Thursday 1st December,200512117العددالخميس 29 ,شوال 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "تغطية خاصة"

الإدارة العامة للمساحة العسكريةالإدارة العامة للمساحة العسكرية
صرح حضاري بارز في مجال أعمال المساحة وإنتاج الخرائط ونظم المعلومات الجغرافية

أكرم الله سبحانه وتعالى المملكة العربية السعودية بالأماكن المقدسة وحباها بنعم وخيرات كثيرة وبموقع استراتيجي هام بين ثلاث قارات وإطلالها على بعض الممرات البحرية الهامة.
وبالإضافة إلى ذلك فإن المملكة تتمتع برقعة جغرافية شاسعة وحدود تمتد إلى مسافات بعيدة وطويلة، كل ذلك جعل لها مكانة مرموقة، ونفوذاً سياسياً واقتصادياً كبيراً ومؤثراً على المستويين الإقليمي والدولي، كما جعلها محط أنظار العالم عامة واهتمام المسلمين وقبلتهم في مشارق الأرض ومغاربها خاصة . ومن هنا فقد كان هاجس المسؤولين في وزارة الدفاع والطيران - ممثلة في الإدارة العامة للمساحة العسكرية - أن يتم تمثيل هذه المملكة مساحياً بحيث يكون العمل المساحي مواكباً لما تشهده البلاد من تطور وتقدم مذهل في جميع المجالات، وهذا بفضل من الله سبحانه وتعالى ثم بحسن إدارة ودعم حكومتنا الرشيدة.
إن ما نشهده حالياً من تطور كبير في مجال تقنية المعلومات وشموليتها واستخدامها على نطاق واسع جعل للعمل المساحي الوطني أهمية بالغة الحيوية، ومن هذا المنطلق كان التركيز على تأسيس منظومة وطنية تمثل قاعدة للبيانات الجغرافية الرقمية الشاملة واللازمة لدعم المسؤولين عن صنع القرارات سواء أكانوا مدنيين أم عسكريين، وتشكيل الأرضية السليمة لا لحل المشكلات المعضلة فحسب، بل ولاستباق حدوثها كلما أمكن، وذلك بالتخطيط السليم والتنسيق المحكم.
ومن هنا فقد تبنت وزارة الدفاع والطيران خطة طموحة لإنشاء إدارة معنية بالمساحة العسكرية للاضطلاع بمسؤولية تأهيل الكوادر الفنية المتخصصة في هذا المجال، وإقامة المنشآت، وجلب المعدات المتطورة اللازمة لتحقيق هذه المهمة.
نشأة المساحة العسكرية
أنشئ قسم المساحة في العمليات الحربية/ الخطط والعمليات، وتم تفعيله في عام 1388هـ . وفي عام 1393/11/22هـ صدر الأمر رقم 4862/ 2/3 باعتماد تشكيل المرحلة الأولى من المساحة العسكرية على أن ترتبط بإدارة الخطط والعمليات. وبالرغم من أن تلك الفترة قد اعتبرت بمثابة البداية الحقيقية لتأسيس نواة لإدارة عسكرية تهتم بالعمل المساحي، إلا أنها كانت بداية صعبة إذ بدأ العمل في تلك الإدارة بضابط واحد واثنين من ضباط الصف. ونظراً لأن الطاقة البشرية كانت ولا زالت محور الارتكاز الذي يدور حوله العمل المساحي فقد وضعت خطة لاستقطاب الكوادر الوطنية للبدء في تدريبها. ومن هنا فقد استحوذ الجانب البشري على الجزء الأكبر من اهتمامات المسؤولين في إدارة المساحة العسكرية حيث كان شغلهم الشاغل الحصول على العناصر البشرية المناسبة، ثم تدريبها، ومن ثم المحافظة عليها.
وفي 1395/6/14هـ وبناء على الأمر رقم 1672/3/2 تم تعديل مسمى المساحة العسكرية بحيث أصبح يطلق عليها «إدارة المساحة العسكرية»، كما تم تعديل مهتمها بحيث تركزت حول جمع المعلومات وإنتاج الخرائط والصور الجوية التي تحتاجها جميع أفرع القوات المسلحة. وقد واكب ذلك خطة طموحة من قبل الوزارة لتأهيل الكوادر الفنية وإقامة المنشآت اللازمة، وجلب المعدات الحديثة.
وفي 1410/4/22هـ أصدرمجلس الوزراء الموقر القرار رقم 70 الذي يقضي بالموافقة على إنشاء الإدارة المركزية للمساحة، ثم تلاه بعد ذلك صدور قرار مجلس الوزراء الموقر رقم 133 بتاريخ 1422/5/3هـ القاضي بالموافقة على تحويل الإدارة المركزية للمساحة إلى الهيئة العامة للمساحة بهدف دعم الجهود التي تبذلها وزارة الدفاع والطيران والمفتشية العامة في بناء قواعد للبيانات ونظم المعلومات الجغرافية الوطنية، وتجاوباً مع المتطلبات الأمنية الوطنية، ومنعاً للازدواجية، وتحقيقاً للمصلحة الوطنية في شتى المجالات التنموية والخدمية والاقتصادية وغيرها، فقد أوكلت إليها مهمة إمداد جميع الجهات الحكومية وغير الحكومية بالخرائط والمعلومات الجغرافية الرقمية والورقية بمقاييس رسم مختلفة ابتداء من مقياس الرسم 000 ، 25 : 1 فأكبر.
لقد تم هذا الإنجاز بتوفيق من الله سبحانه وتعالى، ثم بتوجيهات حكيمة من خادم الحرمين الشريفين القائد الأعلى لكافة القوات المسلحة، وبجهود ورعاية خاصة من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، وسمو نائبه، وسمو مساعده للشؤون العسكرية.
التدريب والتعليم
يعتبر تدريب العنصر البشري وتأهيله الوسيلة الأساسية لتكوين الكوادر السعودية الفنية اللازمة للعمل المساحي، وإنتاج الخرائط ونظم المعلومات الجغرافية، وذلك وفق برامج وخطط مدروسة، حيث عملت الإدارة العامة للمساحة على تأهيل الكوادر البشرية في مختلف التخصصات المساحية والمعلوماتية والتخصصات المساندة لها في أرقى وأعرق الجامعات والمعاهد العسكرية والمدنية المتخصصة في داخل المملكة وخارجها.
كما تم إنشاء معهد الدراسات المساحية والجغرافية العسكري في شهر رمضان المبارك من عام 1407هـ لتوطيد المعرفة وسد النقص في تخصصات علوم المساحة وإنتاج الخرائط ونظم المعلومات الجغرافية، وتلبية احتياجات دول مجلس التعاون الخليجي من الكفاءات المؤهلة والمدربة في علوم المساحة وإنتاج الخرائط ونظم المعلومات الجغرافية.
البحوث والتخطيط والمتابعة
البحث العلمي والتخطيط يمثلان الركيزة الأساسية لأي عمل ناجح حيث توضع الخطط لمشاريع وبرامج الأعمال المساحية، وجمع البيانات الجغرافية، وإعداد الجداول الزمنية اللازمة لتنفيذها، وإجراء البحوث والدراسات الضرورية لتطوير وتحديث إجراءات العمل المتعلقة بالعلوم المساحية والجغرافية، والقيام بالمهام اللازمة للتنسيق، بالإضافة إلى الواجبات المنوطة بها مثل إعداد تقارير دورية عما تم إنجازه من خطط ومشاريع وأعمال، وجمع وترجمة البحوث والدراسات والنشرات المتعلقة بالعلوم المساحية.
الحاسب الآلي
الحاسبات الآلية وبرامجها أصبحت القلب النابض والعنصر الأساسي في صناعة الخرائط والمعلومات الجغرافية، ولذلك توجد منظومة حديثة ومتكاملة من الحاسبات الآلية والبرامج وشبكات الاتصال تكون العصب الرئيسي في جميع النشاطات المساحية، بتحليلها وتصنيفها وعرضها وتخزينها.
مراحل إنتاج الخارطة
والمعلومات الجغرافية
1. المسح الأرضي
تتم أول مرحلة من مراحل عملية إنتاج الخارطة بأنواعها المختلفة ابتداء من المسح الأرضي، حيث يتم التخطيط وتصنيف الأعمال المساحية حسب الدقة المطلوبة ونوع العمل المساحي، والذي يمكن تقسيمه إلى:
أ- المساحة الجيوديسية:
يمكن تعريف الجيوديسيا بأنها ذلك العلم الذي يختص بقياس ومعرفة حجم الأرض، وذلك بإيجاد الإحداثيات والارتفاعات وقياس الجاذبية الأرضية والمسح المغناطيسي. وهذا النوع من المسح يتطلب دقة عالية في القياسات مع الأخذ بعين الاعتبار حجم الأرض وشكلها الكروي.
وقد استخدمت أحدث أجهزة الرصد المساحية التي تعتمد على الأقمار الصناعية الخاصة بتحديد المكان، كما استخدمت هذه الأجهزة في رصد الجاذبية الأرضية، ويتم كل ذلك بهدف مساندة كافة الأعمال المساحية اللازمة لإنتاج الخرائط والمعلومات الجغرافية وضبط وتوحيد مرجعيتها المكانية، وبهدف المساندة كذلك في إيجاد الجاذبية الأرضية لبعض المواقع ومتابعة تغيرات متوسط منسوب سطح البحر (الأرصاد الخاصة بالمد والجزر).
ب- المساحة الطبوغرافية:
تعرّف المساحة الطبوغرافية بأنها عمل القياسات اللازمة لمعرفة المواقع النسبية والمطلقة للنقاط على سطح الأرض بموجب نقاط الضبط الجيوديسية المحددة سلفاً (ولكن هذه القياسات لا تأخذ في الاعتبار كروية الأرض).
2- التصوير الجوي:
تتركز عملية التصوير الجوي في التقاط الصور الجوية بواسطة الطائرات والكاميرات المخصصة لذلك. وقبل القيام بهذه العملية يقوم طاقم الطائرة في العادة بوضع خطة للطيران اللازم لجمع تلك الصور الجوية، حيث يتم تحديد مسار الطائرة على الخارطة. وقبل أن تحلق الطائرة فوق المنطقة المطلوب تصويرها لا بد أن يؤخذ في الحسبان الغرض من التقاط الصور الجوية، ونوع المنطقة المراد تصويرها، وتحديد مدى ارتفاع الطائرة عن سطح الأرض، ونوع الفيلم المستخدم، والعدسة المناسبة للمهمة.
3- الاستشعار عن بعد:
تتم عمليات الاستشعار عن بعد بالتنسيق مع مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، حيث يمكن الحصول على صور الأقمار الصناعية المناسبة، بهدف استخدامها في إنتاج وتحديث الخرائط والمعلومات الجغرافية، ومن ثم إعداد بعض التطبيقات المدنية والعسكرية.
وعلم الاستشعار عن بعد هو ذلك العلم الذي يختص بجمع معلومات عن الأرض من الفضاء الخارجي باستخدام الأقمار الصناعية التي تعتمد على قياس درجة انعكاس الطاقة الكهرومغناطيسية من المعالم الطبيعية والصناعية على سطح الأرض كوسيلة لتحسس خصائص هذه المعالم وقياسها، ثم يتم إرسال البيانات المتحصلة على ذبذبات وإشارات إلى محطات الاستقبال الأرضية حيث تخضع للتصحيح المبدئي والمعالجة والتحليل، ومن ثم يتم تحويلها إلى صور للتعرف على طبيعة الأرض وتضاريسها.
وبعد ذلك تقوم أجهزة معالجة متطورة وبرامج مساندة بتصحيح الصور الفضائية وتحسينها وضبطها، ثم تتم مطابقة المعالم الظاهرة في تلك الصور مع نظائرها على الأرض من حيث الوضع النسبي والشكل والحجم، وذلك باستخدام نقاط الضبط الأرضية أو معلومات من الخرائط المنتجة سابقاً أو من غيرها.
ويمكن تلخيص بعض تطبيقات صور الأقمار الصناعية المصححة فيما يلي:
أ- عمليات إنتاج وتحديث الخرائط وبدائلها.
ب- تحديد مدى الأضرار الناجمة عن الكوارث الطبيعية (البيئية)، ومراقبة سرعة واتجاه الزوابع، وتوقع أماكن حدوثها.
ج- مراقبة التوسع العمراني في المدن وما يصاحبه من نشاطات تنموية وخدمية موازية.
د- مراقبة الطقس والأحوال الجوية.
هـ- استكشاف الثروات الطبيعية من معادن ومياه وبترول وغيرها من التطبيقات الجيولوجية.
و- تحديد الأهداف العسكرية وتقييم مدى التأثير الناجم عن ضربها.
ز- إنتاج نماذج الارتفاعات التضاريسية الرقمية لأي منطقة.
ح- الطيران التشبيهي.
4 - المسح الجوي
يعرَّف المسح الجوي بأنه علم الحصول على قياسات دقيقة من الصور الجوية وصور الأقمار الصناعية وتحويلها إلى معلومات مرسومة برموز واصطلاحات معينة. وتبدأ مراحل المسح الجوي باستلام بيانات نقاط الضبط الأرضي والصور الجوية، ومن ثم يتم استخدام الحاسب الآلي في تكثيف نقاط الضبط (على الصور الجوية) بالكثافة اللازمة لعملية التثليث الجوي للحصول على نسبة الدقة المطلوبة لرسم أصول الخرائط والمعلومات الجغرافية.
وتعمل منظومة أجهزة المسح الجوي بكل دقة وسرعة قياسية، حيث يتم رسم جميع المعالم والهيئات الطبيعية والصناعية مثل المناطق العمرانية والطرق بكافة أنواعها والغطاء النباتي والمعالم المائية من شواطئ وأودية وشعاب ومستنقعات وسدود.
5 - التحقق الحقلي
يتم التحقق الحقلي لبعض المعالم والظواهر المرسومة للتأكد منها والتحقق من دقتها واكتمالها بالإضافة إلى جمع المعلومات التكميلية مثل الأسماء الجغرافية والآبار وارتفاع الأبراج ونوعيتها وغير ذلك.
6 - المسح البحري
تحتل المسطحات المائية ثلاثة أرباع هذا الكون، وتعتمد معظم الدول في نقل صادراتها ووارداتها على الوسائل البحرية بمختلف أحجامها، وبالطبع فإن السفن البحرية تحتاج إلى خرائط بحرية بمختلف مقاساتها لتعبر البحار والمحيطات في طرق بحرية آمنة من العوائق البحرية، والتي سبق أن قام المساحون البحريون بمسحها والتعرف عليها وتهيئة الخرائط البحرية المناسبة لتأمين سلامتها. ومن هنا فإن عملية المسح البحري تشمل مسح المناطق البحرية التابعة للمملكة العربية السعودية، كما تشمل جمع المعلومات الأولية اللازمة لإعداد الخرائط البحرية والكتيبات الإرشادية والنشرات الملاحية. وبالنظر إلى الخارطة البحرية يلاحظ أنها تشتمل على معلومات عن أعماق البحر ونوعية قاعة والمعالم الساحلية إضافة إلى الجزر البحرية والمساعدات الملاحية.
ويبدأ التخطيط لعمليات المسح البحري في المكتب قبل التوجه إلى سفينة المسح، وذلك بتحديد المنطقة المراد مسحها ومعرفة إحداثيات حدودها وتحديد خطوط المسح واتجاهاته، وذلك توفيراً للوقت والجهد والتكلفة. وقبل البدء بأعمال المسح البحري في منطقة المسح يتم التعاون مع المساح البحري والمتخصصين في علوم البحار بالإعداد لدراسة الخصائص الطبيعية لماء البحر مثل درجات الحرارة والملوحة وسرعة التيارات واتجاهها، وذلك لمعايرة الموجة الصوتية المنبعثة من جهاز سبر الأعماق لجعلها تتلاءم مع بيئة المنطقة البحرية المراد مسحها ورصد أعماقها باستخدام جهاز سبر الأعماق العادي
(Single Beam) وجهاز سبر الأعماق الشامل (Multi Beam) . ويتم في نفس اللحظة القيام بعمليات رصد
موقع الإحداثيات الجغرافية لكل موجة صوتية ترصد العمق بواسطة جهاز تحديد الموقع التفاضلي
(DGPS)، بالإضافة إلى رصد قراءات المد والجزر
بُغية عمل التصحيحات اللازمة للأعماق.
كما يواكب هذا العمل المساحي استخدام أجهزة مساحية مساندة أخرى منها جهاز المسح الجانبي (Sid
scan Sonar) لتصوير طبوغرافية قاع البحر ومعرفة
ما إذا كانت نوعية القاع رملية أو طينية أو صخرية، كما يقوم الجهاز أيضاً باكتشاف الأجسام الموجودة تحت سطح البحر مثل حطام السفن، والكوابل، والعوائق وغيرها، كما يوجد جهاز مساحي آخر يعرف ب Sub Bottom Profilerوالذي يستخدم للكشف عن الأجسام المدفونة والمتواجدة تحت قاع البحر.
كا ظهرت حديثاً تقنية رصد الأعماق بالليزر المحمول جواً، والتي أحدثت نقلة نوعية في مجال رصد الأعماق، ولكنها ما زالت تقنية محدودة نظراً لاحتياجها إلى مواصفات معينة لعمود الماء. وهذه التقنية تتمثل في استخدام الموجات تحت الحمراء التي تنعكس مباشرة من سطح الماء وموجات الليزر التي تخترق الماء وتنعكس من القاع. ويحدد الفارق الزمني بين الانعكاسين مدى عمق القاع على سطح الماء.
وكل ما أسلفنا الحديث عنه من طرق المسح البحري وتقنياته المختلفة يضاف إلى ما يقوم المختصون في علوم البحار بإجرائه من دراسات جيوفيزيائية ومنها الجاذبية والمغناطيسية. ونظراً لكون عمليات المسح البري تتم في جو تسوده الحركة (Dynamic) حيث تكون السفينة متحركة والمياه متحركة كذلك (على عكس المسح الأرضي الذي يتميز ببيئة ثابتة ومواقع رصد غير متحركة) فإن هناك قاعدة يأخذها المساحون البحريون في اعتبارهم عند القيام بتلك العمليات، وهي: «أن يقوم المساح بتنفيذ المهمة الموكلة إليه بالطريقة الصحيحة في المرة الأولى لأنه لا يضمن أن يعطيه البحر فرصة أخرى في المرة الثانية».
وتستخدم الخرائط البحرية لعدة أغراض حسب مقياس رسمها، فمنها الخرائط ذات مقياس الرسم 1:50.000 فأكبر، وهذه تستخدم للملاحةبالقرب من السواحل ومداخل الموانئ، أما الخرائط ذات مقياس الرسم الأصغر فإنها تستخدم لغرض الملاحة في أعالي البحار، إضافة إلى استخدام الخرائط الخاصة بالعمليات البحرية العسكرية.
وقد قامت الإدارة العامة للمساحة العسكرية بإعادة إنتاج بعض الخرائط البحرية. وهناك العديد من الجهات المستفيدة من خدمات المسح البحري والخرائط البحرية، ومنها على سبيل المثال لا الحصر:
1 - القوات البحرية الملكية السعودية.
2 - حرس الحدود.
3 - شركات البترول.
4 - مصلحة الأرصاد وحماية البيئة.
5 - الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها ونظراً لما يرتاد المناطق البحرية السعودية من سفن بهدف إجراء بعض الأبحاث الأجنبية فقد صدر نظام يشجع على البحث العلمي البحري. وقد كلفت الإدارة العامة للمساحة العسكرية بإصدار تصاريح البحث العلمي البحري ومتابعة تنفيذ تعليماته في المناطق البحرية التابعة للمملكة العربية السعودية طبقاً للمرسوم الملكي الكريم رقم (م/12) وتاريخ 11/8/1413هـ.
7 - الرسم الرقمي والإنتاج
يقوم الرسم الرقمي بدمج المعلومات الجغرافية الواردة من قبل المسح الجوي مع المعلومات المحققة ميدانياً والمعلومات التكميلية ويتم تصنيفها وتصميم إطارها العام وهوامشها ومقياس رسمه بحيث تكون متكاملة وجاهزة لمرحلة التحسينات النهائية ، ومن ثم يتم إعداد نسخة أولية منها لمراجعتها وتدقيقها وإجراء التصحيحات اللازمة عليها . ( وجدير بالذكر أن مراحل التدقيق وفحص الجودة تتم في كل مرحلة من مراحل صناعة الخارطة).
ولتسهيل تخزين الخارطة وتناولها فإنه يتم تهذيب أطرافها وطويها آلياً في واحد من سبعة أشكال، كما يتم تخزين الخرائط والمعلومات الجغرافية الرقمية على وسائط تخزين مناسبة .
من جانب آخر فإنه يتم - بنفس الطريقة السابق ذكرها - إنتاج خرائط مجسمة لأغراض التدريب العسكري وإيضاح الارتفاعات ، ولكن طباعتها في هذه الحالة تتم على رقائق من البلاستيك بدلاً من الورق ، حيث يعد قالب ثلاثي الأبعاد بحيث يمثل تجسيم الخارطة ، ثم يضغط القالب على الرقائق البلاستيكية بعد تسخينها ، ثم تبرد الرقائق. وبعد تلميعها يتم الحصول على خريطة مجسمة التضاريس بحيث تكون جاهزة للاستعمال لتحقيق الغرض الذي أعدت من أجله.
8. مركز المعلومات الجغرافية
أدى التطور التقني الكبير الذي تحقق خلال العقود الماضية في جميع المجالات ، وبخاصة في تقنية المعلومات ، إلى تسهيل الحصول على كم هائل من البيانات والمعلومات الجغرافية والوصفية وتحليلها وتصنيفها ثم تنظيمها في أطر تخدم صناعة القرار في كل مجال من مجالات الحياة.
ويمكن تعريف نظم المعلومات الجغرافية بأنها منظومة من الحاسبات الآلية والبرامج والبيانات الجغرافية والمواصفات الفنية للمعلومات الجغرافية والكوادر البشرية ، والتي يتم من خلالها جمع المعلومات الجغرافية ومعالجتها وتحليلها بالإضافة إلى تصنيفها وتخزينها وعرضها بطرق مختلفة حسب متطلبات المستخدم.
ولاشك أن نظم المعلومات الجغرافية يعد إنجازاً علمياً وعملياً وحضارياً رائعاً وجديراً باستمرار البحث والدعم والتطوير والتحديث والحفظ المتواصل فالمعلومات الجغرافية تشكل ثروة وطنية فريدة ، وتلعب دوراً هاماً في دعم صناعة القرار في الخطط التنموية والخدمية المختلفة.
وقد كان لا هتمام وحرص المسؤولين في المملكة العربية السعودية على الاستثمار الأمثل لما تحقق من تطور في مجال المعلومات الجغرافية ووسائل جمعها من الفضاء والجو وعلى الأرض والبحار الأثر المباشر في الوصول إلى مفهوم مشترك لبناء واستخدام نظم معلومات جغرافية وطنية ، واستثمار ذلك في التطبيقات المختلفة المساندة للوصول إلى القرار السليم في الوقت المناسب وبأقل التكاليف.
9. الشؤون الإدارية
لا يمكن للأعمال الفنية التي تقوم بها الإدارة العامة للمساحة العسكرية أن تتم من دون إدارة جيدة تعنى بكافة الشؤون الإدارية والمالية وتتولى إدارة الشؤون الإدارية مسؤولية القيام بهذا الجانب بكل جدارة واقتدار . وجدير بالذكر أن الشؤون الإدارية وبالتعاون مع جناح الحاسب الآلي قد نفذت حكومة إلكترونية مصغرة داخل الإدارة العامة للمساحة العسكرية وبالتنسيق مع الجهات المعنية في وزارة الدفاع والطيران ، حيث تتم جميع المكاتبات والتعميمات، ونقل وتبادل كافة المعلومات والبيانات عبر الشبكة الداخلية للإدارة.
10. التموين والصيانة
يقوم قسم التموين والصيانة بتوفير احتياجات الإدارة العامة للمساحة العسكرية من عربات ونثريات ومحروقات ومستلزمات لتنفيذ المشاريع ، كما يقوم باستقبال جميع المنتجات الجغرافية وتخزينها وصرفها للجهات التي تطلبها ، كما يقوم بالإشراف على مباني المساحة العسكرية ومعداتها وصيانتها وتنظيفها بالتنسيق مع الجهات المعنية في وزارة الدفاع والطيران والمفتشية العامة.
الخلاصة
تمكنت الإدارة العامة للمساحة العسكرية بفضل من الله سبحانة وتعالى من إنجاز العديد من الأعمال وتأهيل الكوادر البشرية ونقل التقنية وإنتاج العديد من المنتجات الجغرافية الرقمية والورقية ، على مستوى المملكة العربية السعودية وذلك لتلبية احتياجات القوات المسلحة وكذلك العديد من الجهات المدنية والعسكرية الأخرى .
وختاماً فإن من أهم ما أنجزته الإدارة العامة للمساحة العسكرية هو نقل التقنية والاستثمار الأمثل لعدد كبير جداً من الشباب السعودي الذين تم تدريبهم وتأهيلهم وإعدادهم على نحو جيد جداً في مجال تشغيل واستخدام وتطوير أحدث التقنيات والبرامج الحديثة. والله ولي التوفيق.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved