المسكوت عنه في نحن والآخر
د. عبد العزيز علي الصقر

ربما أكون مصيباً وإن كان كذلك فمن الله وإن كان خطأ فمن نفسي ومن الشيطان، والصواب صواب ويشار إليه بالبنان، والخطأ واضح لا يتمسك به الأمن كان ضعيف الحجة هدفه المكابرة والمغامرة، واليوم وقد انتهت جلسات الحوار الوطني التي عُقدت مؤخراً في مدينة أبها وضمت أطيافاً من المجتمع السعودي برز في هذا الحوار إشكالية التعريف لمفهوم نحن والآخر، ماذا يقصد من (نحن) على من تنصرف، علينا جميعاً، على الإسلاميين، العلمانيين، الليبراليين، السنّة، الشيعة، كان ذلك اختلافاً واضحاً بين المشاركين وإن كان هناك إجماع على الهوية الوطنية على رغم ما سمعنا عن وجود آراء مختلفة حول هذه النقطة أيضاً، كنت وعدد من الأصدقاء نتجاذب أطراف الحديث عن ما دار في جلسات هذا الحوار .. كانت هناك آراء مختلفة ومتباينة وأخرى متوافقة، منهم من رأى أنّ هذا الحوار رغم كلّ شيء خطوة في الطريق الصحيح، وبعضهم انتقد بعض الطروحات التي تمّت إثارتها وعلى وجه الخصوص المرأة وموضوعها القديم الجديد قيادة السيارة، وأحسب أنّني استطعت أن أخلص إلى رأي مثل الأغلبية أعاد الموضوع برمّته إلى الأُسرة واعتبار أنّ هذا شأن اجتماعي بحكم أن لا نص صريحاً في الدين يمنع المرأة من تولِّي شئونها أو بعض من شئونها، وكنا جميعاً قد استحضرنا تصريح سمو ولي العهد في هذا الشأن.
والحقيقة أنّ الوضع الداخلي والبيئة مواتيان لتمكين المرأة من ممارسة كافة حقوقها .. وكلٌّ له رأي ومنهج وطريقة، واختلاف الرأي لا يفسد للود قضية وانفضّ اللقاء على رنين هاتف أحد الأصدقاء وزوجته تستعجله الحضور لأمر صحي طارئ لأحد أبنائه وبالطّبع كنّا بعيدين بعض الشيء عن وسط الرياض .. والله من وراء القصد.