المهم والأهم من المهم أن يحقق الانسان غاياته وما يسعى إليه، وأن يجد من الآخرين ما يعينه ويسانده ليصل لمبتغاه.. لكن العاقل المدرك يعلم أن تحقيق كل الرغبات والحاجات قد لا يتأتى دائما، فقد تأتي الظروف على عكس ما يراد منها؛ لهذا يبقى الأهم أن يجد الانسان دائما مَنْ يتفهم حاجاته ومتطلباته حتى وإن لم يبادر إلى مساندته في تحقيقها.. لكننا بطبيعتنا نسعى دائما لتحقيق المهم ونتناسى الأهم. سؤال؟؟ لا أدري لماذا تبرز قيمة الناس وحاجتنا لهم أكثر عند المرض، رغم أننا نعي تماما أنهم لا يملكون شفاءنا ويعجزون عن تحمل بعض الألم عنا؟!. نعيش أيامنا نركض خلف تحقيق أحلامنا وأهدافنا ونتجاهل الناس وعلاقاتنا معهم، وقد نتعمد الاضرار بأصحابنا ومعارفنا إذا شعرنا أنهم قد يشكلون عائقا أمام تقدمنا.. ونتذكر كل شيء إلا هم وما يربطنا بهم رغم أننا نعي تماما أنهم قد يفعلون أشياء كثيرة لنا.. حتى إذا دارت الدنيا دورتها ووجدنا أنفسنا على سرر المرض نسينا كل شيء وبدأنا نتذكر الناس ونعتب على هذا أو ذاك حين ينسانا الآخرون وهم يركضون خلف تحقيق أهدافهم.. لا أجد جوابا للسؤال!!. حب المرأة يسعى الرجل بكل قواه ليسكن قلبها حتى إذا نجح فعل المستحيل ليخرج منه.. فما أتعس من رجل يسكن قلب امرأة وما أغباه أيضا.. فهو إن فعل وجب عليه أن يتخلى عن كل حياته ليسعدها فقط.. فبمجرد أن تسكنه في قلبها تسعى وبكل قواها الى أن تسلبه حياته كلها، وتعسى الى أن تستأثر منه بكل شيء: ان تبسم تريده أن يتبسم لها، وإن خرج لا بد وأن يفكر بها، وإن وجد صحبة تسعده اعتبرت هذا خيانة لها.. فيبقى المسكين في حيرة من أمره، إما أن يكون كما تريده أن يكون لا كما يريد هو، أو يتهم بنكران الجميل والمعروف بالجحود وأنه لا يستحق حبها وعليه مقابل حريته أن يتحمل وحده كل الخسائر الناجمة لأنه تجرأ وسكن قلبها. هروب!! الذين يضحكون كثيراً.. هم في واقع الحال يهربون من واقع لا مجال فيه للضحك.. والذين يبكون كثيراً ويستحضرون الألم هم في واقع الحال يهربون من أنفسهم وعجزهم على تحريك الأمور حسب الوجهة التي يريدونها.. أما الذين يُظهرون كبرهم وكبرياءهم في مواقف مكشوفة لا تحتمل، إنما يهربون من نقص يتمثل لهم كلما نظروا إلى وجوههم في انعكاس صورهم.. وعامة يبقى الهروب من واقع الحال صنعة الغالبية من الناس. قيمة المال!! قديماً قالوا من يملك قرشاً يساوي قرشاً.. وقد يكونون محقين فيما قالوا؛ فبالمال يمكن في عصرنا الحاضر أن تشتري معظم الأشياء.. فبه قد تشتري الأصحاب وتبني العلاقات وتشتري ذمم وضمائر الكثيرين، وربما تشتري بالمال نسباً لك أو ماضياً يكتب لك.. لكني أتساءل: عندما يجعل البعض المال هو الغاية.. ما الذي يدفعونه لشراء غايتهم؟؟ وكيف يقيسون حجم ما يربحونه ويخسرونه؟؟. معرفة!! عندما تتعلق المسألة بفضائح الناس وسلوكهم غير السوي.. فأنت أكثر الناس فهماً وعلماً بها.. فقد تعرف كل المطلوب معرفته عن شرف هذا أو تلك.. وقد تعرف كل أسرار جيرانك وتقف بشكل أو بآخر على مشكلاتهم وفضائحهم، وربما تتكلم بها مع كل مَنْ عرفت من الناس.. لكن فيما يتعلق بوضعك فأنت لا تستطيع أن تتكلم بما يدور من حولك لأنك وببساطة تجهل الأمور التي تتعلق بك.. والناس بطبعهم يتكلمون في الفضائح مع كل الناس إلا أصحابها أو المعنيين بها.. أليس هذا تناقضاً غريباً؟؟.
|