Thursday 1st December,200512117العددالخميس 29 ,شوال 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "المجتمـع"

نبض الشارعنبض الشارع
المرأة والتثقيف الصحي.. هل من جديد؟

* كتبت - وفاء الناصر:
لعل التثقيف الصحي صار من الأهمية بمكان بحيث لا يقل ضرورة عن الوعي الثقافي والفكري بل أكثر أهمية لكونه يتصل بصحة البدن والعقل اللذين هما أساس كل وعي وكل إبداع، وكل تثقيف.
وإذا كانت أهمية الوعي الصحي والتثقيف الطبي قد تنامت بفضل كثرة الأمراض واقتحامها للبيوت من النوافذ والأبواب، وتزايد مسبباتها.. فإن المرأة تصبح معنية أكثر من غيرها بهذا التثقيف لارتباطها بالمنزل وبيئته، وارتباطها بالأطفال وضرورة الحفاظ على صحتهم، وكذلك هي المعنية أكثر بأمر الطعام ومكوناته وجوانب صحته وتغذيته.. فهل خطت المرأة خطوات على طريق التثقيف الصحي تناسب تداخل حركة الحياة العصرية.. وتواكب كثرة الأمراض والمهددات الصحية التي باتت تسابق بعضها كالرياح؟
الأمراض في عصرنا الحاضر صارت أكثر من أن يتسع لها قاموس التسميات، أو أن يستوعبها الطب والصيدلة.. ومسبباتها أضحت في المتناول.. فهي تنقل مع الريح، ومع الطيور، والحيوانات والحشرات الطائرة والزاحفة والقارضة، بل ربما نسمع عما قريب بحمى الأسماك.. وتنتقل أيضا عبر الأطفال من المدارس ورياض الأطفال، ومن المساجد وفي مواسم الحج والعمرة وفي الملتقيات التي تضم أعداداً كبيرة من البشر مثل المهرجانات والمنتزهات وغيرها.
وهناك أمراض تصيب الأطفال دون فعل فاعل، وتكبر معهم حتى تصير أمراضاً للكبار، مثل السمنة، والسكري، وارتفاع ضغط الدم، وغيرها من الأمراض التي يسببها السلوك الغذائي والتعاطي مع التلفاز والكمبيوتر، وكثرة النوم وعدم الرياضة.
فالمرأة هي الأقرب إلى الأطفال، وإلى واقعهم، وهي التي تستطيع أن تنظم حياتهم وبرنامجهم بما يحمي صحتهم من الانزلاق تجاه الأمراض الخطيرة القاتلة.
وإذا وعيت المرأة هذا الدور، وعرفت ضرورة التثقيف الصحي، فيجب عليها أن تتخذ خطوة إيجابية في هذا الاتجاه. أنا لا أقول أن تبحث عن حملات التوعية، أو برامج التثقيف بعيدا عن دارها، ولكنها بدلا من أن تمضي الساعات الطوال في النوم، أو تقليب القنوات الفضائية الترفيهية أو الغنائية أو غيرها.. عليها أن تتابع - أحياناً - بعض الفضائيات التي تعنى بالجوانب الصحية الأسرية ففيها الكثير من أساس ودعائم التثقيف الصحي.. وكذلك مشاهدة البرامج الطبية التي تتخللها مداخلات من المشاهدين؛ ففيها فائدة عظيمة تصب في خانة التثقيف الذاتي الذي يمثل المكون الأساسي للوعي الصحي الأسري.
كما أن حملات التوعية الصحية التي تنطلق على نطاق واسع أو محدد بين الحين والآخر يجب أن تعنى بالمرأة بشكل مباشر ومكثف باعتبارها أكثر الشرائح المعنية بهذا الجانب، بل هي في واجهة المسؤولية إزاء صحة الأسرة، خصوصا ما يتعلق بالأطفال والثقافة الغذائية وغير ذلك.
نعم.. آن الأوان أن تنتقل ثقافة المرأة أياً كانت وظيفتها ووضعها إلى الموقع الذي يتناسب مع ثقافة العصر الصحية والطبية، بكل إفرازاتها وتداعياتها ومستجداتها؛ حفاظا على صحة الأسرة وحمايتها ووقايتها من كل مكروه.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved