|
|
انت في
|
* إن مشكلتنا السياسية في العالم العربي سواء على مستوى القيادات أو (الانتلجنسيا) أو النُخب، هي تشبثنا المستميت بأيديولوجيات هرمة لم تعد صالحة لزماننا هذا. وعلى الرغم من ذلك نتمسك بها كثوابت لا يأتيها الباطل، وكأنها - والعياذ بالله - نصوص مقدسة، هذا إن لم تطغ علينا في بعض بلداننا العربية وتصبح نمطاً أساسياً للتفكر والتدبر (يحتوي الثقافة والسياسة والحياة الاجتماعية) ويصبغها بلونه الموحد الذي بهت مع الأيام ولم يعد صالحاً للاستعمال (!!) فالأنظمة العربية التي تشبثت بالأيديولوجية الأممية (الشيوعية) تحديداً ونتاجها الاشتراكي أخذت تتمسك بهذه النظرية، على رغم تخلي أصحابها عنها وإعلانهم العالمي بطلانها وعدم صلاحيتها في عالم اليوم. وعلى الرغم مما جرّت على الشعوب من ضحايا وانتهاكات وممارسات مغلوطة إلا أنها لم تزل - وللأسف الشديد - ورغم (خداعها التاريخي) للشعوب - تقبع في الذهن العربي - تحديداً - وكأنها مُسلّمات ليست قابلة للنقاش حتى لو تخلى عنها صانعوها ومنظروها ومطبقوها أيضاً، وهذا ما أحدث خللاً في الذهنية الثقافية العربية، تماماً كما أحدثت الأطروحات القومية التي أدى بعضها إلى ما وصلنا إليه من هزائم واحتلالات وسحق ذريع. وفوق ذلك لم يزل هناك من يكابر بخلود تلك الأيديولوجية التي أسُي تطبيقها رغم نفوقها جراء استخداماتها في عالم متغير، لم تستوعبه هذه الأيديولوجية، رغم تفردها في أكثر من نظام، كذلك كان البديل السيئ لفشل تلك الأيديولوجيات الفكر التكفيري (الضّيق) الذي جرّ المزيد من الويلات والكراهية والضربات الموجعة التي لم نزل نعاني منها حتى اليوم، إلى أن ينقذنا الله من أخطاء ممارساتها الفادحة. |
![]()
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |