في مثل هذا اليوم من عام 1981 قام أكثر من ربع مليون شخص بمسيرة في شوارع لندن احتجاجاً على وضع صواريخ نووية في المملكة المتحدة. وهذه المسيرة التي نظمتها حملة نزع الأسلحة النووية استغرقت ما يزيد عن خمس ساعات من أجل الوصول إلى قلب المدينة مما أدى إلى تعطيل المرور على نحو سيء. وأعرب منظمو الحملة عن سعادتهم وأنهم لم يتوقعوا كل هذا الحشد. وقام المتظاهرون الذين كان معظمهم من الشباب، بخلق جو احتفالي في هايد بارك حيث قام المتحدثون بإلقاء الخطب على الجماهير. وأعلن توبي بين عضو البرلمان أنه آن الأوان للوقوف في وجه أمريكا وإغلاق قواعدها الصاروخية في المملكة المتحدة. وأضاف أن الرئيس ريجان لا يمكنه تجاهل مطالب الشعب البريطاني وأنه لا يملك بريطانيا وأوروبا. وأعلن ميشيل فوت زعيم حزب العمال أن هناك لحظة تاريخية حاسمة، ويجب اتخاذ موقف قوي تجاه هذه الصواريخ النووية. وتعتبر قاعدة (جرينهام كومون) في بيركشاير أول قاعدة في أوروبا تستقبل صواريخ نووية وكانت من المقرر أن تصل إليها في أواخر عام 1983م. وأعلنت حملة نزع الأسلحة النووية أن هذه الحركة هي حركة شعبية وأنها حصلت على قوة دفع هائلة من خلال مساندة الجماهير. ويعتبر عدد الجماهير في هذه المناسبة أكبر عدد تم الوصول إليه في هذا النشاط. وحدثت تظاهرات أيضاً في روما حيث أطلق المتظاهرون شعارات مضادة للأسلحة النووية وتم رسم الصواريخ على البالونات والأعلام باعتبارها نهاية الإنسانية. وقد وصلت الحركة إلى ذروة شعبيتها وتأثيرها خلال منتصف الثمانينات. وتم تأسيسها عام 1958 في ذروة الحرب الباردة، وبدأت منذ ذلك الوقت في تنظيم مسيرات سنوية يحضرها الآلاف. وبدأت الحركة في الهدوء خلال تحسن العلاقات بين القوتين الأعظم في السبعينات ولكنها استعادت شعبيتها خلال الثمانينات.
|