قال الله تعالى {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ} لا أدري من أين أبدأ وإلى أين أنتهي فالقلم يسكب دموعاً حارةً والقلب محزون وذلك لفقده رمزاً شامخاً ونبراساً مضيئاً لربه مطيعاً... في النهار لكتاب الله تالياً وفي الليل بين يدي ربه قائماً. إنه حقاً يُفقد وعلى مثله يُبكَى... صارع المرض سنين، بترت رجله وهو صابر محتسب رغم ذلك تجده متفائلاً، لسانه يلهج بحمد الله والثناء عليه.كان حريصاً على صلاة الجماعة على كرسيه المتحرك فكان يقاوم الكرسي حتى يصل به إلى باب المسجد.وعندما تنظر إلى مصحفه الذي يتلو فيه تجد بصمات أصابعه واضحة للعيان، وأما مجلسه فإنك لا تعرف فيه للغيبة طريقاً ولا للنميمة سبيلاً. لم أوفه حقه... فكان واصل الرحم وأخاً للكبير وعطوفاً على الصغير، رحيماً بالمحتاج والفقير يوصي بالجار البعيد قبل القريب. وفي يوم الأربعاء الموافق للحادي والعشرين من شوال لعام 1426هـ كان خارجاً من بيت ربه متطهراً متطيباً إذ بسيارة ترتطم بكرسيه البريء لتقذف به بعيداً نقل على إثرها إلى المستشفى ليمكث ساعات في غيبوبته ثم يصحو فيعفو عن المخطئ عليه ليدخل في غيبوبته مرة أخرى لتوافيه المنية ويأخذ الله عاريته. إنه الأخ والعم والخال والوالد صايل بن رديني الثبيتي غفر الله له، ورحمه وأسكنه فسيح جناته وجعله مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً. إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك يا أبا رديني لمحزنون ولا نقول إلا ما يرضي الرب {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ }
|