Saturday 19th November,200512105العددالسبت 17 ,شوال 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "محليــات"

دفق قلمدفق قلم
حجاب الحازمي والدور الأمني
عبدالرحمن صالح العشماوي

يرافق المجلة العربية كلَّ شهر كتيِّبٌ صغيرٌ يكون غنيَّاً بمادته برغم صغر حجمه، وكأني بالمجلة قد أصبحت تحنو عليه حُنوَّ المرضعاتِ على الفَطيم، وميزة هذا الكتيِّب أنه سهل الالتهام، فهو كالشَّطيرة التي تسدُّ من جوع الإنسان رَمَقاً ولا تحتاج إلى جهدٍ كبير.
ولقد لفت نظري الكتيِّب المرافق لعدد شعبان لعام 1426هـ، فتوقَّفت عنده، وشرعت في قراءته قبل أن أقلِّب صفحات أمِّه (المجلة العربية).
كتيِّب عنوانه: الدور الأمني للمؤسسات التربوية والثقافية من تأليف الأستاذ حجاب بن يحيى الحازمي رئيس نادي جازان الأدبي، وهو عنوان مهم لموضوع مهم في مرحلةٍ مهمةٍ، أصبح الأمن فيه قضية عالمية، وأصبحت الاختراقات الكبيرة له في أنحاء العالم مثيرة للقلق، والخوف على حياة الناس، وأعراضهم، وأموالهم، وديارهم.
أشار المؤلف في بدء صفحات كتيِّبه إلى أهمية الأمن الفكري بصفته عنصراً من أهم عناصر الأمن الشامل، وربط بين الأمن الفكري والمؤسسات التربوية والثقافية، موضحاً دور هذه المؤسسات الكبيرة، ومسؤولياتها الضخمة في حماية المجتمع من الأفكار الضالة، والثقافات المنحرفة، والآراء المتطرِّفة وقال:
مسؤولية المؤسسات التربوية والثقافية عظيمة في صنع سياج ثقافي أمني يحصِّن الشباب من كل فكر دخيل، ويعزِّز انتماءهم لدينهم وأمتهم، ووطنهم، ويجعلهم أكثر قدرة على الحفاظ على هوية الأمة وثقافتها وقيمها ومثلها، وأكثر وعياً بأخطار الفكر التكفيري، وكل فكر هدام.
إنَّ الأستاذ حجاب يطرح هنا قضية خطيرة، ويحدِّد ملامح مسؤولية كبيرة، ويذكر المؤسسات التربوية والثقافية بمسؤولياتها الكبيرة في هذه المرحلة التي لا تحتمل أساليب المجاملة، وتسطيح القضايا، وتهوين ما ليس بهيِّنٍ من الموضوعات المتعلِّقة بمصائر الناس والمجتمعات.
تحدث المؤلف عن دور المؤسسات التعليمية الأمني، ودور الأسرة، ومدير المدرسة وهيئة التدريس، ودور المسجد، وتحدث عن دور المؤسسات الثقافية، ودور المثقف، ودور النوادي الأدبية وجمعيات الثقافة والفنون.
وأشار في مدخل كتيِّبه إلى خطورة تشاغل أصحاب المسؤوليات عن مسؤولياتهم الأمر الذي يفتح الباب أمام دعاة الغلوِّ والتطرُّف في كل المجالات، موضِّحاً صورة من صور تشاغل أرباب الفكر والثقافة عن الأهم بالمهم، أو بما ليس مهماً، وقال: قبيل التفجيرات التي ابتليت بها بلادنا، كانت الساحة الثقافية منشغلة بصراعات بيزنطية شرخت جدار صفها الثقافي، تولَّى كِبْرُ إثارتها تياران حادَّان في تقاطعهما:
أحدهما يدَّعي المحافظة، وهو للجمود أقرب، ويقصد به تيار التنطُّع في الدين والغلِّو فيه، وثانيهما تيَّار حداثي يميل إلى التمرُّد على القديم، ويستجيب لكل طارئ جديد حتى لو كان غير مفيد.
أما المثقفون الوسطيون فقد انشغلوا بقضايا هامشية كقضية عمود الشعر العربي، أو فحولة المتنبي الشعرية، أو قضية إمارة الشعر التي لا فائدة من تناولها.
أما رجال التربية والتعليم فقد تشاغلوا في مرحلة ما قبل قضايا التفجيرات بفتح كليات التقنية والمجتمع لتلبية حاجات السوق الملحَّة مع أن السوق لم يلتفت إلى خريجي هذه الكليات.
أما الإعلام فقد تشاغل بقضايا كثيرة لا علاقة لها بصلب قضية المجتمع، وليس في بعضها ما يستحوذ كثيراً على تفكير الشباب أو يستأثر باهتماماته اليومية.
أما بعض المنتسبين إلى الفكر فقد تشاغلوا بأفكار هيجل أو دارين، أو ماركس، أو دريدا دون ملامسة جادة لقضايا المجتمع وقضايا الشباب.
وبرغم صفحات الكتيِّب القلائل التي لم تتجاوز الثلاثين إلا بصفحة واحدة، إلا أنَّ المؤلف قد حاول أن يضع بعض نقاط على بعض الحروف، يمكن أن تفيدنا في جانب الإصلاح، فهو كتيِّب ذو فائدة يفتح نافَذةً لموضوع مهم.
إشارة:


هل أصبح الإسلام في ميزاننا
قولاً بلا فعلٍ وصار مظاهرا

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved