Friday 9th December,200512125العددالجمعة 7 ,ذو القعدة 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "الريـاضيـة"

إعلامنا الرياضي بين المضمون والوسيلة ونجدة (هيئة الصحافيين)..!إعلامنا الرياضي بين المضمون والوسيلة ونجدة (هيئة الصحافيين)..!
سعد السبيعي

لأن الطرح الرياضي في مجمله عملية اتصالية فقد ارتبط ارتباطاً وثيقاً بالجمهور، ولهذا الأخير ردود أفعال تحمل صدى إيجابياً وآخر سلبياً حسب تدخُّل هذا الطرح في مسائل جوهرية وقيم تمس الثقافة السعودية التي هي في الواقع ثقافة محافظة ومتحفظة، فقد عرف الجمهور الرياضي في العشرية الأخيرة أن الإعلام الرياضي بات مؤثراً سلبياً على مناخ ونتائج الحركة الرياضية السعودية أجمع فمن نظرة كانت ترى في مشاركته مشاركة إيجابية في فترة الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي للإعلام الرياضي مع الوسط الرياضي بكافة أركانه، بيد أن ذلك تغير بشكل كبير، بل أكثر من ذلك وبات يحمل أسباب تراجع المحصلة الأدائية والنتائجية على مستوى الفرق والمنتخبات.
لقد نحى الإعلام الرياضي جادة الصواب في كثير من المراحل، وانتقل دوره من المحرض للتنافس الشريف والمتصاعد الأداء والتقييم الموضوعي المنصف للعمل الفردي منه والجماعي، إلى دور أكثر سلطوية وعبثية من خلال ذلك الغث السائد الذي ملأ ردهات الصفحات والعناوين الرئيسة، بفعل المساحة التي أُعطيت لمن لا يملكون سوى العزف على وتر التعصب والفرقة والعنصرية، وجاءت محاولات ردم الهوة الشاسعة بين الطرفين باعتبار أن مصلحة الوطن يجب أن تكون مقدمة على أي شيء في ظل نأي الرئاسة العامة لرعاية الشباب عن لعب دورها التقييمي لعطاءات الإعلام الرياضي كما تفعل مع بقية الأركان الرياضية الأخرى.
لا تتردد شريحة عريضة من الوسط الرياضي سواء من هم من داخل الإعلام نفسه، أو من هم من المتابعين الفطنين، في تحميل القطاع الإعلامي بالرئاسة الكثير من هذه المثالب التي وصلت في مواقف عديدة إلى (العظم) من دون أن يقوم بأي دور واضح وحازم وراصد لكل الوقائع والشوائب دون انتقائية وتمييز ومن دون أن تسوق تبريرات لهذا وتبعدها عن ذاك.
إنه لمن حسن الحظ، أن الجمهور الرياضي السعودي قد تطوَّر في تركيبته الذهنية ذات الصلة بالنشاط الرياضي مع تطور وسائل الاتصال فمن تقوقع حول نتيجة فريقه المفضل في لعبة واحدة إلى رغبة في معرفة كافة الألعاب المختلفة، وتعداها إلى المقارنات بين نتائج محلية وإقليمية، وفي درجة متقدمة في النطاق الدولي وهذه الأخيرة سيطرت على ذهنية المتابع الرياضي السعودي في العقد الأخير بعد أن ضاق ذرعاً بما يتناوله إعلامه المحلي من مواضيع متسطحة الفكر والفكرة، ومحدودة الرؤية، وأصبحت تهيمن عليه (الانتماءات) بفجاجتها وصلفها وتعسفها في كل سطر وعنوان، إلى درجة تعمد الكثير منا عدم الإفصاح عن هويتنا المهنية في كثير من المواقف والمناسبات.
إن الإعلام الرياضي ما كان له أن ينمو ويتطور في بدايته ومراحل تميزه الأولى ويأخذ شكلاً مؤسسياً إلا بتفاعل وتجاوب الجمهور مع ما كان يطرح بمهنية وموضوعية وحيادية في الرؤية بحق (لاعب، مدرب، إداري)، ويمكن اعتبار بعض الأطروحات التي خرقت العرف والتقليد الذي طالما ظل محمياً بسياج المحبة والتقدير وإن حدثت صراعات جانبية من سجية القبيلة، مهدت مع مرور الوقت وتمادي هذه الوسائل في غيها وشللية مقيتة تناصر على الباطل، وتدافع عن المصالح الذاتية الضيقة، فأوجعت هذه الأطروحات بعض المنتمين للوسط الرياضي، كما أنها (كهربت) المناخ العام للرياضيين فكانت آلاماً وصدمات ليست من النوع النبيل لا يولِّد سوى الكراهية والشحناء وغياب المهنية والحرفية في العمل الإعلامي.
إن إعلامنا الرياضي بكافة وسائله وشخوصه مطالب بأن يسعى إلى إثراء العمل والقائمين عليه بالرؤى والتصورات المدروسة والمهنية والآليات الممكنة لتخطي مراحل تراجع أو تدنٍ عارض، بعيداً عن التسطح والأنانية وضيق الأفق، وبجرعة جديدة من الجرأة في مواجهة بعض القضايا الوطنية.
إعلام القرن الـ(21)
قفز الإعلام الرياضي العالمي مراحل متقدمة يحتاج وطننا العربي أجيالاً قد تطول متى سار واقعنا على ما هو عليه، إعلامنا مطالب بالمزيد من الجدية في التعاطي مع الأمور، وتغليب المهنة على الرغبة والذاتية، واتباع الأطر العلمية والتقنية في تناول الفكرة والموضوع والحالة، وأن يعتمد على المعلوماتية بشكل دقيق حتى تكون رؤيتنا أمينة ونزيهة ومقبولة من قِبل المتلقي، وهذا في حد ذاته لن يتحقق ما دام العاملون في وسائلنا الإعلامية بعيدين كل البعد عن الأدوات المهنية والحرفية التي تميز عمل الإعلامي الدولي في الدول المتقدمة عن عمل الإعلامي السعودي عدا قلة قليلة جداً منهم بالفعل تمكن وبرغبة في التميز وإراحة الضمير من الإمساك ببعض ملامح ذلك الإعلامي مع فارق الإمكانيات المتاحة بين الاثنين، ولنا في هذا الإطار عزاء بهيئة الصحافيين السعوديين برئاسة رئيس تحرير صحيفة الرياض الأستاذ تركي بن عبد الله السديري، بأن تتولى عقد دورات سنوية للإعلام الرياضي تُجاري متطلبات العصر، وتُقيِّم العناصر بشكل دوري وتقوم بتزويد دُور النشر بها على سبيل الخدمة المهنية والحرفية التي تسهم في الارتقاء بمحصلة الصحافي الرياضي السعودي وتساعده على استعادة مكانته المهدرة التي ذهبت لنظرائه من الصحفيين في الجوانب المحلية والاقتصادية والمجتمعية والثقافية، فهل تتحقق هذه الرؤية (الأُمنية)؟

مسؤول الشؤون الرياضية بصحيفة الوطن - مركز الرياض

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved