* بغداد - تكريت - الجزيرة - الوكالات: بدأت أمس الاثنين جلسة المحاكمة الثالثة للرئيس العراقي المخلوع صدام حسين وسبعة من معاونيه في قضية قتل 143 من أبناء قرية الدجيل بجدل شديد بشأن حق الدفاع في الطعن بشرعية هيئة المحكمة مما أدى إلى خروج فريق دفاع صدام من قاعة المحكمة. وكان رئيس المحكمة رزكار محمد أمين رفض في بدء الجلسة طلب الإدعاء العام بإخراج المحاميين الأمريكي رامزي كلارك والقطري نجيب النعيمي من القاعة لحين إتمام الإجراءات القانونية. وخلال انسحاب المحامين أصر صدّام على أن المحكمة غير شرعية، لأن (الأمريكان هم الذين أسسوها) هاتفاً: (يحيا العراق.. تحيا الأمة العربية) لتعلو الأصوات المؤيدة له بعدها وهي تهتف: (يحيا العراق، يحيا العراق). وقال صدام مخاطباً القاضي: (كيف ترفضون المحامين وأنتم محكمة مرفوضة أصلاً).. وعندما طلب صدام الكلمة قطع الصوت وانتقلت الكاميرات إلى جهة أخرى وطلب من المحكمة فرصة لتقريب وجهات النظر بين المحكمة والمحامين. وقد وافق القاضي أمين على ذلك مشترطاً أن تتم بعد الاستماع إلى شهادة الشهود، تم بعدها رفع الجلسة بعبارة خاطب بها أحد المحامين القاضي قائلاً: (سيادة القاضي لماذا لا تحكمونا بالإعدام)، ثم انقطع الصوت دون معرفة بقية العبارة. ووقف برزان التكريتي أحد المتهمين مع صدام ورئيس مخابراته السابق وهتف: (يحيا صدام). انسحاب فريق الدفاع عن صدام وعندما حذّر القاضي من أن المحكمة ستعين محامين آخرين انسحب فريق الدفاع وقال صدام: (المحكمة مرفوضة من حيث الأساس وتريدون أن تفرضوا محامين من عندكم). وعلقت بعدها جلسة المحاكمة للسماح بإجراء مداولات مع هيئة الدفاع التي انسحبت من قاعة المحكمة احتجاجاً على شرعية المحكمة. وعرض أحد محاميي الدفاع مساعيه لإقناع زملائه بالعودة إلى قاعة المحكمة. وعلق رئيس المحكمة الجنائية العليا القاضي رزكار أمين الجلسة للسماح بإجراء هذه المساعي. استئناف الجلسة بعد تعليق دام 90 دقيقة ثم استؤنفت المحاكمة بعد أن عاد فريق الدفاع إلى المحكمة بعد أكثر من ساعة ونصف الساعة من انسحابه احتجاجاً على عدم إعطائه فرصة للطعن في شرعية المحكمة. وقال أحد أعضاء الفريق: إنه أتيحت للدفاع الآن فرصة لعرض رأيه. انتقادات متبادلة بين أول شاهد والتكريتي وبعد ذلك أدلى أول شاهد بإفادته في محاكمة الرئيس العراقي السابق أمس عند استئناف الجلسة في أجواء متوترة وتبادل الشاهد أحمد حسن محمد والأخ غير الشقيق لصدام حسين الانتقادات. وهو أول شاهد يمثل أمام المحكمة ويتحدث بصراحة أمام القضاة. وكانت المحكمة استمعت إلى إفادة شاهد آخر كان مريضاً في المستشفى قبيل وفاته وبثتها أثناء المحاكمة. ويُذكر أن المحاكمة الحالية التي تدور حول دور صدام حسين، وسبعة من معاونيه في قضية بلدة الدجيل التي يقال: إن 143 من أبنائها قتلوا بعدما تعرض الرئيس المخلوع لمحاولة اغتيال فيها خلال مرور موكبه فيها عام 1982 من المفترض أن يتم فيها الاستماع إلى عشرة شهود، فيما يتوقع أن تستمر الجلسة ما بين ثلاثة إلى أربعة أيام قبل تأجيلها لما بعد الانتخابات العامة المزمع إجراؤها في الخامس عشر من الشهر الجاري. وكانت الجلسة الثانية التي عقدتها المحكمة في الثامن والعشرين من نوفمبر الماضي قد أجلت سبعة أيام لإتاحة الفرصة أمام اثنين من المتهمين هما طه ياسين رمضان نائب صدام وبرزان إبراهيم التكريتي أخو صدام غير الشقيق ورئيس جهاز مخابراته لاختيار محاميين جديدين بدلاً من محاميهما اللذين تعرضاً للاغتيال. وكان مصدر في الحكومة العراقية قد أعلن عشية استئناف المحاكمة أن واحداً من القضاة الخمسة الذين يمثلون هيئة المحكمة، لم يعلن عن اسمه، قد تنحى بزعم أن أحد المتهمين في قضية الدجيل له علاقة بمقتل شقيقه. وقال المصدر: إن القاضي اكتشف وثائق تثبت صلة أحد المتهمين مع صدام بمقتل شقيقه منذ عدة أعوام وقرر أن يتنحى بسبب احتمال تضارب المصالح، وأن قاضياً بديلاً سيشغل مكانه. ويذكر أن رئيس المحكمة رزكار محمد أمين هو الوحيد الذي سمح له بالكشف عن هويته وإظهار وجّهه خلال جلسات المحاكمة فيما بقيت هوية القضاة الأربعة الآخرين سرية لأسباب أمنية. أنباء عن اعتقال مسلحين خططوا لقصف المحكمة ولم تتخذ السلطات الأمنية العراقية إجراءات أمنية استثنائية أمس قبيل انعقاد الجلسة وبدت حركة السير في الشوارع القريبة من (المنطقة الخضراء)، حيث تعقد جلسات المحاكمة طبيعية من دون تكثيف لعدد الجنود العراقيين والأمريكيين الذين يتولون حماية المجمع الذي يضم مباني الحكومة العراقية والسفارتين الأمريكية والبريطانية. وكانت أنباء قد ترددت عن اعتقال مسلحين كانوا يعتزمون قصف مقر المحكمة بصواريخ من مكان قريب من المنطقة الخضراء فيما تجمع العشرات من العراقيين خارج المجمع للمطالبة بإعدام صدام ومعاونيه. وتجدر الإشارة إلى أن اثنين من أعضاء فريق الدفاع عن صدام حسين قتلا منذ بدء المحاكمة في 19 تشرين الأول - أكتوبر الماضي. مظاهرات في تكريت ضد المحاكمة وفي السياق ذاته تظاهر عشرات من العراقيين أمس الاثنين وسط مدينة تكريت (180 كلم شمال بغداد) مسقط رأس الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين وأحد معاقل مؤيديه احتجاجاً على محاكمته التي استؤنفت أمس الاثنين. وقال مراسل وكالة فرانس برس: إن عشرات العراقيين تجمعوا في وسط المدينة وهم يرفعون صوراً للرئيس المخلوع بملابسه العسكرية والعربية التقليدية وحتى الكردية. وردد المتظاهرون هتافات مؤيدة لصدام حسين من بينها (بالروح بالدم نفديك يا صدام) و(الموت للحكومة الجعفرية) و(كل العراق ينادي صدام عز بلادي). وأفاد مراسل وكالة فرانس برس أن التظاهرة نظمت وسط إجراءات أمنية مشددة وطوقها رجال الشرطة. وقال أحمد ياسين أحد المشاركين في التظاهرة: (نطالب بنقل المحكمة إلى خارج العراق وأن تتم بعدالة، ونطالب بتأجيلها مرة ثالثة). ويمثل الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين وسبعة من كبار معاونيه أمس الاثنين مجدداً أمام القضاة الذين اتهموهم في بداية محاكمتهم في 19 تشرين الأول - أكتوبر، بارتكاب مجزرة في قرية الدجيل الشيعية.
|