Thursday 1st December,200512117العددالخميس 29 ,شوال 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "الرأي"

السعودي.. في ثلاثين ثانية!!السعودي.. في ثلاثين ثانية!!
مبارك العاتي

مازالت الهيئات والشركات والمؤسسات السعودية منها وغير السعودية المعلنة في شبكات التلفزة العربية والعالمية تمارس امتهانا واضحا وانتهاكا صارخا للرمز والشخصية السعودية بقصد واضح أو بغباء فاضح دون رقيب من إدارات الإعلانات التجارية التي عفا الزمن على شروطها وقواعدها، وتحولت إلى مجرد لوحة اتجاه إجباري يقتصر دورها على تعبئة نموذج وختمه ودفع الرسوم وعدم وجود قبلة أو مشهد فاضح!!.
فمن المسلمات الثابتة في الإعلام أن الصورة تغني عن ألف كلمة؛ لذلك نرى المؤسسات والهيئات التي تريد الترويج لنفسها تعمد إلى استخدام تقنيات الإعلان التلفزيوني بسبب أنها الأسرع تأثيراً والأكثر فاعلية، وهذا من حق كل صاحب سلعة؛ إذ أن الإعلان التجاري التلفزيوني يستخدم فيه أفضل ما وصلت إليه التقنية الإعلامية، فخلال ثلاثين ثانية يجب أن يوصل المعلن ما لديه من رسالة.
ومن المعروف أن المعلن عندما يريد أن يروج لسلعته في مجتمع ما يجب أن يستخدم أشخاص ذلك المجتمع ومكوناته لكي يشعره بقربه منه ومراعاته لحاجاته حتى يكسبه ليشتري سلعته.. إلا أن المتتبع للإعلانات الموجهة لأكبر الأسواق العربية يلحظ أن هناك تغييبا متعمدا وشبه كامل للشخصية السعودية المتزنة الواعية الفاعلة المؤثرة المدركة لوظيفتها الحريصة على وطنها وأمتها والاكتفاء بإظهاره بصورة الأبله الأطرش الذي يسير دون هدى أو رشد وكأنه شخص غبي أُميّ غير متعلم لا يعرف من الحضارة إلا أنواع السيارات أو كرة القدم!!.. مكتفين بأي شخص قد يمر في الشارع ليلبسوه الشماغ والعقال على أي كيفية كانت وجعله يتحرك بطريقة همجية خاوية لا تنم عن أية شخصية، ولعل جمهور برنامج الفرسان خير شاهد على ذلك، أو إظهاره بصورة الإرهابي الشرير المغرر به، أو بصورة إنسان سلبي انقيادي ينصاع لكل ناعق، وهذا المشهد الأخير اتضح جليا فيما أُنتج مؤخراً من أفلام، ولعل آخرها مسلسل (الحور العين) الذي رصدت له ميزانية ضخمة طبقاً لما صرح به القائمون على العمل.
فهناك إعلان استخدم العلم السعودي بكامل أركانه: الشهادتين والسيف واللون، وجعل الجمهور عن بكرة أبيه يتراقص خلف أحد الفنانين السعوديين بطريقة سمجة وممجوجة.
وهناك إعلان استخدم العرضة السعودية بطريقة مستهجنة متغافلاً قيمتها في مجتمعنا السعودي وقوة رمزيتها لدينا!!.
وهناك إعلان آخر يظهر فيه المواطن السعودي شخصا ممتلئ البطن أبله لا يقدر على الحركة مكتفيا بتنفيذ الأوامر من زوجته لتلبيس أطفاله!!!.
والمشاهد كثيرة، إلا أن صورة الفرد السعودي ستظل مهزوزة ومشوشة ما دام أن هناك مَنْ يعزز هذه النظرة السلبية ويسعى لترسيخها في الأذهان دون رقيب حريص أو متابع غيور.
سؤالي: لماذا لا يتم منع أي مشهد في أي إعلان أو مسلسل أو فيلم قد يسيء من قريب أو بعيد للشخصية السعودية، وتحذير أية قناة تسيء للصورة النمطية للمواطن السعودي بإلغاء تصريح مكتبها في المملكة ومنع تقديم أي تسهيلات لها هنا؟.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved