Monday 19th December,200512135العددالأثنين 17 ,ذو القعدة 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "الثقافية"

اعتبرها المبدعون بادرة رائدة اعتبرها المبدعون بادرة رائدة
وزير الثقافة والإعلام يوجّه بالنظر في تركة الفنان السليم

* تقرير أعده - محمد المنيف :
سعدنا بخبر كان لنا السبق في نشره بالمجلة الثقافية بالجزيرة في العدد 128 الموافق 21رمضان تضمن توجيهات معالي وزير الثقافة والإعلام الأستاذ إياد مدني، بشأن النظر في التركة الفنية للفنان التشكيلي الراحل محمد موسى السليم - رحمه الله- بعد ذلك تم تشكيل لجنة خاصة تنظر في أعمال الفنان وتقدم التصور الممكن للأسلوب الأفضل الذي يمكِّن الوزارة -وفق توجيهات معالي الوزير- من الاحتفاء بالفنان السليم وتقدير الجهد الكبير الذي قام به في خدمة الفن التشكيلي في المملكة طوال حياته.
*********
وقد باشرت اللجنة أولى زياراتها إلى منزل عائلة الفنان السليم يتقدمهم الدكتور عبدالعزيز بن محمد السبيل -وكيل الوزارة للشؤون الثقافية- الذي حرص على الالتقاء معهم ونقل تحيات واهتمام معالي الوزير بأمور والدهم وما قدمه للحركة التشكيلية السعودية من عطاءات متميزة أسهمت في التعريف بحضارة وتراث هذا البلد، وكانت اللجنة مكونة من الفنانين: الدكتور محمد الرصيص مقرراً وعضوية كل من: سمير الدهام، عبداللطيف البلال وسعد العبيد.
كما انضم إلى العضوية الأستاذ طارق محمد السليم كما عقدت اللجنة الأسبوع الماضي أول اجتماعاتها في هذا الصدد.. تجدر الإشارة إلى أن أسرة الفنان السليم تمتلك عدداً من الأعمال الفنية الخاصة من لوحات ومجسمات جمالية ومخططات فنية لأعمال جاهزة للتنفيذ.
وتعتبر هذه الخطوة في زيارة منزل الراحل محمد السليم ومعرفة إمكانية تقديم الدعم للحفاظ على ارثه التشكيلي تعتبر من أولى الخطوات المهمة التي تسعى الوزارة إلى تحقيقها ووضع أسس خاصة للتعامل بها مع كل من هم في مثل وضع الفنان الراحل محمد السليم ممن ساهموا في إظهار وإبراز دور المملكة الثقافي في المحافل الدولية، وحقهم في أن تخلد أسماؤهم ويقدر جهدهم. وحينما نقول إننا سعداء بنشر الخبر ووصفه بالسبق فذلك عائد لكون الخبر يهم مختلف المبدعين الذين تسعى وزارة الثقافة لوضع الكثير من البرامج سعيا منها لتحقيق آمالهم وأحلامهم... وإذا كان الاهتمام بدأ بالنظر في إبداع من رحل عن الدنيا فالأمل يكبر ليشمل الأحياء أيضا ممن ساهموا في تأسيس قاعدة وبدايات الإبداع السعودي بمختلف فروعه في وقت لم يكن معروفا أو بما يحظى به في هذه المرحلة على المستوى المحلي والعالمي فأصبح تواجدهم اليوم كرواد له قيمته الكبيرة عودا إلى خبراتهم التي تستحق الدعم والاهتمام فتكريمهم في حياتهم أثره عظيم في نفوسهم ونفوس محبيهم وهذا ما نتوقع وجوده في جعبة الوزارة.
مسيرة وعطاء يستحق الاهتمام
ونعود للحديث عن الفنان الراحل محمد السليم الذي نجمع على استحقاقه للاهتمام والتكريم ومطالبة الجميع بالحفاظ على مثل هذه الكنوز التي تبقى بعد رحيل مبدعيها وفي مختلف روافد الإبداع الثقافي فهي ارث وثروة وطنية يجب الحفاظ عليها.
