Thursday 1st December,200512117العددالخميس 29 ,شوال 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "مقـالات"

العنف الأسري.. ما خفي أعظمالعنف الأسري.. ما خفي أعظم
د. أحمد بن عبدالله العجلان*

العنف ضد الأطفال أو العنف الأسري بشكل عام بكل أنواعه ليس محصوراً في حالة أو حالتين في الطائف أو في الرياض أو في الدمام، أو في باقي مدن ومناطق المملكة العربية السعودية.
إن المشكلات التي أفرزتها التغيرات الجديدة لا تقتصر فقط على مشكلة ازدواج الأدوار والافتقار إلى الخدمات المساندة فإن هناك العديد من الممارسات والإشكاليات التي رافقت هذا التحول، فنظراً لغياب السياسة الأسرية الشاملة فإن قضايا الأسرة تؤخذ بشكل قطاعي وبصورة منعزلة عن القضايا الاجتماعية.
ويبدو أن العلاقات الزوجية لا تقوم على الحب والعطف والحنان وتبادل العيش المشترك فيوجد في العلاقة الزوجية بين الرجل والمرأة حالة من السلوك العدواني ومن العنف تختلف في شدتها ونوعها، وأخف أشكال العنف تقطيب الحاجبين وعدم الاستحسان لكلمة أو فعل من الزوج أو الزوجة وفي الإحصاءات الغريبة هناك واحدة من كل أربع نساء يتعرضن لإيذاء وإهمال قاسٍ وخطير.. وضعف هذا الرقم يتعرضن للاكتتاب في حياتهن عند الكبر.
وأوضح أحد التقارير الرسمية عن العنف ضد النساء العربيات عن وجود نقص فادح في المعلومات حول مدى انتشار هذه الظاهرة.. مشيراً إلى أن المسح الديموغرافي والصحي لعام 1995م يعتبر من أوائل الدراسات الميدانية لبحث مدى انتشار ظاهرة العنف ضد النساء.
وقد قامت إحدى الصحف السعودية باستفتاء حول أسباب وقوع العنف الأسري في المملكة العربية السعودية، وقد ذكر حوالي 32% تقريباً من عينة المبحوثين أن قلة وعي الزوج بواجباته الزوجية أحد أسباب العنف، و21% تقريباً قالوا السبب الثقافة الأسرية والتقاليد والعادات، أما تدخلات الأهل كانت بواقع 7% تقريباً، و6% تقريباً قالوا سبب العنف يرجع إلى خلاف بسبب الراتب.
وتشير بعض الدراسات إلى أن الأسر التي يحدث فيها عنف أسري غالباً ما يكون بها اختلال وظيفي مثل القلق الأسري والاضطرابات الزوجية وسوء التكيف وإهانة وضرب الزوجات، وغني عن البيان أن توتر العلاقات داخل الأسرة ينعكس على جميع أفراد الأسرة لا الأطراف المشاركة في النزاع فقط، فمثلاً: المتعرضون للعنف الأسري والمشاهدون له خاصة الأبناء تنتابهم مشكلات سلوكية ونفسية تنعكس على علاقاتهم داخل وخارج المنزل ومن ثم يجدون صعوبة في التكيف مع المجتمع وصعوبة في إقامة علاقات اجتماعية مع الآخرين المحيطين بهم.
وبشكل عام لا توجد دراسات ميدانية وإحصاءات حول عدد النساء السعوديات اللواتي يتعرضن للعنف من قبل أزواجهن أو أقاربهن، لكن قالت إحدى الطبيبات النفسيات: (إنه عندما تتعرض المرأة للضرب لا تفصح ولا تكشف عما تعانيه لأنها تتوقع أن هذا سيجلب لها ولعائلتها العار).
ولابد من وضع سياسات جديدة من أجل أن يتمكن النظام القضائي والشرطة والجهات المعنية من التعامل مع حالات العنف الأسري وحماية النساء والأطفال.
وكم من أسر دفعت الثمن غالياً من سعادتها واستقرارها ومستقبل أبنائها نتيجة لقرار متسرع.. فإن التعقل والتروي كأسلوب سوي من أساليب السلوك التوافقي يجعل من أصحابه الذين يتمتعون بالروية والاتزان والسيطرة وعدم التسرع في اتخاذ القرارات، وتقديم العقل على العاطفة والانفعال في كل موقف يرفضون الطلاق كحل للمشكلات والخلافات الزوجية وهم يردون أن الوصول إلى هذا القرار يعني تعطيل إعمال العقل منذ البداية في إنهاء الخلافات الزوجية، وتغلب الانفعال والعاطفة في معالجة مثل هذه الخلافات.
والمجتمع السعودي كغيره من المجتمعات يعاني من بعض الظواهر والمشكلات السلبية التي تعيق تطوره بشكل سريع.

* رئيس قسم الاجتماع والخدمة الاجتماعية -
جامعة القصيم

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved