Thursday 1st December,200512117العددالخميس 29 ,شوال 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "محليــات"

هذرلوجياهذرلوجيا
جُبّ الخرافة
سليمان الفليح

في سلسلة من التحقيقات الصحفية المصوَّرة لنشاطات أبطالنا حرس الحدود في المنطقة الشمالية قام بها زميلنا فهد الديدب - عضو المجلس البلدي - في منطقة عرعر، الذي أتمنى ألا يهجر الصحافة بعد أن يبدأ المجلس أعماله ويتفرَّغ لخدمة منطقته، وبذلك نخسر قلماً خدم الصحافة ليخدم المنطقة ككل وهذا ما يعزّينا.. نقول في تلك التحقيقات الميدانية بصحبة قائد حرس الحدود في الشمال اللواء علي نزال العنزي كشف عن جهود هائلة يبذلها (حراس الوطن) في الشمال لضبط كل ما يُدمِّر حياة المواطن السعودي سواء كان أسلحة تتسلل إلى أيدي الإرهابيين، أو مخدرات تتسرَّب إلى أيدي إرهابيين يعملون بطريقة أخرى لتدمير روح الشباب هذا من جهة.. ومن جهة أخرى أعلنت مصادر في وزارة الداخلية أن أبطال حرس الحدود في منطقة (علب) في الجنوب أحبطوا عملية تهريب كمية كبيرة تحتوي على أسلحة ومخدرات أيضاً.. وبالطبع حينما تتسلل الأسلحة والمخدرات عبر حدود الوطن فلأن المتاجرين فيها يعرفون جيداً مدى فاعلية تدميرها للنسيج الاجتماعي وعماده الأساس النشء، لتقويض ركائز الوطن عبر نسف تلك الأسس، لكن الغريب في هذا الفعل التدميري (الأسلحة والمخدرات) أن يصاحبهما تدمير لا يقل خطورة عنهما ألا وهو تهريب (الجهل والشعوذة والطلاسم) كما حدث في (ضبطية) الحدود الجنوبية في منطقة (علب) إذ ضُبطت مخدرات وأسلحة و(طلاسم وأحجبة) قد تُستعمل للسحر!!
وهذا ما يهمنا هنا وتحديداً في هذا المقال، لأننا وللأسف الشديد أصبحنا أمام معضلة جديدة تهدد مجتمعاً يعيش في القرن الحادي والعشرين، وذلك بسبب قصورنا الفادح في التّصدي للجهل والتّغرير والتّخويف والتّهويل بقدرة هؤلاء المشعوذين الذين وجدوا في بلادنا مرتعاً خصباً لخزعبلاتهم التافهة وادعاءاتهم الجاهلة وانسياق العقول الفارغة نحو القناعة بأعمالهم، هذا الأمر الذي جعل بيع الوهم والشعوذة وتهريبهما مثل تهريب الحشيش والسلاح حتى أصبحنا وكما تقول زميلتنا الكاتبة المبدعة أميمة الخميس نخاف حتى من الخادمات، ذلك لأننا قمنا ب(إرجاء العقل وتغييب الأمر الإلهي بالتفكُّر والتدبُّر وإعمال العقل وهذا ما جعلنا ننهزم ونمارس الغياب في جُبّ الخرافة).

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved