Saturday 7th January,200612154العددالسبت 7 ,ذو الحجة 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"محليــات"

باختصار باختصار
ضعها على اللجنة!
نورة المسلم

تكون لدى كثير من الناس فكرة سلبية عن أي موضوع يحال إلى اللجان حتى قيل إذا أردت أن تموه حقيقة فدعها تحال إلى لجنة، هذه اللجنة ربما تعنى بالتحقيق أو التقييم لأمر ما، على أثره يتخذ قرار ما في وقت لاحق!
لكن ما هو دور هذه اللجان في حياتنا، خبرتنا معها وتأثيرها وتلك الأوقات الطويلة التي أذابتها حتى تضيع الماهية الحقيقية لفكرة إنشاء اللجنة أصلا؟ هذه الأسئلة ربما اختلفت اجاباتها بمقياس كل منكم، وبما أنني امرأة يتقلص دورها إلى شؤون معينة في هذه الحياة، إلا أنني أتذكر دوراً مهماً للجنة في حياتي كان سلبياً بالطبع، وربما كان الوحيد الذي تعرفت منه ولأول مرة على السيدة اللجنة، في الجامعة درست مادة لنظم المعلومات، وكان الأستاذ يدرسنا عبر الدائرة المغلقة، حين كانت المشقة المتبادلة بيننا وبين المصور التلفزيوني الذي يحاول من جهة تقريب الصور على رموز الحاسب الصغيرة جداً، وبين الأستاذ الذي كان يحاول إصلاح هندامه بين فينة وأخرى، ولم نكن نعلم أن بيننا واحدة من الطالبات ترقب ردود أفعالنا تجاه الأستاذ، وتنقلها إليه، بينما فوجئ معظمنا بنتائج الامتحان الأسطوري الصفرية فيما بعد!
جميعنا نلنا أصفاراً مبهرة إلا من واحدة أو اثنتين، إحداهن كانت المندوبة السرية للأستاذ في المحاضرة وأخرى كانت لا تتحدث أبداً!
ظننا أن الأمر سيحسم عن طريق الشكوى، وحين أكلنا هذا المقلب، قيل لنا أن الأستاذ له علاقات اجتماعية قوية، وبهذا هو غير آبه بأي استنكار أو تظلم، وهو ما حصل فعلاً، فبينما تطور الأمر بعد إعادة الاختبار، حين أصر الأستاذ على استعراض قوته ومنح الجميع تقريباً درجة مقبول وهي الدرجة التي لا يمكن أن تكون مؤهلة لتجاوز المادة، أعدنا الشكوى، وتطور الأمر إلى أن وصل إلى تكوين لجنة من قبل مجلس الكلية، الذي كان حينها ذا صلة قوية بالأستاذ المذكور، لكن ماذا فعلت اللجنة، توقعوا ماذا حصل؟ اللجنة كانت عبارة عن أصدقاء له وزملاء، أتوا بحجج أن الامتحان كان به (غش) بينما كانت إحدى المراقبات تحمل درجة الدكتوراه من الولايات المتحدة، ورغم انها أيضا رفعت تقريراً إلى اللجنة الموقرة قائلة لا يمكن لهذا أن يحدث في جامعة، وأنها بنفسها أشرفت على الاختبار، وكيف يصل الاستهتار إلى حد اتهامها بالتقاعس.. كل هذه التفاصيل ذابت في أحضان اللجنة العزيزة، وتعثرنا جميعاً، وبالطبع نجح الأستاذ، بينما أعدت المادة بعد سنة مع أستاذ آخر وحصلت على جيد جداً، رغم تلك المشقة، وهي أن تتعلم مادة كنظم معلومات بالتلفزيون، لكني عدت لأفكر في حجة الأستاذ الذي امتلأت ثيابه بنفسه وبعدته وبعلاقاته الاجتماعية التي سلبتنا حقاً، حين ذكر في تقريره مبرراً إسقاط الجميع وضرب حقوقهم بالحائط، بالغش، أي غش كان يقصد؟

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved