Thursday 1st December,200512117العددالخميس 29 ,شوال 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "عزيزتـي الجزيرة"

الإشراف التربوي المتنوع.. والتطبيق الميدانيالإشراف التربوي المتنوع.. والتطبيق الميداني

التربية، كلمة قصيرة في مبناها، وعظيمة لا يكاد يحصيها الحصر في معناها، ومعلوم أن الإنسان كل حياته تربية، كما ورد في أحد تعريفات التربية أنها هي (الحياة).
والتربية من العلوم الإنسانية التي تعبِّر عن رؤية الإنسان وتجربته، وهي متغيرة باستمرار، وتختلف باختلاف الأشخاص والأمم حتى في نفس الوقت، فقد تصلح تربية في مجتمع، ولا تصلح في مجتمع آخر.
وحرصت المملكة العربية السعودية على تربية المواطن في كل مؤسساتها، وأوكلت التربية المدرسة إلى وزارة التربية والتعليم (وزارة المعارف)، والوزارة منذ تأسيسها على يد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز - رحمه الله -، حرصت على التطوير التربوي المبني على الدراسة والتطبيق والتطوير وتعددت البرامج التربوية، مع إبقاء الصالح، وإلغاء ما ثبت عدم صلاحيته.
ومن ضمن ما هو مطبق على سبيل التجربة في الميدان التربوي مشروع (الإشراف التربوي المتنوع)، وقد طُبق منذ العام الماضي في عدد من الإدارات التعليمية، وفي مدينة الرياض من خلال مركز الشمال.
وتعددت الآراء والأفكار، ما بين مؤيد ومعارض، وقد اطلعت على مشاركة صحفية متميزة في هذا الموضوع للأستاذ عبد الرحمن الحويل، بجريدة الجزيرة يوم الثلاثاء 28-9-1426هـ، في العدد رقم (12086) بعنوان (إعصار كاترينا يجتاح إشرافنا التربوي).
ومشاركة مني في الموضوع، سأتحدث عن الموضوع من خلال لقاءاتي بالتربويين الميدانيين على اختلاف تخصصاتهم، ومناقشتي لهم حول مشروع (الإشراف التربوي المتنوع)، وتوصلت بعد تلك اللقاءات إلى ما يأتي:
1- أرجو ألا يتحمس المسؤول عن البرنامج في تطبيقه وتعميمه، قبل تقييمه وتحوير ما يحتاج إلى تحوير ليتأقلم مع خصوصية البيئة السعودية والإمكانات والظروف، ووجوب أخذ رأي المعلمين.
2- يكاد يتفق المشرفون على أهمية الإشراف المتنوع، ودوره في العملية التربوية، لكنهم يرون صعوبة تطبيقه حالياً، إضافة إلى تأكيدهم عدم إلغاء إشراف التخصص، والذي له دور مهم في التعليم العام، خصوصاً الصفوف الأولية من المرحلة الابتدائية.
3- أفاد المشرفون أن المعلمين أثنوا على البرنامج من خلال الاستبيان الموزع عليهم العام الماضي، وأنهم يفضلونه على إشراف التخصص.
4- اختلف المديرون حول صلاحية المشروع، فمديرو المدارس الحكومية يرون عدم صلاحية في ظل الواقع المعاصر، خصوصاً في المدارس الكبيرة، فالجدول المدرسي لا يمكن إعداده ليناسب الإشراف المتنوع، إضافة إلى نصاب المعلم من الحصص الدراسية، والأعمال الإضافية الأخرى.
أما مديرو المدارس الأهلية فامتدحوا المشروع، وتجاوب المعلمون معه، ودوره في رفع مستواهم الفني.
5- يكاد يجمع المعلمون الذين التقيت بهم على أن المشروع يصعب تحقيقه في الواقع في ظل نصاب كامل من الحصص، والأعمال التربوية الأخرى، مع ثنائهم على أهدافه ونتائجه النظرية.
6- عدم مصداقية بعض المعلمين في تقرير الزيارة.
ختاماً.. أرجو أن يتسع صدر القادة التربويين لتلك الأفكار والاقتراحات المبنية على اللقاءات ومعرفة الواقع والاتجاهات، وليس على البحث العلمي المقنن، ومع ذلك فقد تكون سبيلاً لإنجاح البرامج التربوية، شاكراً الجزيرة ممثلة في (عزيزتي الجزيرة) إتاحتها الفرصة لنا لتناول ما نراه مناسباً ويخدم التربية.. ويجب أن يُعلم أن ما سبق لا يُعد حكماً على نجاح المشروع أو فشله، لكنها دعوة صادقة من تربوي في الميدان، إلى تقييم البرنامج وتقويمه علمياً، لمعرفة سلبياته وإيجابياته.

د. عبد الملك بن إبراهيم الجندل
وزارة التربية والتعليم

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved