Friday 4th November,200512090العددالجمعة 2 ,شوال 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "الرأي"

سؤال الإنسانسؤال الإنسان
سلوى أبو مدين

مع تردي أوضاع العالم، هذه الأيام في عصر، حلت به الكوارث الطبيعية، والمحن والزلازل من كل صوب، والجوع والفقر ومنتهكو الكرامة.(يبقى لدينا ما يكفي من الأسئلة التي تفرض نفسها بلا زخرفة أو ديباجة أوخطابة منمقة؟! ذلك الهم الإنساني الذي يطرح فوق خريطة العالم العربي، في عصر الوجع والقمع، والفقر، وتلك السلسلة الطويلة من الأوجاع التي لن تنتهي، على الرغم من أن العالم أصبح قرية صغيرة، ومازال هناك وجع في فلسطين والعراق وآخر في باكستان وأفغانستان، وضحايا كُثر، فوق هذه الأرض التي ابتلع السواد نجومه، هناك قلوب أطفال ترتعد من الخوف والجوع والعطش!) على سطح الكوكب ملايين من البشر يلتحفون العراء، يحلمون بكسرة خبز تسد رمقهم، نحن نحيا فوق أشلاء الحاضر الذي يحاصر مستقبلنا! الأطفال الذين يعيشون تحت القناصات وهم يذهبون إلى مدارسهم، وغيرهم مشردين يتوسدون أوجاعهم، حفاةٌ عراةٌ مع حلول فصل الشتاء القاسي، فيما تتجاهلهم أقدام المارة تعبر أمامهم ولا تبالي! أوطان يجري فيها القمع والخوف القهر والذل، الجوع والمرض والفقر، الإبادة الجماعية! (هذا سؤال الإنسان الذي يعيش في عصر القهر، عصر يُقال عنه (العولمة) نحن نحيا عصر الانقسام والتفكك عصر الأشباح التي ترتدي معاطف وتعتبر فوق أوجاعنا! هذا الكوكب الأحمر الذي عبرت عنه الشاعرة عليوان في إحدى قصائدها!), ولا يفوتني أن أذكر تلك اللافتة الكريمة الطيبة من الوالد الحاني خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للمتضررين من الكوارث والمحن في باكستان من مساعدات. وهذا ليس ببعيد عن دولة معطاءة مثل المملكة تقف بجانب الدول في المحن وتمد يد العون جعلها الله في ميزان حسناته. ومع مرور الزمن أصبحنا نسقط في قاع وننهض من آخر!( ومازال سؤال الإنسان يطرح نفسه في عالمٍ غلب فيه الذلُ والهوان والموت؟!) فيما نحن انشغلنا بمهاترات وصراعات أخرى بعيدة عن الهم الإنساني ! كثيراً ما أحني رأسي وأشعر بالخجل عندما تنقل إلى شاشات الفضائيات اللحظات المؤلمة لأطفال العالم المعدمين المحرومين، في حين نحن ننعم بالخير نأكل ما يطيب لنا ننام فوق أماكن دافئة ومريحة، ولا نفكر إلا في اللحظة التي نعيشها. إحساس جارح يؤلمني من الصميم لأننا فقدنا الإحساس بالغير! أن نكون الضمير اليقظ الضمير الذي لا ينام مادام هناك روح على سطح الأرض تتألم.
مرفأ
العالم يتنفس الفقد!

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved