Thursday 1st December,200512117العددالخميس 29 ,شوال 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "تحقيقات"

المستشفى السعودي يواصل عمله بالمنطقة المنكوبة بباكستان ويستقبل أكثر من (10.000) حالة في 30 يوماًالمستشفى السعودي يواصل عمله بالمنطقة المنكوبة بباكستان ويستقبل أكثر من (10.000) حالة في 30 يوماً
تجهيزات طبية متكاملة و45 سعودياً يقدمون الخدمات الطبية

* باكستان - موفد الجزيرة - علي العُمري
تجاوباً وتعاطفاً مع احتياج الشعب الباكستاني جراء كارثة الزلزال التي أفرزت تدهوراً حاداً في الأوضاع الصحية هناك أصدر المقام السامي أمراً للهلال الأحمر السعودي بالتحرك بكافة التجهيزات الطبية لإنشاء مستشفى سعودي بقلب المنطقة المنكوبة وخلال يومين من إصدار الأمر كان هناك رجال أطباء و فنيو المملكة قد وضعت في منطقة منصهرة المجاورة لبلاكوت الأكثر ضرراً وتم انشاء المستشفى على الخيام مع تجهيزات مستقلة من غرف العمليات المتحركة وغرف التحاليل والأشعة التي أرسلت بكافة مستلزماتها مع الفريق كذلك كميات كبيرة من الأدوية والضمادات والأسرة والمفارش وبدأ العمل على الفور في استقبال الحالات ولم يكن هناك زمن محدد لعمل هذا المستشفى، ولكنّ الأمر مفتوح إلى اكتفاء المنطقة هناك.
والجزيرة التي تواجدت هناك تنقل الصورة كما هي من أرض المستشفى السعودي للهلال الأحمر وتم تجهيز المستشفى السعودي بالشكل الذي يفي بكافة المتطلبات فهناك قسم العيادات والاستقبال وقسم التنويم وقسم العناية الحجرة وغرف العمليات وكذلك قسم التسجيل والفحص والانتظار بقسمين للنساء والرجال وبهما طبيبان وهناك كذلك المختبر الذي يحتوي على جهازين للتحاليل المبدئية والمتقدمة بالإضافة لتحليل البول بعدها تأتي غرفة الأشعة وبها جهاز للأشعة كامل وغرفة تحميض متكاملة تخرج جميع الاشعات المطلوبة وهناك غرفة الضماد وعيادة جراحة العظام والجراحات السريعة بالإضافة إلى العيادة الخارجية وهناك قسم للملاحظة بحيث يستطيع الاخوة ملاحظة المرض ونقل الحالات الحرجة أو الصعبة التي تستلزم ذلك وقتاً وقد كان التجهيز متكاملاً لغرفة الأشعة وغرفة العمليات المتكاملة التي تضم غرفتي عمليات جراحية نظيفة وعمليات نتنة والتي تحوي أجهزة متطورة وهناك سيارتا إسعاف مجهزة بالكامل لنقل المرضى.
وعن الفريق الطبي الموجود بالمستشفى فقد تم تأمين كادر طبي من (45) شخصاً من السعوديين منهم 4 فنيي مختبر وفنيي أشعة وفنيي عظام وكسور وعدد فنيي عمليات وفنيي تخدير وطبيب تخدير وطبيبين جراحيين عظام وطبيب إسعاف وطبيبين للعناية الأولية.
ويشرف المستشفى بعيادات خارجية من ضمن المخيمات على سكان المخيمات الأول بالقرب من منطقة منصهرة وهو الذي يضم أكثر من مائة وخمسين خيمة ويسكن به حوالي سبعمائة عائلة يفوق عددهم ثلاثة آلاف شخص ويشرف الهلال الأحمر على عيادة متنقلة به من الساعة الثامنة صباحاً وحتى الرابعة مساءً مع وجود ممرضة هناك بشكلٍ مستمر وفي حالة الحاجة تتحرك سيارة الإسعاف لنقل المرضى إلى المستشفى والمخيم الآخر في منطقة جابا وتوجد به عيادة متنقلة تقوم بنفس عمل العيادة التي تم الشرح عنها ونحن بصدد عمل عيادة ثالثة في منطقة بلاكوت.
وتحدث ل(الجزيرة) الدكتور أسامة كنتاب استشاري طوارئ الأطفال بمستشفى الملك فهد بالحرس الوطني وقال لقد بدأ عمل المستشفى في تاريخ 20-10-2005م وكان هذا مع بداية إنشاء المعسكر وقد تجاوزت الحالات التي استقبلها المستشفى في أقل من شهر أكثر من عشرة آلاف وخمسمائة مريض وتم إجراء أكثر من (75) عملية ما بين جروح وتجبير عظام وإصلاح كسور وعمليات الجراحات المنتنة وجراحات الفتاق وأخرى ونلاحظ أن هناك عدداً كبيراً من العمليات المنتنة وهي عبارة عن الجروح التي ظلت لفترة طويلة بدون أن تعطى أي علاج طبي وبالتالي يأتي علاج هذه الجروح المتعفنة بعمليات جراحية للتنظيف وذلك لعدم وجود المستشفيات التي تقوم بهذه العمليات.
ويضيف د.أسامة أن هذا المستشفى يخدم كامل المنطقة هنا ويعتبر المستشفى الأول هنا وذلك لوجود التجهيزات المتكاملة ولله الحمد وأصبح هو الرئيس ضمن المجمع الطبي لمدينة منصهرة وذكر أن الأمر السامي لا يشمل مدة محددة لبقاء المستشفى هنا وإنما تقديم الخدمات الطبية هنا للشعب الباكستاني وما زال الاحتياج كبيراً بهذه المنطقة ذلك لأن مستشفى المنطقة الكبير لهذه المدينة الذي يستوعب حوالي (250 سريراً) قد تعرض لتلفٍ كبيرٍ إثر الزلزال وأصبح غير مهيأ للعمل به وقد قمنا خلال الفترة الماضية بتنويم أكثر من (90 مريضاً) ونقلت الإسعافات إلى مستشفيات أخرى أكثر من ثلاثين حالة وهي التي لديها أمراض تستدعي إلى نقل دم أو تحتاج إلى أجهزة أخرى لنواحٍ فحصية متقدمة لبعض التشخيصات المطلوبة وتطرق إلى وجود أمراض وأوبئة منتشرة وهي حالات الإسهال والاستفراغ وذلك لتدهور الوضع المعيشي وشرب المياه الملوثة وضعف جانب الوقاية الصحية مثل النظافة ونحمد الله أنه ليس هناك أمراض أو أوبئة مخيفة وذلك بموجب التنسيق مع الجهات الطبية الموجودة هنا ومنظمة الصحة العالمية وهناك اتصالات واجتماعات دورية مع منظمي الإغاثة بالمنطقة كاملة مع مسؤولي وزارة الصحة في باكستان ومتابعة العلاج الصحي والأمور الصحية التي تنشأ عن المنظمات الإغاثية الطبية هنا.
وقال الدكتور أسامة إن هناك حالات كثيرة تعاني من اضطرابات نفسية إثر تأثر نفسي شديد جداً جراء فقدانهم لذويهم ومساكنهم وأعمالهم وانعدام وسائل الدخل التي يقتاتون منها.
وعن الطاقم الطبي أضاف أن تجديد الكوادر الطبية واستبدالها يتم كل ثلاثة أسابيع وهناك عدد من الفريق ما زالوا موجودين منذ إنشاء المستشفى وهم الذين يصعب استبدالهم لنواحٍ فنية وعن الفترة القادمة التي تمر المنطقة بها بمرحلة الشتاء قال إن هناك عملاً على تغطية المخيم الطبي بعوازل ونحاول أن ننشئ أماكن آمنة للمرضى تقيهم من المطر والثلوج وتم تهيئة الخيام بالتجهيزات اللازمة للدفء ويتكون فريق الهلال الأحمر المبتعث إلى باكستان بالمناطق المتضررة من الزلزال من الدكتور محمد المكتم رئيس الأطباء الجراحين الموجودين والدكتور ياسين الرصاص جراح استشاري والدكتور خالد باطرفي طبيب عائلة والدكتور عبدالرحمن الحارثي والدكتور لزام المطيري والدكتور فهد السفياني والدكتور عاطف سرور والدكتور خالد ممكن بالإضافة إلى الشباب فنيي الأشعة والمختبر والتمريض.
وقد حضرت الجزيرة أثناء زيارتها لموقع المستشفى السعودي التابع للهلال الأحمر إجراء إحدى العمليات الجراحية الخطيرة التي استطاع الفريق إنقاذ مريض من بتر رجله جراء تعفن أصابها وتمكنوا من إجراء عملية ناجحة وشرح لنا تفاصيل هذه الحالة الدكتور.
وقال حضر إلينا مريض عمره ثمانية وعشرون عاماً وكان يعاني من التهاب حاد (غرغرينا) حيث بدأ المرض بمعاناته من مشكلة بالمفاصل وتوجه للعلاج الشعبي حيث تمت له عملية كي بقدميه الاثنتين بموقع الكعب مما أدى إلى حرق غائر أدى إلى جرح وتعفن بالرجل اليمنى وكانت حالته متقدمة وقد طلب أحد المستشفيات بتر الرجل بحوالي خمسة وثلاثين ألف روبية وعندما أتى إلينا فكرنا في محاولة استبعاد البتر وإنقاذ الرجل وحاولنا فتح الرجل والتأكد من إمكانية تنظيفها مع العلم بأنه أتى وهو يعاني من درجة حرارة عالية وتسمم جراء الالتهاب وكانت درجة التعفن عالية وقمنا بفتح الجرح واستئصال العضلات والأغشية المتعفنة ونحمد الله أننا استطعنا إنقاذ هذا المريض الذي وصل لدرجة تجلط في الأوعية الدموية واليوم نحن نقوم بفتح العملية وإجراء التنظيف مرة ثانية وسوف تشاهدون ضخامة الحالة التي وصل إليها المريض.
وذكر الدكتور أن مثل هذه الحالات يكتب عنها تقارير وهي تحدث في مثل أوضاع الكوارث هذه التي يعيشها الشعب الباكستاني نتيجة تغير الأوضاع وانتشار الالتهابات والأمراض.
وتحدث ل(الجزيرة) الدكتور عبدالرحمن مشعل الحارثي من فريق الهلال الأحمر السعودي لحملة الإغاثة الباكستانية لمنكوبي الزلزال وقال لقد وصلنا إلى هنا في التاسع من شهر رمضان برفقة الطاقم الطبي الكامل والتجهيزات الطبية وذلك بعد حدوث الزلزال بثلاثة أيام وقمنا بمباشرة العمل الطبي فور وصولنا وإجراء العمليات الجراحية مثل الكسور والإصابات الأخرى ومتابعة بعض الحالات المرضية لكبار السن والأطفال وتم تنويم عدد كبير من الحالات بالمستشفى وأنا أعمل هنا بالعيادة التابعة لمخيم هيئة الإغاثة الإسلامية ونستقبل بشكلٍ يومي قرابة مائة حالة منها حالات البرد والتهاب الصدر وأمراض الجلدية وهي ما تستوجب الاهتمام حيث إن إهمالها قد يؤدي إلى مضاعفات قد تصل إلى الوفاة هذا بالإضافة إلى النزلات المعوية وهناك حالات تستوجب نقلها إلى المستشفى الخاص بالهلال الأحمر والواقع بمنصهرة عن طريق سيارات إسعاف الهلال الأحمر السعودي ومنها بعض حالات الجروح الملتهبة التي تحتاج إلى متابعة عن طريق قسم التنويم وكذلك أجرينا بعض العمليات المختلفة مثل عمليات الزائدة ونسجل بشكلٍ يومي حوالي (9) حالات التي يجريها الطاقم الطبي سواء الجراحة العامة أو العظام وغيرها.
ويضيف د.الحارثي أن الكارثة كانت عظيمة فقد ذهبنا إلى كافة المدن المتأثرة مثل بلاكوت الأكثر ضرراً ولا ننسى أن نذكر أن هؤلاء الناس هم من المسلمين المحافظين على دينهم وعباداتهم وحقيقة أن ذلك زاد من تعاطف الجميع معهم وما آلوا إليه من وضع مأساوي وترمل الآلاف وتيتم آلاف الأطفال الذين أصبحوا بدون عائل ومن ضمن المواقف التي مررت بها طفلة كانت تعاني من كسر بليغ برجلها اليسرى وقد مات كل ذويها والدها ووالدتها وجميع اخوتها الذكور والإناث وتبلغ من العمر سبع سنوات وكانت حالتها تستوجب المتابعة والتنويم وصادفت أن تعرضت المنطقة لهزة أرضية خفيفة عندما شعرت بها هذه الطفلة كادت تجن من الخوف وتملكها الرعب والصراخ بمنظر يتفطر له القلب حزناً.
وذكر أن الهزات الأرضية استمرت بشكلٍ يومي بعد وصول الفريق الطبي من الهلال الأحمر وقد شهدنا حوالي سبع هزات أرضية منذ وصولنا ولكنها كانت عبارة عن هزات ضعيفة لم تلحق الضرر بأحد ولله الحمد ولكنها كانت محسوسة للجميع.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved