنة بين الشخصيتين المقاومتين والمكافحتين لامتلاكهما كل صفات الزعماء. ويرى الحمدان أن الفعاليات تطرقت إلى أدب الطفل من خلال حكايات وقراءات للأطفال شارك فيها مصطفى حداد وآيت قاسي سعيد وأحمد نسة طرحت الكثير من الآراء حول أسباب تراجع نسبة القراء في العالم الآن ومدى تأثير التلفزيون والإنترنت ووسائل الإعلام عليها.كما طرحت ندوة أخرى بعنوان واقع الأدب الشبابي شارك فيها جلولي رشيد وبشار شبارو وعلال دليلة إضافة إلى عددٍ من دور النشر المتخصصة من خلال قراءة نقدية وأدبية لمجموعة من الكتب شكلت الرهان الذي يدفع الشباب على التشجيع للقراءة. وعن طبيعة المعروض من الأعمال التراثية في المعرض يرد أحمد بن فهد الحمدان أنه طرحت ندوة بعنوان صادق عيسات - عاشق التراث الذي كان شغوفاً بوطنه وظل حنينه لأرضه وأهله ملازمانه ليسعى إلى استنطاق الغربة عن الأهل والوطن بالكتابات السردية التي خلقت منه اسماً كبيراً محفوراً في الذاكرة الجزائرية.وينهي الأستاذ أحمد بن فهد الحمدان رئيس جمعية الناشرين السعوديين حديثه مؤكداً على الدور الفعال والنشيط لدور النشر السعودية التي طرحت أعمالاً رائدة وبارزة متنوعة ثقافية واجتماعية وتاريخية وتراثية مما جعلها مثار جذب الحضور وثنائهم على مدار أيام المعرض موجهاً الشكر إلى معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور إياد مدني وصاحب السمو الملكي الأمير تركي بن سلطان مساعد وزير الثقافة والإعلام على دعمها ومساندتها لدور النشر السعودية وتذليل أي صعاب نفترض مسيرة حركة النشر والناشرين.
|