البنوك السعودية.. والعمل الخيري
د. عاصم محمد السعيد*

جاءت مساهمة المصارف السعودية في الأعمال الخيرية والإنسانية والاجتماعية لتعكس التضامن الاجتماعي في المجتمع السعودي بمختلف مؤسساته، كما جاءت هذه المساهمة انسجاماً مع توجهات المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني في تأصيل قيم العمل التكافلي انطلاقاً من العقيدة الإسلامية السمحة، وإيماناً من البنوك المحلية بأن العمل الاجتماعي هو نشاط مكمل لرسالتها من خلال لعب دور اجتماعي يتيح لها التواصل مع المجتمع وتلمس احتياجاته.
وتنتهج هذه البنوك والمصارف وسائل عدة لتقديم هذا الدعم إلى مستحقيه من خلال أكثر من (279) جمعية خيرية واجتماعية بالمملكة وتبتكر العديد من الأساليب والأفكار للمشاركة في أعمال البر.
وقد تنوعت مساهمة المصارف السعودية في العمل الاجتماعي والمساهمة في بناء المجتمع السعودي، إذ لم تقتصر مساهمة المصارف السعودية بالتبرع إلى الجمعيات الخيرية فقط، بل تعدى ذلك إلى المساهمة في البناء الاجتماعي للمملكة عبر المساهمة في توظيف السعوديين التي بلغت نسبة السعودة أكثر من (80%)، كما ساهمت المصارف برفع كوادر العمل السعودي عبر برامج التدريب والتأهيل، إذ عملت البنوك السعودية على إنشاء مراكز تدريب محلية تقوم على صقل وتطوير مهارات الشباب السعودي وتأهيله للعمل المصرفي، بل وقامت البنوك بعمل برامج ابتعاث إلى الخارج للسعوديين من أجل زيادة التأهيل العلمي عبر استكمال الدراسات العليا، كما قامت المصارف السعودية بدعم النشاطات الاقتصادية للعديد من المؤسسات عبر المشاركة في المعارض الدولية والمحلية من أجل إظهار التطور الذي تعيشه المملكة في بناء الإنسان، وعلى الرغم من أن مساهمة المصارف السعودية في الأعمال الخيرية يعبر عن الدعم والاهتمام بالجمعيات الخيرية وحرص هذه البنوك في العمل الإنساني ودورها في المساهمة في بناء المجتمع السعودي وأن تخصيص المصارف السعودية مبالغ كبيرة لدعم الجمعيات الخيرية يعكس هذه البادرة الإنسانية لدى المصارف السعودية والقطاع الخاص بشكل عام، فرصدت المصارف لعام 2004م أكثر من (150) مليون ريال بزيادة تقدر بأكثر من (30%) عن عام 2003م، وأن مساهمة البنوك العشرة هي مساهمة كبيرة عند مقارنتها بعدد المنشآت بالقطاع الخاص الذي تقدر بحوالي (490) ألف منشأة بالمملكة، كما أن التي تبلغ (279) جمعية ومؤسسة خيرية تعمل على مساعدة المحتاجين عبر التبرعات التي تصل إليها سواء زكاة أو صدقات أو غيرها من الدعم الإنساني إذ بلغت مخصصات الشؤون الاجتماعية خلال العام 1424هـ حوالي (3.06) مليارات ريال، وأن هذا التنامي في العمل الخيري بالمملكة يعكس التكافل والترابط في المجتمع السعودي.