Sunday 8th January,200612155العددالأحد 8 ,ذو الحجة 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"متابعة "

تاريخ وجغرافية محافظة الدوادمي تاريخ وجغرافية محافظة الدوادمي
سعد بن علي الماضي (*)

المدلول اللغوي للدوادمي
جاء في القاموس المحيط أن الدوادم شيء كالدم يخرج من السمر او من شجر الغرز (وهو من أصاغر الثمام ) يستعمل فيما تستعمل فيه الموميا وكلا النباتين موجود قرب مدينة الدوادمي مما يوحي بأن اسم الدوادمي مشتق منه . ولا أريد أن أتطرق إلى مدلولات الأسماء الأخرى التي اشتهرت بها الدوادمي بسبب سيادة الشعر النبطي وامتناع كلمة الدوادمي عن الدخول في الشعر وهذا كثير الحدوث فمثلاً اسم بلدة الشعراء الواقعة غرب مدينة الدوادمي استعيض عنها في الشعر النبطي باسم الشريفا
حدود وموقع محافظة الدوادمي
وأما عن حدود محافظة الدوادمي جغرافياً فمعظم أراضيها ضمن نطاق الدرع العربي ويبلغ متوسط اتساعها 215كم وتبلغ مساحتها نحو ثلاثين ألف كيلو متر مربع ويحدها من الشرق والغرب خطّا طول 05َ 45ْ / 08 َ 43ْ شرق غرينتش ومن الشمال والجنوب خطّا عرض 36 َ 23 ْ / 46 َ 23 ْ شمال خط الاستواء وتحدها الأقاليم التالية بمحيط لا يقل عن 700كم ( بعد اختصار التعرجات ) وهي :
- محافظة شقراء من الشرق بطول 100كم تقريباً
- مركز مرات من الشرق بطول نحو 40كم.
- محافظة القويعية من الجنوب والجنوب الشرقي بطول 220كم تقريباً .
- محافظة عفيف من الغرب بطول نحو 110كم.
- منطقة القصيم من الشمال والشمال الغربي بطول نحو 230كم ويبلغ أعلى ارتفاع صخري لمحافظة الدوادمي 1307أمتار في جبل النير في أقصى الغرب كما يبلغ أقل ارتفاع سهلي لها 660 متراً في أقصى الشمال الشرقي، وبالنسبة لمدينة الدوادمي فيبلغ طولها 13كم مع متوسط عرض يبلغ 5كم بعد استبعاد المساحات التي لم يقم عليها إنشاءات عمرانية وعلى كل هذه المساحة يقوم سبعة عشر جامعاً ومصليان للعيد فإذا أخذنا خطاً مستقيماً من شاطئ نصف القمر على الخليج العربي إلى مدينة رابغ على البحر الأحمر لكانت مدينة الدوادمي في منتصفه وإذا رسمنا خطاً من سلوى في الشرق إلى ينبع البحر في الغرب لكانت مدينة الدوادمي في منتصفه وإذا رسمنا خطاً من الحدود مع اليمن جنوب الوديعة إلى الحدود مع العراق والأردن عند جبل عنازة لكانت بلدة شبيرمة هي منتصفه وهي قريبة من وسط المحافظة .
الطرق
تخترق محافظة الدوادمي طرق حديثة وقديمة فالطرق الحديثة : يمر بمحافظة الدوادمي عدة طرق رئيسة أشهرها خط الرياض - مكة ( القديم ) ويتفرع منه طرق أخرى كالتالي :
1- إلى منطقة القصيم عبر إقليم السر وعبر عرجاء فنفي وعبرالبجادية فالجمش وعبر القاعية فحديجة.
2- إلى الرياض عبر القرنة فالطريق السريع بين مكة والرياض إلى القويعية عبر القرنة فالحرملية وعبر فيضة المفص فمزعل وعبر ماسل فمزعل (ويجري العمل على إتمامه ).
3- إلى الرويضة على الخط السريع عبر الشعراء فعروى كما يمر عبر أراضي المحافظة خط أنابيب الزيت بين بقيق وينبع قادماً من مركز مرات وخارجاً إلى محافظة عفيف وأما الطرق القديمة فقال وكيع في كتاب الطريق ( منشورات مجلة العرب ) ( وإذا خرجت من مرأة معترضاً في بلاد بني كعب ففي بلاد بني نمير منبر بأضاخ وهو لبني نمير ومنبر بحظيان لبني نمير ومنبر بالمعدن معدن الأحسن لبني كلاب ) ويتضح من هذا أن هناك طريقاً في القرن الرابع الهجري ينطلق من مرات إلى أضاخ ماراً بإقليم السر حددت أول محطاته بعد الانطلاق من مرات بأضاخ في شمال المحافظة ومن خلال المعاجم القديمة فإن الطرق القادمة من اليمامة إلى مرات تنطلق من مرات إلى ثلاثة اتجاهات:
أ - اتجاه شمالي غربي إلى القريتين قرب عنيزة وهذا خارج المحافظة.
ب - اتجاه غربي إلى أضاخ يخترق إقليم السر نحو شمال المحافظة .
ج - اتجاه جنوبي غربي يتجه إلى عكاش في شرق المحافظة وهو قريب من بلدة الحفيرة الآن قال الأصفهاني في بلاد العرب ( منشورات دار اليمامة ) (فإذا جزت الهلباء وقعت في واد حرج بين صدي جبل لنمير ثم تجوز فترد عكاشاً ماء لبني نمير عليه نخل فإذا جزت عكاشاً وردت العيصان وهو معدن وبه تجار وهو لبني نمير تم تجوز العيصان فترد معدن الأحسن وهو لبني كلاب وهو من أول عمل المدينة) وأقول إن الوادي الحرج يظهر في الخريطة شمال بلدة الضحوي
كما ينطلق من المحافظة طريق من معدن الكوكبة في جنوب غرب مدينة الدوادمي إلى معدن الأحسن قرب البجادية ثم يتجه إلى ضرية كما تخترق المحافظة طرق الحج القادمة من اليمامة والبحرين ويمر في طرفها الشمالي الغربي طريق حاج البصرة شمال هضبة طخفة ، كما سلك سيف الله خالد بن الوليد رضي الله عنه بين جنوب طخفة وجنوب أضاخ في طريقه إلى حرب المرتدين
تاريخ المحافظة
وأما من الناحية التاريخية لمحافظة الدوادمي فمن خلال المعاجم القديمة ومن أهمها معجم ما استعجم للبكري حيث نقل عن ابن الكلبي أخباراً عن تفرق قبائل العرب نستقرئ أن قبيلة تميم كانت قد استوطنت هذه المحافظة قبل الإسلام بزمن يدل على ذلك يوما النسار والكلاب فقد هزمت قبائل بني عامر في النسار ويسمى الأنصر حالياً شمال البجادية وهذا ما جعل أكثم بن صيفي يوافق على سكنى وادي الكلاب بعد هزيمة بني تميم يوم المشقر في جهات الأحساء وما اختار هذا إلا لمعرفته التامة به ثم إن قبائل بني عامر زحفت على المحافظة فأصبحت لها السيادة عليها بإجمال ويستثنى من ذلك الأطراف الجنوبية والشرقية حيث سيطرت عليها قبيلة باهلة القيسية
, ونطاق آخر يمتد من شمال شرق
النير حتى نفي وغربي أُضاخ وشرقي جبال المخامر حيث كانت السيادة فيه لقبيلة غني أبناء عمومة باهلة .
ولما جاء الإسلام امتد حمى ضرية إلى أضاخ ونفي ، وكذلك كان حمى النير الذي أقطعه رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن سلمة الكلابي ويسمى الآن (الحمي) بالتصغير ويقال إنه حمى كليب وائل كما أن الإشراف على منطقة معدن الأحسن في النصف الغربي من المحافظة كان من قبل دولة الخلفاء الراشدين في المدينة النبوية ومن خلفهم من الولاة .
قال ياقوت الحموي عن أبي زياد الكلابي : ( ومن مياه بني عمرو بن كلاب المصلوق (يسمى حالياً المصلوم ) فإذا خرج مصدق المدينة يرد أريكة ثم العناقة ( كلاهما في محافظة عفيف ) ثم مذعا ثم المصلوق فيصدق عليه بطوناً ).
أما القسم الشرقي الذي تقع فيه مدينة الدوادمي وما حولها فقد امتنعت فيه قبيلة نمير إحدى جمرات العرب لذلك لم تخضع إلى سيادة ولاة اليمامة بشكل واضح كما ورد في كتاب ابن عربي لحمد الجاسر وبالنسبة لتاريخ المحافظة في العصور المجهولة فيظهر أن السيادة في النصف الجنوبي كانت لباهلة قروناً طويلة بعد قيام القائد بغا الكبير بحملة للواثق العباسي بمطاردة بني نمير وتشتيتهم في القرن الثالث الهجري وكانت هناك سيادة جزئية لقبيلة آل مغيرة حول أطراف جبل ثهلان وبلدة الشعراء .
أما أشهر الهجرات إلى المحافظة وبسط السيادة عليها فيمكن إجمالها بما يلي :
1- هجرة الضياغم من الجنوب إلى الشمال إذ مروا بشرق المحافظة قرب جبل حقيل في حدود القرن السابع الهجري .
2- هجرة الأساعدة من قبيلة عتيبة من الحجاز إلى الزلفي وقد مرت بالمحافظة في الربع الثاني من القرن الحادي عشر .
3- سيادة قبيلة مطير في الأجزاء الجنوبية منها ثم سيادة قبيلة قحطان على معظم المحافظة في أواسط القرن الثالث عشر .
4- هجرة قبيلة عتيبة وزحزحة قبائل قحطان ومطير عنها في النصف الثاني من القرن الثالث عشر .
5- ولا ننسى أن الدولة السعودية الأولى بسطت نفوذها على المحافظة وقبائلها وكانت قبل ذلك تحت حكم أشراف مكة .
6- وأما بنو زيد فهم قبيلة قضاعية يغلب على الظن أنها جاءت من بلدة الهجيرة جنوب تثليث حيث شهدت تلك المنطقة تحالفات بين بني نهد ومذحج وقبائل أخرى وقد جاء زيد إلى نجد في النصف الثاني من القرن الحادي عشر في قصة دونتها الكتب الحديثة ومنها كتاب (بنو زيد القبيلة القضاعية في حاضرة نجد) لعبد الرحمن الشقير وقد جاء حول هذه القبيلة أحاديث أشبه بالأساطير لا نريد أن نخوض غمارها ولكن أركز على مغالطتين :
الأولى : حول انتساب كل هذه القبائل إلى زيد وتعد بعشرات الألوف وهذا لا يتأتى خلال ثلاثة قرون ولكن كعادة البادية الانتساب إلى أشهر الفروع في القبيلة كما فعلت مثلاً بنو وائل بالانتساب إلى عنزة وكل تلك القبائل ترجع إلى جد أعلى من عنزة وبالمثل فإن زيداً هذا الذي جاء إلى الوشم لابد وأن يكون اتصل به أقاربه وأبناء عمومته ممن يرقى عنه إلى الجد الثاني والثالث فانتسبوا إليه وبهذا يكون عدد هذه القبيلة منطقياً.
والثانية: حول قصور بني زيد في بلدة الشعراء والتي يرى الأهالي أنها لبني زيد القضاعيين منذ عدة قرون وهذا خطأ فبنو زيد أصحاب هذه القصور هم من أشراف مكة وقد عين أحد أشراف مكة القاضي محمد بن أحمد بن بسام التميمي قاضياً للأشراف في عالية نجد في الشعراء في حدود سنة 980هجرية ( علماء نجد خلال ستة قرون لابن بسام )
أيام العرب في المحافظة
وأما أيام العرب التي حدثت في المحافظة فسوف أقتصر على إيجاز أيام العرب القديمة التي حدثت في المحافظة ومنها :
1- يوم جبلة والغلبة فيه لبني عامر وحلفائهم من بني عبس على بني تميم وحلفائهم من أسد وغطفان .
2- يوم طخفة لبني يربوع من تميم على جيش النعمان بن المنذر (ولا يفوتني أن أذكر أن طخفة تابعة لمنطقة القصيم أما ما يقع عنها شمالاً حيث البرك على طريق حاج البصرة فتابعة لمنطقة الرياض عن طريق محافظة الدوادمي).
3- يومان في جبل غول .
4- يوم النسار (وتسمى الأناصر حالياً ) وهو لبني تميم على بني عامر .
5- يوم الكُلاب الثاني ويقع شرق بلدة الشعراء وانتصرت فيه بنو تميم على مذحج القحطانية وأحلافها من جرم ونهد .
6- يوم سِلّى وساجر في إقليم السر لباهلة على بني ضبة .
7- يوم معدن الصحراء قرب أضاخ لبني عامر على بني حنيفة في أواخر أيام الدولة الأموية .
8- يوم النشاش ويسمى يوم جمران لبني عامر على بني حنيفة في أواخر أيام الأمويين .
9- يوم روضة الأبان وبطن السر وهو الذي انتصر فيه القائد بغا الكبير العباسي على فلول قبيلة نمير .
المواقع السياحية والأثرية
إن المواقع الجديرة بالمشاهدة غالباً ما ترتبط بمعركة تاريخية أو أثر تاريخي أو تكوين صخري جميل ومن هذه المواقع دون تفصيل:
1- هضبة جبلة في وسط المحافظة .
2- هضاب البكري في شمال غرب المحافظة والتي امتد إليها حمى ضرية .
3- قصر الملك عبد العزيز غرب مدينة الدوادمي .
4- برك طخفة وآبارها على طريق الحج البصري .
5- النقوش والكتابات في جبال ثهلان ومصيقرة والظعينة وصافية وخنوقة والبكري وكبشات .
6- النقوش والمستوطنات في أشقر البراقة وتمتد على نطاق أكثر من 20كم جنوب غرب المحافظة .
7- مناطق التعدين القديمة في الكوكبة ( سمرة ) وجبال الهايش في منطقة عكاش القديمة لاستخراج الفضة .
8- آثار السدرية ( تعدين واستيطان ) وأرى أنها هي التي كانت تسمى حظيّان.
9- آثار معدن الأحسن وتمتد من البجادية حتى جنوب أشقر البراقة ومعظمها لتعدين الذهب
10- آثار أضاخ ( تعدين واستيطان ) وهي التي كانت تسمى معدن البرم .
11- آثار معدن النجادي في جبل حليت شمال غرب المحافظة وهو معدن ذهب بدئ العمل فيه أيام الدولة الأموية وفيه قرية ومنبر كانت تعد من أعمال المدينة المنورة .
12- الأنصاب المغليثية في هضاب مجيرة .
13- مقالع الرخام من جبل خنوقة وجبل الخوار .
14- مقالع الجرانيت في جبال البكري وذريع .
وغير ذلك الكثير .

(*) متخصص جغرافيا وباحث في الآثار والجغرافيا التاريخية وله رحلات كثيرة داخل أرجاء المملكة وسبق له أن رسم ثلاث خرائط لمحافظة الدوادمي التعليمية وخريطة لمحافظة عفيف

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved