Friday 4th November,200512090العددالجمعة 2 ,شوال 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "أفاق اسلامية"

حادثة وحديثحادثة وحديث
عُدْ فقد سَبَروا لك الطريق
عبيد بن عساف الطوياوي (*)

من السفه وقلة العقل، أن يسلك المرء طريقاً لا يعلم أين يتجه به، ولا يعرف ما نهايته، ولا يدري عن أمنه وخوفه، ولكن الأكثر سفه، والاقل عقلاً، هو من يسلك طريقا مهلكاً خطراً قد رأى بعينيه هلاك سالكيه، وتيقن بنفسه عدم نجاة كل من مشى فيه، وسمع بأذنه عقلاء الناس يحذرون وينذرون منه ومن سلوكه لما فيه من الأخطار والأضرار.
إن هذا الأخير- الأكثر سفه وأقل عقلاً- هو ذلك الشاب الذي غرر به، وأفسد عقله، ولوثت فطرته، ودنست إنسانيته، فبلغ من السفه وقلة العقل وعمى البصيرة مبلغاً، فرضي لنفسه أن يسلك طرق الموت في نهاياتها، والشقاء على مدارجها، والانحراف في جوادها، ومخالفة أمر الله عز وجل وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم والبعد عن سبيل أهل الإيمان في جنباتها.
إن طرق المنحرفين فكرياً من الفئة الضالة، والزمرة الباغية، والحثالة الخارجة، طرق متعددة الأضرار متنوعة الأخطار، بدايتها الفساد الفكري، والسفه العقلي، ونهايتها التكفير والتفجير، وتناثر الدماء والأشلاء، أو السجن أو الاختفاء مع الذل والهوان، فطرق كهذه، بماذا يحكم على من شد الرحال لسلوكها، وحزم الأمتعة للسير من خلالها؟ لاشك أنه من السفه بمكان، ومن قلة العقل وعمى البصيرة بمنزلة، وصدق الله: {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ}.
إن العاقل يحاسب نفسه، ويتأمل مآل أمره، ويزن مصالحه ومفاسده فيصلح ما فسد من ماضيه، ويعمل جاهداً على تحسين مستقبله، أما غير العاقل فهو خلاف ذلك، إنما يمضي قدماً في طريقه، مهما كانت أضراره وأخطاره، يدفعه هواه وشهوته ولا يستفيق من غفلته إلا بعد فوات الأوان، فيندم ساعة لا ينفع فيها الندم.
إنه من توفيق الله عز وجل أن ييسر للإنسان عند ضلاله وانحرافه، من يبذل له النصح من إخوانه وأقاربه وبني جلدته، وهذا ما تعالت به الأصوات، وبحت به الحناجر عبر شتى الوسائل، للنصح لهؤلاء، إنذاراً وتحذيراً، ترغيباً وترهيباً، فالذي عنده بقية من عقل يقف مع نفسه ويتأمل حال من سلفه، ونهاية من سبقه، ويتدارك نفسه قبل المضي في طريق الهالكين، ويَعُد فقد سَبَروا له الطريق.

(*) حائل، ص.ب 3998

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved