* أنابوليس (ماريلاند) الوكالات: في محاولة لاحتواء الانتقادات لاستراتيجيته بشأن الحرب، تعهد الرئيس الأمريكي جورج بوش أمس بألا تلوذ القوات الأمريكية بالفرار من العراق ولكنه قال إن التحسن الذي يطرأ على قوات الأمن العراقية قد يفتح الطريق أمام خفض القوات الأمريكية. وقال بوش في خطاب في الأكاديمية البحرية الأمريكية في أنابوليس بولاية ماريلاند أمريكا لن نهرب من مواجهة مفجري السيارات الملغومة والقتلة مادمت أنا قائدكم الأعلى. وأضاف بوش، إن تحقيق النصر في العراق سيكون بمثابة رسالة تحذير لإيران وسوريا، كما تعهد الرئيس الأمريكي بتحقيق (نصر تام) في العراق. محددا هذا النصر بالتوصل إلى عراق آمن خال من (الإرهابيين) الذين يمكن أن يشكلوا خطراً على الولايات المتحدة. وشدد بوش على أهمية المعركة الشاملة ضد الإرهاب في معرض دفاعه عن الحرب في العراق التي يتراجع تأييدها باطراد في الرأي العام. وقال الرئيس: (لن أرضى بأقل من نصر تام). وأضاف (إن النصر سيتحقق عندما لا يعود في وسع الإرهابيين والصداميين تهديد الديموقراطية في العراق). واعتبر أن الولايات المتحدة ستنجز مهمتها عندما يصبح في وسع قوات الأمن العراقية تولي سلامة مواطنيها وعندما لا يعود من الممكن أن يشكل العراق ملاذاً للإرهابيين يخططون فيه لهجمات جديدة على بلادنا. ويواجه بوش انتقادات متزايدة ونداءات لسحب القوات بالإضافة إلى عدم رضى شعبه عن كيفية تعامله مع الوضع في العراق الذي يشهد هجمات عنيفة متواصلة.. وقال بوش: إن هدف الولايات المتحدة هو أن يتولى العراقيون زمام القيادة في المعركة دون (مساعدة أجنبية كبيرة) وإن أداء العراقيين في القتال يتحسن وتتزايد قدراتهم واستقلاليتهم ويتولون السيطرة على مزيد من الأراضي مما يسمح للقوات الأمريكية وقوات التحالف بالتركيز أكثر على التدريب. وأضاف (هدفنا هو تدريب قوات عراقية كافية بحيث تكون قادرة على تولي القتال.. وهذا سيستلزم وقتا وصبرا. والأمر يستحق الوقت ويستحق العناء). ورفض بوش انتقادات معارضين للحرب يطالبون بانسحاب فوري للقوات الأمريكية قائلاً: إن وضع جدول زمني سيرسل إشارة في أنحاء العالم مفادها (أن أمريكا ضعيفة) كما يرسل رسالة للأعداء مفادها (أن أمريكا ستلوذ بالفرار وتتخلى عن أصدقائها). وقال بوش: (مع اكتساب القوات العراقية الخبرة وتقدم العملية السياسية سنكون قادرين على خفض مستويات قواتنا بالعراق دون أن نفقد القدرة على هزيمة الإرهابيين). ويقول بعض المنتقدين إن القوات العراقية لا يمكن الاعتماد عليها، كما يعتقد البعض أن بوش أقر بإخفاقات في جهود التدريب وأن آداء العراقيين غير متسق في بعض المناطق. وأصدر البيت الأبيض قبل خطاب بوش وثيقة عنوانها (استراتيجيتنا القومية للنصر في العراق) تكرر موقف إدارة بوش بأن تحديد جدول زمني لسحب القوات الأمريكية من العراق سيكون ضارا لأنه سيشجع المسلحين. وقالت الوثيقة: (لم ينتصر أحد في حرب من خلال جدول زمني قط ولن يحدث هذا في هذه الحرب أيضاً). وقالت وثيقة البيت الأبيض إنه ليس (من الواقعي) أن نتوقع إقامة ديمقراطية تعمل بصورة كاملة وقادرة على هزيمة أعدائها بعد أقل من ثلاث سنوات من الإطاحة بالرئيس السابق صدام حسين. وأشار البيت الأبيض الذي اتخذ موقف الهجوم ضد منتقدين يقولون إن الولايات المتحدة تورطت في صراع دون استراتيجية واضحة إلى التقدم السياسي في إرساء الديمقراطية مع إجراء انتخابات 15 ديسمبر كانون الأول المقبل.
|