* بروكسل - واشنطن - الوكالات:
حذّر الاتحاد الأوروبي إيران من أنّ (النافذة المتاحة) للتفاوض حول ملفها النووي (لن تبقى مفتوحة إلى ما لا نهاية)، وذلك في إعلان أُقرّ فجر أمس السبت في ختام قمة الاتحاد في بروكسل.
وأكد الإعلان أنّ (المجلس الأوروبي يشعر بقلق بالغ من فشل إيران في إقناع العالم بأنّ برنامجها النووي يقتصر على الغايات السلمية، وفيما يواصل الاتحاد الأوروبي العمل للتوصل إلى حل ديبلوماسي، فإنّ النافذة المتاحة لن تبقى مفتوحة إلى ما لا نهاية).
واستجابة لرغبة ألمانيا، دان الاتحاد الأوروبي من جهة أخرى تصريحات الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد ضد إسرائيل واليهود.
وجاء في الإعلان إنّ (الاتحاد الأوروبي يدين بلا تحفُّظ دعوة الرئيس احمدي نجاد إلى محو إسرائيل عن الخريطة وإنكارها وجود المحرقة .. وهذه التصريحات غير مقبولة على الإطلاق وليست لها مكان في النقاش السياسي المتحضِّر) ، على حد تعبير الاتحاد الأوروبي.
وأشار الاتحاد الأوروبي إلى أنه سيعيد تقويم (خياراته الديبلوماسية) بموجب (التصريحات والخطوات الإيرانية).
وكان الرئيس الإيراني قد أكد ان ما يسمى المحرقة ما هو إلا مجرد خرافة، وأكد أنّ بلاده لن تتخلى عن برنامجها النووي، قبل أسبوع من استئناف المفاوضات حوله مع كبرى البلدان الأوروبية، (فرنسا وألمانيا وبريطانيا) في 31 كانون الأول - ديسمبر في فيينا.
ومن جانب آخر أعربت نائبة بارزة في الكونجرس الأمريكي عن خيبة أملها إزاء النهج الذي يتبعه الرئيس جورج بوش تجاه إيران وقالت ان الضغوط تتزايد من أجل سياسة أمريكية أشد صرامة.
وأيّدت ايلينا روس ليهتينين النائبة عن ولاية فلوريدا والمؤيدة لبوش التي ترأس لجنة فرعية معنية بشؤون الشرق الأوسط ووسط آسيا بمجلس النواب اتباع نهج أكثر تشدداً تجاه روسيا أيضا لفشلها في كبح جماح طهران.
وقالت يوم الجمعة في مقابلة مع رويترز: (أحب الرئيس بوش وأؤيده .. لكن فيما يتعلق بقضية إيران .. فإنني أعترض بشدة على ما يفعلونه).
وأضافت: (هناك تململ متزايد على مستوى الحزبين (الجمهوري والديمقراطي) بالمجلس لاتخاذ موقف أشد صرامة بخصوص إيران وأعتقد أن ذلك سيتزايد) عندما يكون المشرعون في دوائرهم خلال الأسبوعين القادمين خلال فترة العطلات .. وتريد روس ليهتينين ان تصبح الرئيس القادم للجنة العلاقات الدولية بمجلس النواب. ويستعد الرئيس الحالي للجنة هنري هيدي النائب الجمهوري عن ولاية ايلينوي للتقاعد.
وتتهم الولايات المتحدة والدول الأوروبية الكبرى إيران بتطوير أسلحة نووية تحت ستار برنامج لإنتاج الطاقة المدنية، وهو اتهام تنكره طهران.
وفي مسعى لحل القضية تحاول كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا بدعم من الولايات المتحدة التفاوض من أجل التوصل إلى تسوية مع إيران.
لكن يبدو ان العملية دخلت في مأزق.
ومن المقرر أن يجتمع ما يسمى بالثلاثي الأوروبي مع إيران الأسبوع المقبل في محاولة أخرى لرؤية ما اذا كان بإمكانهم تحقيق تقدم.
وتشارك روس ليهتينين في رعاية مشروع قانون يطلق عليه اسم قانون 2005 لحرية ودعم إيران الذي سيجمع وينسق العقوبات والقيود واللوائح القائمة بالفعل ضد إيران ويوسع قائمة الكيانات التي يمكن ان تتعرض لعقوبات اذا أبرمت صفقات مع إيران، كما سيخصص عشرة ملايين دولار للجماعات المدافعة عن الديمقراطية المعارضة للنظام الإيراني.
لكن مشروع القانون الذي أيّده أكثر من 300 من بين 435 نائباً عطّلته الإدارة التي تعارض تمريره، في وقت تواصل فيه الطرق الدبلوماسية التي يقودها الاتحاد الأوروبي.
وقالت روس ليهتينين ان بوش (يعتقد أن بإمكاننا مواصلة التفاوض مع إيران عن طريق الثلاثي الأوروبي وأنا أعتقد أنّ ذلك يتيح لإيران مزيداً من الوقت لبناء الترسانة النووية).
وأضافت: (عندما يأتي الوقت الذي نعرف فيه ما تفعله إيران .. فستكون قد انتقلت بالفعل الى نقطة (اللا عودة) فيما يتعلق بقدرات التسلح النووي).
وأشارت إلى ان مشروع القانون المقترح سيعزز قدرة بوش للضغط على إيران من خلال إثناء الشركات عن إبرام صفقات مع إيران الغنية بالنفط والتي تواجه تحديات كبيرة في مجالي التنمية وتوفير الوظائف للشبان.
وقالت روس ليهتينين إنها لا تعتقد ان الإدارة لديها فكرة واضحة حول (ما تريد عمله هناك .. انتظر بصبر لرؤية سياسة متماسكة لبوش بشأن إيران).
ويعتقد المسؤولون الأمريكيون والأوروبيون ان روسيا تتمتع بنفوذ فريد لدى إيران لأنها تقوم ببناء مجمع نووي هناك.
وقالت إنّ الولايات المتحدة بحاجة إلى ان تتحدث بشكل أكثر حسما مع روسيا بخصوص الحاجة الى زيادة الضغوط على ايران.
ومن جانبه فقد وصف الرئيس الأمريكي جورج بوش نظيره الإيراني محمود احمدي نجاد يوم الجمعة بأنه (شخص غريب)، وإيران بأنها تشكل تهديداً ينبغي التصدي له.
وقال بوش في مقابلة مع شبكة بي. بي. اس التلفزيونية بعد تصريحات الرئيس الإيراني ضد إسرائيل، (إنه شخص غريب).
| 
"دوليات"