ولد الفنان محمد السليم بمدينة مرات عام 1358هجري وكان من أوائل من عملوا في تدريس مادة التربية في أول سنة أقرت هذه المادة ضمن مناهج التعليم وتفرغ للعمل في التلفزيون عام 1388هجرية وابتعث للدراسة في أكاديمية الفنون الجميلة بفلورانسا بإيطاليا عام 1970م. تخرج منها عام 1973م وفي عام 1979م تفرغ للعمل في مجاله التشكيلي مؤسسا دار الفنون السعودية حيث افتتح من خلالها عام 1980م صالة الرياض العالمية للفنون التشكيلية وساهم فيها بالكثير من المعارض والمسابقات المحلية والدولية دون انقطاع عن نشاطه الخاص في إقامة المعارض الشخصية لأعماله والمشاركة محليا ودوليا بها.
ولم يتوقف عطاء الراحل السليم عند هذا الحد بقدر ما كان له بصمة كبيرة في مجال دعم الفنون التشكيلية المحلية وإيصالها للعالمية حيث تجاوزت معارضه ومشاركاته وجوائزه وشهادات التقدير التي حصل عليها محليا وعالميا وعربيا أرقاما تفوق عمره الفني والزمني بكثير كما ساهم أيضا بإهداء مجموعة كبيرة من أعماله للرئاسة العامة لرعاية الشباب وأهدى مكتبته الفنية التي تشتمل على الكثير من الكتب الفنية والدراسات لمكتبة الملك فهد مع ما أضفاه على الرياض من جمال وخصوصية في تصميم وتنفيذ الأشكال الجمالية في عدد من ميادين الرياض.. هذه الإطلالة المختصرة لنماذج من عطاء السليم ومساهماته الوطنية من خلال إبداعه يعلم الجميع أنها لم تستوف كل ما قام به من جهود لا يمكن حصر تفاصيلها ابتداء من تعامله الشخصي مع الفن مرورا بعلاقاته الكبيرة والمؤثرة مع زملائه وأبنائه في الساحة ممن أصبحوا الآن من كبار الفنانين وصولا إلى معاناته من ظروف مادية نتيجة دعمه لهذا الفن ولمسيرته الفنية فالسليم عاش للفن ومات مديناً.
مقتطفات من مشاعر الفنانين
كان لخبر زيارة وكيل وزارة الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن سبيل إلى منزل السليم يرافقه أعضاء اللجنة التي شكلت لدراسة كيفية الحفاظ على ارثه التشكيلي صدى كبير عند الكثير من الفنانين التشكيليين ممن استقبلنا اتصالاتهم وتواصلهم بعد نشر الخبر في المجلة الثقافية مؤكدين في عباراتهم ما للفنان من مكانة كبيرة عند من ينتسبون للوسط التشكيلي حيث كتب الدكتور عبد الحليم الرضوي في الصفحة التشكيلية بالجزيرة التي تلت يوم وفاته: ان الفنان السليم اسم لا يمكن نسيانه في الساحة التشكيلية مشيرا إلى بحثه الجاد في الانتماء والخصوصية المحلية بأسلوب عالمي كما أكد الرضوي أن علاقته بالسليم لم تنقطع منذ أن كانا معا في إيطاليا وحتى وفاته كما أن للفنان الدكتور الرضوي الكثير من الآراء التي يرددها عند لقاءاتنا به ومحاولة بحث ما يثار من وجود منافسة قائلا هذه إسقاطات صحفية لا تهمنا بقدر ما يهمنا سمعة وتطور الفن التشكيلي الذي يجب ان يشترك فيه الجميع ولهذا فعلاقتي بالفنان السليم -رحمه الله- لا يمكن التشكيك فيها مستشهدا بأكثر من موقف مع زميله ورفيق درب الريادة التشكيلية التي شكلا فيها ثنائيا لا يمكن فصله عند الحديث عن تاريخ الفنون التشكيلية محليا وعربيا.
كما يضيف الفنان الرضوي أهمية الاهتمام بأعمال السليم والحفاظ عليها واهمية وجود متحف تشكيلي يتضمن أعمال الراحل وأعمال الرواد والمبدعين.
* الفنان الدكتور محمد الرصيص قال: قبل عامين كتبت مقالا بعنوان (دعوة لتوثيق الفن العربي) ومما جاء فيه أن الفنان التشكيلي العربي ينتج أعمالا فنية متنوعة طيلة قرن من الزمان.
جزء يسير من هذه الأعمال معروف في متاحف الفن، وجزء يسير آخر تم اقتناؤه من بعض الأفراد والمؤسسات الحكومية والخاصة، اما الجزء الأكبر فلا يزال مخزونا في منازل ومراسم الفنانين أو لدى ورثتهم.
ومن هنا يبرز سؤال ملح وهو: أليس من الضرورة الثقافية توثيق هذه الأعمال والتعريف بها وبأصحابها بصفتها ركنا من أركان الثقافة العربية الحديثة؟ الآن سنحت لي الفرصة ان انتقل من القول إلى العمل بترشيحي عضوا في لجنة خاصة بالتركة الفنية للفنان الراحل محمد السليم ورفع التوصيات المناسبة عنها للمسؤولين في وزارة الثقافة والإعلام.
ونظرا إلى أن عمل اللجنة لا زال مستمرا، فإنني أحبذ عدم الخوض في التفاصيل حاليا.
وفي اتصال للفنان عبدالله الشيخ مشيدا بهذه البادرة من الوزارة في تقدير جهود أبناء الوطن ثمّن ما قام به السليم مع ما أبقاه للتاريخ من أعمال ومساهمات تستحق الحفاظ عليها.
ويضيف الفنان كمال المعلم في اتصاله ان مثل هذا التوجه من وكالة وزارة الثقافة والإعلام تجاه المبدعين يعتبر لمسة وفاء وموقفا رائدا في مسيرة الثقافة تشعر المبدعين بمثل هذا الاهتمام والتقدير لمن له جهد بارز ومساهمات فعالة في خدمة الوطن مما يدفع البقية لبذل جهود مماثلة.
من جانبه تحدث الفنان سمير الدهام أحد أعضاء اللجنة بقوله لقد كان لي شرف المشاركة في هذه الخطوة التي تحمد وتسجل في تاريخ الفن التشكيلي وتؤكد ما تقدم عليه وزارة الثقافة والإعلام من خطوات بتوجيهات من معالي الوزير وبمتابعة وحرص من وكيل الوزارة للشؤون الثقافية الدكتور عبدالعزيز بن سبيل لدعم وتقدير عطاءات المبدعين في مختلف روافد الثقافة بما فيها الفن التشكيلي ومنها هذه الزيارة والبحث في سبل تكريم المبدعين مما كان له أثره الكبير على عائلة السليم وهذا ما لمسناه عند لقائنا بالأستاذ طارق السليم الذي نقل مشاعر بقية الأسرة للوزارة وللوكيل.
الفنان عبدالرحمن السليمان قال في مشاركته: الواقع أن هذه الخطوة بحصر التركة الفنية للفنان التشكيلي الراحل محمد موسى السليم وفي هذه المرحلة من عمر الفن التشكيلي في المملكة العربية السعودية، تعبير عن وعي وحرص على توثيق، وحصر تجربة ذات أهمية في الحركة التشكيلية المحلية، كما أنها -الخطوة- دلالة على وعي وجدية تدعونا إلى كثير من الفرح والابتهاج باسم الدكتور عبدالعزيز السبيل الذي يتقلد منصب وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية وتبنى هذه الخطوة الرائعة لفنان لم ينل في حياته الكثير مما كان يطمح إليه أو يستحقه، فالفنان السليم سعى في بحثه الفني واجتهاداته النظرية إلى تواصل مع المكان والبيئة المحلية مشددا على مفهوم الأصالة والهوية المحلية التي حققها في الجزء الأكبر من تجربته الفنية القصيرة نسبيا، والعميقة بنظرته للبيئة والموروث اللذين وجد فيهما تحقيقا للشخصية الفنية والتواصل مع العالم الخارجي.
كما تلقت الصفحة الثقافية عبارات مؤطرة بالسعادة من الفنان عبدالله حماس الذي ذكر علاقته بالراحل وما قدمه السليم له من دعم وتشجيع لا زال يحمله ويحقق من خلاله الكثير من التواجد اذ كان السليم أول من أوقد عنده الحماس والإقدام على إقامة معرضه الأول ويقول عبدالله حماس إننا منذ انضمام الثقافة لوزارة الإعلام ونحن نحمل آمالا كبيرة فكانت الزيارة احدى المفاجآت الجميلة التي تعني أن الإبداع الثقافي سيحفل بالكثير من الاهتمام وفي مقدمتها تقدير جهود المبدعين والحفاظ على ارثهم القومي وزيارة الوكيل وزملائه لمنزل السليم تعتبر بحد ذاتها تكريما له وللفن الذي أبقاه.
الفنان عبدالعزيز الرويضان أشاد بخطوة الوزارة الممثلة بوكالة الشؤون الثقافية وأضاف أن مثل هذا التواصل مع المبدعين يؤكد قرب المسؤولين منهم.
كما تحدث الفنان عبدالرحمن العجلان كعادته بتفاعله ومتابعته مع ما يحمله للراحل من تقدير قائلا: ما قامت به وزارة الثقافة والإعلام ممثلة في وكالتها للشؤون الثقافية من اهتمام بإرث السليم التشكيلي يؤكد ما للراحل من دور كبير في مجاله فقد كان الراحل مجاهدا ومكافحا من اجل الفن في وقت لم يكن للفن التشكيلي حضوره المحلي كما هو الحال عليه اليوم وكان يقاوم ويكافح وحده بشموخ مدافعا عن هذا الفن بالكلمة عبر المقالة ومعلّماً وموجّهاً عبر اللوحة والألوان منتصراً برأيه مقابل ما تلقاه من هجوم من الأدباء والمهندسين في صفحات الصحافة ناشراً الثقافة التشكيلية مع ما مد به جيله من مختلف المعارف والتقنيات وحتى الخامات التي لم تكن متوفرة في ذلك الوقت مع ما أبدعه في اللوحة وتأسيسه للمدرسة الأفقية التي استلهمها من صحراء الوطن لهذا فما يقدم له من تكريم وتقدير وحفظ ارثه الفني مما يحفظ الفن السعودي فشكرا لوزارة الثقافة والإعلام وشكرا لوكيل الوزارة للشؤون الثقافية.
كما اكد الفنان إبراهيم الفصام أن مثل هذا التوجه من الوزارة مع المبدعين والاهتمام بهم يدفعهم للعطاء كما ان في مثل هذا التكريم الإنساني للمبدعين خصوصا الرواد وكبار السن أو حفظ حقوق الراحلين من المبدعين ما يشعرنا بالاعتزاز ويجعل لنا تفردا ومنافسة مع الآخرين فالسليم -رحمه الله- رمز لا يمكن إغفاله أو نسيانه فقد كان له تواجده المحلي والخليجي والعربي.
نجلاء السليم ومحاربة اليأس
منذ أن رحل الفنان السليم وابنته نجلاء تتابع وتكرر المحاولات وتبحث عن مختلف السبل دون يأس لتبقي الراحل في ذاكرة محبيه وذاكرة الأجيال الجديدة وكانت سباقة في شكر من يساهمون في تحقيق هذا الهدف الوطني في ظل واقع يتحرك كالإعصار محدثا دوامة حجبت الكثير من الجوانب الهامة في حياتنا فكان اتصالها بالجريدة للشكر على نشر تقرير أو تحقيق أو دراسة عن والدها ما جعلنا نجزم بأنها تسعى لتحطيم اليأس أو الإحباط فكانت نتائج تلك المحاولات التفات وزارة الثقافة والإعلام لقضية والدها التي تعتبر قضية ارث وطني يستحق الاهتمام.. ولم تتوقف متابعتها عند حدود الثناء بقدر ما تبعها مشاركة مباشرة عبر قلمها سعدت بها صفحات الفن التشكيلي بجريدة (الجزيرة) وسعدت بما تلقته من تقدير لكل جملة جاءت ومنها ما تلقيناه من مشاركة في هذه الصفحة الخاصة بمناسبة تشكيل اللجنة حيث قالت في كلمتها إن مهمة الفن التشكيلي عبء كبير على عاتق الفنان التشكيلي فمن خلال الأعمال الفنية يستطيع الفنان تسجيل الأحداث التاريخية والمواقف السياسية وكذلك الحياة الاجتماعية اليومية ضمن صياغة فنية بأسلوب مبدع وشيق حتى تصبح لديه حصيلة فنية كبيرة تعكس الحقبة الزمنية التي قضاها هذا الفنان فيبقى السؤال الآن: ما مصير هذه الثروة الفنية بعد رحيل صاحبها تبعا لسنة الحياة؟.. وخلال الفترة الزمنية القريبة اهتم معالي وزير الثقافة والإعلام د.إياد مدني مشكورا بتشكيل لجنة لوضع خطة تهدف إلى الاهتمام بالإرث التشكيلي الذي أبقاه والدي الأستاذ الفنان محمد موسى -رحمه الله- أحد رواد الفن التشكيلي في وطننا الحبيب تقديرا لجهوده وإبداعاته المتميزة التي عشناها معه خطوة بخطوة وعشنا ظروفه الصعبة معا فقد قضى حياته كلها متفانيا عاشقا لفنه ولوطنه مقدما كل ما لديه لتنشيط الحركة الفنية مقدما تضحيات ضخمة وأعمالا فنية كلفته الكثير ماديا ونفسيا لإبراز اسم الوطن في المحافل الدولية من خلال معارض شخصية واخرى مشارك بها.
كما قدم كتابات أدبية وكتبا فنية متعددة، وأشكالا جماليه للميادين عددها سبعة أشكال ولوحات فنية زيتية ومائية واسكيتشات وأخرى... والآن وبعد تشكيل هذه اللجنة وهي في بداياتها ارجو أن تعلم بأن دورها سيكون له الأثر الإيجابي للعديد في المستقبل من المبدعين وسيكون حافزا على حفظ التراث الفني السعودي من الضياع وهذه الأعمال لن تذهب أدراج الرياح وأن هناك وطناً كبيراً يحمي المبدعين على مر السنين.
فدور هذه اللجنة جديد من نوعه فيجب ان تعرّف بأهدافها واستراتيجية عملها وما هي قدراتها ولأي حد يمكن ان تحقق المرجو منها؟ وفي الختام أرجو من الله أن يوفق اللجنة لانجاح هذه المبادرة واكرر خالص شكري وتقديري لاهتمام معالي وزير الإعلام والثقافة ولسرعة تفاعله وتوجيهه وهذا ليس بغريب على وطني وولاة أمره كما لا أنسى مواقف جريدة (الجزيرة) التي يكن لها والدي كل تقدير ولمتابعتها لوالدي في حياته وبعد مماته. فمزيدا من الازدهار يا وطني.
(الجزيرة) والمطالبة المبكرة بتكريم الراحل
لقد كان بين الفنان الراحل محمد السليم وبين جريدة (الجزيرة) علاقة كبيرة منذ ان كان في ايطاليا طالبا للعلم امتد هذا الحب حتى بعد عودته إلى ارض الوطن بعد أن اخذ على عاتقه النهوض بالفن التشكيلي ومد جسوره إلى العالم، كانت (الجزيرة) شاهدا ورافدا لمسيرته وكان -رحمه الله- محبا لها ومساهما فيها بمقالاته وبرأيه وكان -رحمه الله- ممن أشادوا بالجريدة وبتخصيص صفحة للإبداع التشكيلي ولم يتوقف الإعجاب والتقدير عند حدود المشافهة بقدر ما كان له -رحمه الله- مساحة مشرقة تحمل عنوان قطوف أضفت الفخر للصفحة وأضافت الكثير من الفائدة للساحة مع ما كان يحمله من عتب حينما تؤجل الصفحة أو تغيب عن موعدها ما يدل على متابعته وحرصه عليها، هذه العلاقة أبقت في نفوسنا الكثير وأصبحت الصفحة بعد رحيله تحمل مسؤولية الوفاء لمن كان وفيا معها فكانت السباقة في نشر أخباره وفي مقدمتها تفردها بنشر خبر وفاته في شهر ربيع الأول من عام 1418هـ وعلى مساحة يستحق الكثير منها رغم صعوبة تلقينا للخبر تبعناه بصفحة تضمنت مقالات نعي لنخبة من زملائه التشكيليين تحدثوا فيها عن مكانته وعلاقاته معهم وإنسانيته كما كان لجريدة (الجزيرة) وبعد أسبوع من خبر وفاته المطالبة بتكريمه ووجهت فيه المقترح لجمعية الثقافة والفنون إلا أن الأمر لم يجد الاستجابة وقتها ولم يشر إلى مبادرة (الجزيرة) بالدعوة لتكريمه من قبل الرئاسة العامة لرعاية الشباب التي تولت إقامة معرض لأعماله كمحاولة لسداد بعض التزاماته وديونه، واعد له إصدار متواضع لا يقارن بحجم ما قدمه الراحل من جهد ومال في سبيل الفن.
إضافة إلى الإشارة إلى وزارة الثقافة والإعلام في عدد المجلة رقم 108وتاريخ 30-5-2005م وتطرقنا في المجلة الى بيع لوحات السليم في معرض خيري حيث جاء في الموضوع ما يلي: من أهم ما يمكن التحدث عنه في حقيبتنا لهذا الأسبوع المعرض الذي أقامته الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام (إنسان) الأسبوع الماضي (أطياف الود) والوقوف أمام جناح يضم ما يقارب الخمسة عشر عملاً من أعمال الفنان محمد السليم كانت من مقتنيات البنك البريطاني تبرع بريعها المادي للجمعية، مع أن المفترض من البنك أن يقيم لها ولمثيلاتها من أعمال الفنانين الرواد متحفاً يقدمه دعماً للثقافة السعودية ويعوض ثمنها بدعم مباشر للجمعية، هذه الأعمال أعادتنا إلى مرحلة مهمة لا يمكن تكرارها وهي مرحلة السبعينيات والثمانينيات الميلادية التي كان فيها المعنيون بهذا الفن غير ملمين ببعد نظر الفنان الراحل السليم وفي استباقه للزمن بأعماله التي ما زالت تنتظر زمنها الحقيقي، وبهذا أثبت السليم -رحمه الله- انه ينافس بتلك التجارب والإبداعات لكل العصور، فالمتابع للساحة التشكيلية لا يرى إلا تحركاً ضئيلاً وباهتاً تجاه الجديد لدى الفنانين دون بحث في مجال اللوحة، ما يكشف لنا عدم قدرة أي منهم على تحديد الهوية وإيجاد أسلوب عالمي إلا الفنان محمد السليم -رحمه الله-. هذه المدرسة وهذا الأسلوب وهذه المعاصرة في حاجة إلى دعم إعلامي سعودي كبير لإيصالها للعالمية من خلال إقامة معرض متجول للفنان محمد السليم يجوب أقطار الدنيا لنقول للعالم إننا عالميون وان أعمالنا وصلت إليهم وإننا قادرون على المنافسة.
لهذا ومن هذا المنبر أضع مطلباً أمام المسؤولين في وزارة الثقافة والإعلام متمنياً أن يجد القبول يتمثل في أن نرى هذه الأعمال وقد خرجت من الظل إلى النور.. الخ. كما حظيت هذه الإشارة بالتعقيب من قبل الأستاذة نجلاء السليم في العدد 113بتاريخ 4-7-2005م أعقبها تعقيب من الفنان الناقد احمد منشي أشار فيه إلى دور الفنان الراحل وأهمية جمع إبداعه.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved