Thursday 1st December,200512117العددالخميس 29 ,شوال 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "عزيزتـي الجزيرة"

وقفات مع مقالة فوزيةوقفات مع مقالة فوزية

سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة حفظه الله تعالى..
اطلعت - كغيري من قراء جريدة (الجزيرة) - على مقالة في صفحة الرأي للكاتبة فوزية النعيم، وذلك بعنوان: (يكذب الرجل.. وتنحني له المرأة احتراماً) المنشور في العدد (12045) في يوم الثلاثاء 16 من شعبان لعام 1426هـ، إذ إن إتاحة الرأي والمناقشة حق متاح للجميع، كان لي مع تلك المقالة وقفات وملاحظات رأيت أن أبديها لكم وللإخوة القراء لنرى عن كثب بعض الزلات والأخطاء التي وقع فيها قلم الكاتبة، ولربما اتضح الحق.. ولكن الإنصاف والرجوع إلى الحق عزيز في هذه الأزمنة التي يصدق فيها قول المتنبي:


ولم تزل قلة الإنصاف قاطعة
بين الرجال ولو كانوا ذوي رحم

الوقفة الأولى: تفاجأت وأنا اقرأ ذلك المقال بعنوانه الذي يقول: (يكذب الرجل.. وتنحني له المرأة احتراماً)، لا أدري من أين أتت الكاتبة بهذا الوصف.. فإن الانحناء أو الركوع والسجود لا يكون إلا لله وحده لا شريك له، فلا يكون ذلك لا لنبي مرسل ولا لملك مقرب ولا لزوج ولا لأب أو أخ أو أي أحد من الناس كائناً من كان.. فالرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول: (لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها). رواه الترمذي.
الوقفة الثانية: مضت الكاتبة في مقالها وأردفت تقول: (كيف ينشأ مجتمع فيه رجل خائن أو امرأة مغلوبة على أمرها؟ ليست هذه قضية بالطبع لأن السواد الأعظم هو: رجل خائن + امرأة مخدوعة). ولا أدري أيضاً من أين أتت الكاتبة بهذه المعادلة الغريبة التي جعلت من الرجل وحشاً مفترساً خائناً للمرأة المخدوعة، وصدق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ يقول: (من قال هلك الناس فهو أهلكهم).
الوقفة الثالثة: مضت الكاتبة تقول: (تلك الطامة الكبرى تكمن في المشاعر المتضخمة لدى الرجل التي تزداد التهاباً حينما تعرف المرأة خيانته، ويعتصر الألم قلبها ثم تقبل بالأمر الواقع). إن هذا الحكم على أبناء المجتمع المسلم بهذا الوصف حكم خطير وداء عضال سواء كان بهذا الحال على الرجل أو المرأة على حد سواء، وإذا كان هذا هو المعيار على أبناء المجتمع، فإننا نقول للعقول: عليكِ السلام.. وإلا فمن أين أتت الكاتبة بهذه الأحكام والتصورات، هل هو للإثارة الصحفية؟ أم لشيء في نفس يعقوب؟ ولم تجد الكاتبة إلا هذا الأسلوب للتعبير عنه.
الوقفة الرابعة: مضت الكاتبة في مقالها بأحكام ونتائج ولا ندري عن أي هدف تبحث بذلك الأسلوب. ولكن الطامة الكبرى عندما قالت الكاتبة في آخر المقال: (إن الحديث هنا عن حالات فردية عرضت عليَّ وليست معممة على جميع الإخوة الذكور، فآمل ألا يكون لها رواسب أو مردود سيء يجعلكم تعلنون الحرب على هذه الكاتبة).
فإن هذا لا يبرئ ساحة الكاتبة عما مضى في ثنايا مقالها، فإن كل إنسان مسؤول عن قوله أمام الله تعالى قبل البشر، والله تعالى يقول: {وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ} (65) سورة التوبة. وعندما أسري بالنبي - صلى الله عليه وسلم - أتى على حجر صغير يخرج منه ثور عظيم، فجعل الثور يريد أن يرجع من حيث خرج فلا يستطيع، فقال: ما هذا يا جبريل؟ فقال: (هذا الرجل يتكلم بالكلمة العظيمة ثم يندم عليها فلا يستطيع أن يردها).
ألا وإن صدق القلم وفصاحته من أحسن ما يتلبس به الكاتب ويتزر به العاقل والاعتناء بأدب القلم في المعنى هو ضرورة كما الأمر في المبنى.
ثمة - ولا شك - أن من غرس فسيلاً يوشك أن يأكل رطبها، وأن من عزم الكتابة فلا يتخذها للمماراة عدةً، ولا للمجاراة ملجأً، ولا يأمن الزلة والعرضة للخطأ. وكما قيل: (من كتب فكأنما قدم للناس عقله في طبق).
محمد بن زيد بن سعود العثمان
حوطة بني تميم

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved